
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعــاتب دهــراً بالملمــة جـارا
وهـل يسـمع الـدهر العـتي حوارا
تــدبرت أيــام الحيـاة وحسـبكم
أردت لنفســـي أن يكــن قصــارا
رأيـت حميـد البخت ما انقاد مرةً
إلــى بشــرٍ حــتى عصـاه مـرارا
فمـا غرنـي بـرد الصـبيحة بعدما
تجشــمت مــن حـر الهجيـر أوارا
بنـا اليوم من فجع الرزيئة لوعةٌ
تــثير بأكنــان القلـوب جمـارا
جـوى تـرك الفتيـان فـي كل ندوةٍ
ســكارى ومـاهم بـالرحيق سـكارى
أحقـاً مضى زين الشباب إلى الثرى
وعــاجله داعــي المنـون بـدارا
يعــز علينــا أن نخــط رثــاءه
ومــا خطــت الأيـام فيـه عـذارا
فيـا خطب محيي الدين برحت بالأسى
وصــيرت نــوم المقلـتين غـرارا
جمـع ضـروب الوجد في داخل الحشى
وبــددت عــزم الواجـدين نثـارا
مصــاب فـتى لمتـا أتـاني نعيـه
بلبنــان أطلقـت الـدموع غـزارا
ربطــت علـى قلـبي بكـل أنـاملي
ولكنـــه رغــم الأنامــل طــارا
فـتىً طالمـا شـمنا بـوارق نبلـه
وبتنـا نرجـي فـي القريـب قطارا
طـوى المـوت مـن أخلاقه نشر روضةٍ
وأخمـد مـن زنـد الـذكاء شـرارا
وكـان رقيـق الطبـع يفـتر باسماً
يمينـــاً إلــى جلاســه ويســارا
فــوا أسـفي أضـحت بشاشـة وجهـه
عبوســاً وورد الوجنــتين بهـارا
غدا الوالد المحزون حيران سادراً
غـداة اعتلـى نعـش الوليد وسارا
رأى ظلمـات الليـل فـي عصر يومه
وظــن ربــوع الســاكنين قفـارا
أليـس يـروع السـحب وقـع مصـابه
ويــترك شــم الراســيات حيـارى
غــدا كنـزه فـي كفـه ثـم فـاته
وضــاء عليـه البـدر ثـم تـوارى
لكــل مصـابٍ فـي الجوانـح جمـرةٌ
ولكـن مصـاب الولـد أعلـق نـارا
يــوالي ســليم حزنـه وانتحـابه
إذا اغـدف الليـل البهيـم ستارا
ويحتـار أن يلقى الردى مع سليله
وهـل فـي المنايا ما يكون خيارا
أمـا لـك مـن أبنـائك الغر سلوةٌ
يعـود بهـا صـدع الفـؤاد جبـارا
ومثلـك لا ينفـل فـي العبـء صبره
إذا خـاض مـن طـامي البلاء غمارا
وما المرء من عادي الخطوب بنجوةٍ
ولـو جـاور الشعري العبور حذارا
لعـل كـبير العـزم فـي كـل مطلبٍ
تــوافيه أرزاء الحيــاة كبـارا
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).