
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تبـدت لنـا الصـهباء عـن خد ناهد
وجـادت بريـقٍ مـن لمى الكأس بارد
إذا فـارقت حجـر الزجاجـة أصـبحت
تئن غــداة الهجــر أنــة واجــد
يطـوف بهـا لـدن المعـاطف يهتـدي
علــى بـارقٍ مـن ثغـره كـل راصـد
ومـا الحـب إلا مـاله خفـق الحشـا
واخفــق فيــه ســعي واشٍ وحاســد
بأكنــاف روض لاعبـت نسـمة الصـبا
بـه مـن غصـون الأيـك غيـد سـواعد
كــأن نثــار الزهـر مـن عـذباته
نجــومٌ تهـاوت واحـداً بعـد واحـد
كـأن علـى الأوراق مـن نقـط الندى
كـــرائم درٍ فــي أنامــل ناضــد
كـــأن أديــم الأرض ملــسٌ مخطــط
بــألوان نجــم مـن مضـيءٍ وكامـد
كـأن تراصـيع الأعاشـيب فـي الربى
طلائع جنـــدٍ تحــت رايــة قــائد
كـأن غضـيض الزهـر إذ فـاح نشـره
تفتـــق عــن أخلاق أحمــد عابــد
فريـــد زمــانٍ أجلســته صــفاته
علـى كـل صـدرٍ مـن صـدور المحامد
بحيـث مقـام الفخـر متسـع الرجـا
وحيـث بنـاء المجـد راسي القواعد
كــأن العلــى مفتونــةٌ بخصــاله
فجـافت سـواها مـن خصـالا الأماجـد
تـدانى لهـا مـن شـهبها كـل نازحٍ
ودان لهــا مـن سـربها كـل شـارد
تلاقــت بــه غــر المنــاقب جمـة
كمـا تلتقـي في السمط غر الفرائد
وحــاكي فــران النيــرات قرانـه
رقيـق السـجايا فـي عريق المحاتد
همــام لـدى الجلـي همامـة نفسـه
عتــادٌ لـترويض الزمـان المعانـد
لــه عزمــات فــي الأمـور كأنهـا
ســرايا علــيٍّ أو كتــائب خالــد
إذا رشــقت مطــرودةٌ مــن سـهامه
فــإن رماياهــا نحــور الشـدائد
وآراء مشـــبوب الحصــافة حــازمٍ
لها في دياجي الخطب مسرى الفراقد
عــرائس أفكــارٍ كــاعب مـا بنـى
بهــا الفعـل إلا نجبـت بـالفوائد
لـــديه جنـــاب للعــواف مخصــبٌ
وللفضـل سـيلٌ بـات عـذب المـوارد
رعـى اللَـه من يرعى الحفاظ بناظرٍ
علـى حرمـة العهـد الممنـع سـاهد
ومــن غـل أهـواء القلـوب بصـنعه
كمــا غلــت الأسـرى جوامـع صـافد
وأروع موفـــور الثنــاء محببــاً
لكعبتــه أفضــى حجيــج القصـائد
إذا لـم أحـبر فيـه نظمـاً فلا جرت
صـبابة نقـسٍ مـن يـدي فـوق كاغـد
فلا زال محســود المكانــة ممتعـاً
بجـــدٍ لأعــراف الكرامــة صــاعد
بظــل أميـر المـؤمنين الـذي لـه
أريجـــة ذكــر للقيامــة خالــد
حمـى حـوزة الإسـلام بالعدل والمضا
وارعــد أحشــاء الأسـود الحـوارد
تــروع ســطاه الخـافقين فباسـمه
يــؤمن ســارٍ فـي عـروض الفدافـد
ينـافس بالعصـر العصـور وقـد غدت
محاســـنه فــي جيــده كــالقلائد
فعـاش حليـف النصـر مانـاح طـائرٌ
علـى فنـنٍ مـن ناضـر العـود مائد
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).