
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جُعِـلَ اللِّسانُ على الفؤادِ دَليلا
وَكَـذا اليراعُ من اللِّسانِ بديلا
وَلربمــا نَطَـقَ اليـراعُ بلحظـةٍ
مـا لَيـسَ بنطقـهُ اللسانُ طويلا
وَلــربَّ ذي حَصــرٍ بنطـق لسـانِهِ
أَحصـى بِـهِ المعقـول والمنقولا
ولكـم شـفى قلـمُ البَليغ حزازةً
اعيـا اللسـانَ شـفاؤُها وغَليلا
وَتَـراهُ مضـمارَ العقـول فكم بِهِ
سـبقت عقـولٌ فـي الذكاء عقولا
وَبِـهِ عرفنا الدينَ والدنيا معاً
اذ نقــرأُ التــوراة والانجيلا
وَبِــهِ نَـرى متباعـداً متقاربـاً
فَنَــرى لاقصــآءِ البلاد ســَبيلا
وَلكــم بِـهِ طعـنَ العـدوُّ عـدوَّهُ
وَلكـم بِـهِ نظـرَ الخَليـلُ خَليلا
وَنَـراهُ اصـبح مِحوَرَ الدنيا فَلَم
يـبرح عَزيـزاً حيـث كـانَ جَليلا
ومـن العجـائِب ان يـترجم ابكمٌ
مــا انـت تـأَمرُهُ بِـهِ وَيَقـولا
لَـم يَعـنُ مـن أَنَـفٍ بِـهِ الّا لمن
قـد جَـرَّ مـن حسـن الكلام ذيولا
لمن انتضى القَلمَ الَّذي ازرى بِهِ
ســيفاً بكــفِّ غضــنفرٍ مَسـلولا
هَـذا يُسـيل دمَ المحـابر مُحيياً
وَالسـَيفُ يقتـل للـدماءِ مسـيلا
يـا مَـن لِقَلـبي عنـدَهُ وطـنٌ بِهِ
انــسٌ لــذلك لا يشــاءُ قفـولا
حصل اللقاءُ فما لَهُ يَشكو النوى
أَبَغـى الـى غيـر الوصال وصولا
وَهُـوَ المُصـابُ فَما لِجسمي يَشتَكي
أَلـمَ الفـراقِ فكـانَ منهُ عَليلا
وَلَعَلَــهُ يَشــكو فــراقَ فـؤادِهِ
اذ عنــهُ أَزمـع لِلحَـبيب رَحيلا
ان الهـوى مثـل الهـواءِ كثيرةُ
ضــررٌ وَيحيــي اذ يَكـون قَليلا
ملأَ القلـوبَ هوى النفوسِ كمثلما
ملأَ الهــواءُ فاحسـن التَمـثيلا
مَــن لــي بِـهِ فـاردَّهُ فيُبثَّكـم
شـوقاً علـى بعـدِ المزار جزيلا
شـوقاً يهيـجُ لمـن لَـهُ قد مثلت
عينــي مثـالاً كَيـفَ شـئتَ جَميلا
ان لَـم أَراهُ فـان عينـي لا ترى
لمثــالِهِ بيــن الانـامِ مـثيلا
اسـتودعُ الريـحَ الغـداة تحيَّتي
فَتَضــيعُ منهـا اذ تهـبُّ اصـيلا
عجبـاً تَـرى قَلـبي خَفيفاً عندها
فيســيرُ معهــا والسـلامَ ثَقيلا
حميَـت بنارِ الشوقِ فاِرتفعت الى
جــوّ السـماءِ وغـادرتُهُ ضـُلولا
مـا زِلـتُ اسـأَلها كاني لَم أَكُن
لا ســـائلا يومــاً ولا مســأولا
فبعثـتُ مـن قلـبي رسـولاً نحوكم
فـابعث الـيَّ مـن النسيمَ رسولا
خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.أديب، له شعر، من مسيحيي لبنان، ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فد!رس العربية في المدرسة الأميركية. وتوفي في أحداث لبنان فحمل إلى بيروت.من مؤلفاته: (نسمات الأوراق-ط) من نظمه، و(المروءة والوفاء-ط) مسرحية شعرية، و(الوسائل إلى إنشاء الرسائل)، و(الصحيح بين العامي والفصيح).