
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـائل شـراغان لمـا رابـه الزمن
مـاذا جنيـت إلـى الأيـام يا فدن
مجلـى الخلافـة والشـورى تحـف به
لعــزة الملــك فيـه منـزل قمـن
كــأنه لنجــوم الليــل معتنــقٌ
أو أنــه لســحاب الجــو محتضـن
قــد شــاده أريحــيٌّ لا يخــامره
هـمٌّ علـى الـذهب الفـاني ولا حزن
فجـاء كالـدرة العصـماء قد عطلت
مـن درة مثلهـا الأمصـار والمـدن
مـا مهجة من هوى الغزلان قد سلمت
إلا وفــي حســنه الوضـاح تفتتـن
كــأنه فوقمـا البسـفور مسـتوياً
خــالٌ ومــن جـانبيه مبسـمٌ حسـن
مجـود النقـش محبـوك البناء معاً
فحســبكم أنـه الـديوان والحصـن
لهفـي علـى القصر مغلوباً لمحنته
وقــد تغـض بـه الأعبـاء والمحـن
تغشــى جـوانحه النيـران زاجلـةً
وقــد تفـرق عنـه الأهـل والسـكن
والنــاظرون حيـارى عنـد نكبتـه
فلا عـــزائم للجلـــي ولا منـــن
لـولا خفـوق حشـاهم مـا سرى دمهم
لمــا تخــونه التبريـح والشـجن
خـرس الشقاشـق باتوا عندما نطقت
لمـارج النـار فيهـم ألسـنٌ لسـنُ
لـو أسـبلت فوق حر الجمر أدمعهم
لأخمــد الجمـر منهـا عـارض هتـن
لظـى أمـدته نكبـاء الريـاح فهل
نكـب الريـاح علينـا هاجهـا ضغن
مـا زال منـه وطيـس فـي لـوافحه
تفنــي الجـواهر والأعلاق والزيـن
حـتى غـدا ذلك القصر الجميل ضحىً
كميــت الهنــد لا ثــوبٌ ولا كفـن
خطــبٌ ألـم بـدار الملـك طراقـه
إن القضــاء بـأمر اللَـه مرتهـن
فـإن يكـن فـي فـروقٍ نـازلاً فلقد
تجرعــت همــه ســينوب واليمــن
يـا خلـف اللَـه ظن القائلين لنا
بــأن تلـك الرزايـا كلهـا فتـن
وإن ذاك الحريــق المنكمـي حنـقٌ
وغـن ذاك الـدخان المعتلـي دخـن
مـا بالنـا قد غدت تترى مصائبنا
حــتى تكــاثرت الأقـوال والظنـن
هـل بيننا اليوم من لا عطف يعطفه
على الذمار إذا ما انتابه الوهن
كـذاك تصـبح أفعـال الرجـال إذا
مـا شابها العاملان الجهل والخون
هـل ترهـق الـوطن المكروب جمهرة
مـا للحفيظـة فـي أكبـادهم وطـن
بـاللَه يـا زعمـاء الأمة اعتدلوا
إن الزعيـم علـى الحاجـات مؤتمن
إذا تنابــذت الأعضــاء فـي عمـلٍ
سـر الحيـاة بـه فالغـارم البدن
ويـا غضـاباً علـى الشورى رويدكم
إن الـذي قـد بغيتـم مركـب خشـن
فليـس عهـدكم الماضـي يعـود لكم
حـتى يعـود لصـدر الكعبـة الوثن
عـاش الخليفـة سلطان الرشاد فقد
عاشــت بســيرته الآثـار والسـنن
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).