
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا بازي الجيش غداة الصدام
مـن علم البيزان سجع الحمام
بلغــت سـمعي يـا فـتى رنـةً
قـد أخضـلت نحـري بدمع سجام
شــرارة مــن خــاطرٍ ثــاقبٍ
كانت لقلبي يا ابن ودي ضرام
وطرفــة مــن شــاعر نــابتٍ
فـي مصر يسقي من نمير الكلام
قـد صـاحب الجيـش زماناً وكم
أبلى لدى الحرب وضنك المقام
وانفــك عنــه كافيـاً نفسـه
بـالمنطق الفصل رهيف الحسام
لا أعـرف الشـاعر عينـاً وقـد
يشــف عمـا يحتـويه اللثـام
هيجـت يـا مصـري شـجوي ومـا
أحلـى جوى أذكيته في العظام
أفـديك يـا بدر التمام الذي
أرقنـي بـالهم ليـل التمـام
فــي ابنـه تبـدو لنـا خلـةٌ
خلــة نــدبٍ ألمعــي همــام
طـابت لريـب الـدهر إذ مسها
كمـا تمـس الريح نبت الخزام
يـا عاتبـاً حينـاً علـى حظـه
قبلـك كـم من عاتبٍ في الأنام
إمـا لقيـت الحيـف فـي موطنٍ
فاصبر رعاك اللَه صبر الكرام
عســـى تــرى الظلام مرفضــةً
كالعقد حين انبت منه النظام
الزهــر قــد نــم بأنفاسـه
لا بـد أن ينشـق عنـه الكمام
اشتاق وادي النيل فاعلم بذا
يـا من غدا يشتاق أرض الشآم
إن ســار كــل يبتغـي وجهـه
سـمعت منـي في العريش السلام
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).