
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا شـمس قـد أسرفت في إدلالك
فــترفقي بالعاشـق المتهالـك
بـك هـائم هـذا الهلال صـبابةً
وأراك مـا خطـر الهلال ببالـك
صــيرته بالجاذبيــة عانيــاً
يمشـي طويـل الـدهر في أغلالك
وغمرتـــه بأشـــعة فتانـــة
تــاللَه قـد أعلقتـه بحبالـك
يسـعى إليـك وتكرهيـن لقـاءه
إن كـان ذل فـي الغـرم فـذلك
أفرطـت في الإعراض عن ذي لوعةٍ
يرضـيه بعـض الشيء من إقبالك
لهفـي عليـه والـف لهـف إنـه
في العمر لم يرمنك غير قذالك
رقــي لصـبك يـا ذكـاء فـإنه
مملـــوك رق طــائع للمالــك
كـم مـرة يضـني وأنـت صـبيحةٌ
أبـداً فمـاذا حـاله مـن حالك
هلا أمـرت المشـتري أن يشـتري
يومـاً دواء سـقامه مـن مالـك
كـم مـرة دانـي الردى بنحوله
ورأى بـه العواد سيما الهالك
وبنـات نعـش قـد أعـدت نعشـه
وغـدت تنـوح علـى صريح نبالك
والنسـر ظن الروح منه قد خلت
فهـوى عليـه في الظلام الحالك
كـم مـرة قد هام وجداً واختفى
عنـا ولـم يسـلك طريق السالك
ظنـوه ألقـى فـي المجرة نفسه
مــا يقاسـي مـن فنـون دلالـك
يـا شمس ما هذا الصدود فخفضي
مـن صـدك المضـني ومن اجفالك
لا تحـذري هـذا الرقيـب فإنما
يغشـيه مـا حسـناء نور جمالك
حيرتنــي فيمـا أقـول تحيـراً
بعجيـب حسـنك فـي عجيب فعالك
نسيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.شاعر، من الكتاب المفكرين، من نوابغ الأمراء الأرسلانيين، ولد في بيروت، وتعلم بالشويفات، ثم بمدرسة الحكمة ببيروت، وأولع بشعر الجاهليين والمخضرمين، فحفظ كثيراً منه، وقال الشعر وهو في المدرسة، فنظم (واقعة سيف بن ذي يزن مع الحبشة) في رواية ذات فصول، وأتم دروسه في المدرسة السلطانية ببيروت. وعين مديراً لناحية الشويفات (بلبنان) فأقام نحو عشر سنوات، محمود السيرة، واستعفى، وسكن بيروت. ولما أعلن الدستور العثماني انتخب رئيساً لنادي جمعية الاتحاد والترقي في بيروت. ثم نقم على الاتحاديين لسوء سيرتهم مع العرب، فانفصل عنهم، وانضم إلى طلاب (اللامركزية) وأخذ ينشر آراءه في جريدة (المفيد) البيروتية، فكان لمقالاته فيها أثر كبير في الحركة العربية، ثم استمر مدة يلاحظ تحرير تلك الجريدة متطوعاً. كان مجلسه في مكتبها مجمع الكتاب والادباء وقادة الرأي. ولما نشبت الحرب العامة (سنة 1914م) انقطع عن أكثر الناس ولزم بيته. ثم انتقل إلى الشويفات (سنة 1915) وانصرف إلى استثمار مزارعه ومزارع شقيقيه شكيب وعادل، ولم يزل في انزوائه إلى أن توفي، وكان أديباً متمكناً، جزل الشعر، حلو المحاضرة، سريع الخاطر في نكتته وإنشائه، بعيداً عن حب الشهرة، يمضي مقالاته في المفيد باسم (عثماني حر).