
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقاكَ مـن الحيا صوبُ العِهادِ
بِـدَمعٍ سـالَ مِـن مُقَلِ الغوادي
وَحــلَّ عَلـى ضـَريحك كـلَّ يَـومٍ
رضى اللَه العليّ على التَمادي
لِيَومـكَ فـي الـورى ذكرٌ عَظيمٌ
كــذكركَ عنــد محتضـرٍ وَبـادِ
وَمـا يُغنـي اذكـارُك غيرَ دَمعٍ
تشـُبُّ بِـهِ الصبابَةُ في الفؤادِ
وَمثلــك لا يفيــهِ صـَوبُ عيـنٍ
وَلَـو جـرت المَـدامعُ بالسوادِ
وَمــا مثـل يشـكُهُ احـدٌ بِضـرٍّ
لمـن ابكـي الاحبَّـة والاعـادي
وَمَـن كـانَت لَهُ التقوا شِعارا
وَمَـن لـم يشكُ ضرّا في العِبادِ
وَمَــن كــانَت خلائقُــهُ عِظـاتٍ
وَسـُهدُ اللَيل من اهنا الوسادِ
عهــدتكَ لا تُخيــبُ نـداءَ داعٍ
بهــا يـأتمُّ اربـابُ الرشـادِ
وَكنـتَ بغيـرةٍ نـاراً فمـا لي
فمـا لَـكَ لا تجيـبُ دعـا منادِ
قـد اتَّقـدت زَمانـاً فيـكَ حتىّ
اراكَ اليـومَ صرتَ الى الرمادِ
وَكنــتَ اذا تنادينــا بـوعظٍ
غـدت فينـا لفقـدكَ في اتقادِ
وَكـانَ بِـكَ الجمادُ يذوبُ حزناً
تمثِّــل للملا يــوم التَنـادي
وَكنـتَ عمـادَ فضلٍ في البَرايا
فصـرتَ اليـوم من بعض الجمادِ
وكنـتَ أَجـلَّ مَـن يَرعـى وداداً
فَبـاتَ الفَضـلُ منهـدَمُ العِمادِ
سـَتَبكي بعـد جرجـس آل عيسـى
فَمـا لَـكَ لا تحـنُّ الى الودادِ
قَضــى بِــاللَه مـرتحلاً اليـهِ
فـادركَ عنـدَهُ اقصـى المـرادِ
لعمـرك تلـك غايتنـا اليهـا
نَــزُمُّ ركابنــا والعمرُحــادِ
وَمـا هـذي الديارُ لَنا دياراً
أَلَـم تَكُ في القَديمِ لِقَومِ عادِ
لَهونـا بالحيـاةِ وَتِلـكَ حلـمٌ
لاعيننــا بجنـحِ الليـلِ بـادِ
نُســَرُّ بِــهِ وَنحســبهُ يَقينـاً
وَنَنسـى ان ذلـك فـي الرقـادِ
اذا شئتَ الثباتَ لدى المَنايا
فكـــن مــتزوداً باجــلّ زادِ
فَلَيـسَ يُخـافُ امـرُ الموت الّا
اذا مـا خيـفَ من امرِ المعادِ
خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.أديب، له شعر، من مسيحيي لبنان، ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فد!رس العربية في المدرسة الأميركية. وتوفي في أحداث لبنان فحمل إلى بيروت.من مؤلفاته: (نسمات الأوراق-ط) من نظمه، و(المروءة والوفاء-ط) مسرحية شعرية، و(الوسائل إلى إنشاء الرسائل)، و(الصحيح بين العامي والفصيح).