
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رأَيــتُ البَرايـا بيـنَ فـانٍ يُجـدَّدُ
وَبَيـــنَ جَديــدٍ بالفنــا يتبــدَّدُ
نَعيــشُ لكـي نَفنـي وَنَفنـي لاجلمـا
يَعيــشُ الَّــذي مـن بعـدنا يتولَّـدُ
ولادتنــا والمــوت ســيّانِ عنـدنا
اذا كـانَ فـي الامريـن لَيسَ لنا يَدُ
وانَّ التَســاوي بيننـا هُـوَ فيهمـا
وَبَينَهمــا فينــا التَفـاوتُ يوجـدُ
خليلـيَّ ان كـانَ الزَمـان كَمـا ارى
فَحســبيَ يَــومي وليكـن لكمـا غـدُ
رمَتنـي اللَيـالي بـالنوائب يافعاً
تَقـولُ انتبـه هَـذا الَّذي انتَ توعَدُ
يعــوزُكَ صـَبرٌ فـي زمانـك فاِقتصـِد
بِـهِ وادَّخـرهُ مُنـذُ مـا انـتَ امـردُ
فرحـتُ وَبـي جـرحٌ مـن الـدهر مؤلمٌ
كـــأَنيَ غمـــدٌ وَالزَمــان مهنَّــدُ
اذا لـم يكـن غمـد الحسـام كنصلِهِ
شــَديداً فَــراهُ نصـلُهُ وَهـو مغمَـدُ
ســَلامٌ مــن اللَــه العلـيّ وَرَحمَـةٌ
عَلـى مـن ثـوت معـهُ قُلـوبٌ واكبـدُ
ســَلامٌ عَلــى وجـه الخَليـل وَنـارُهُ
عَلــى فقــدِهِ طــيَّ القلـوب تَوقَّـدُ
مَضـى مـن اذا عُـدَّ الرجـال فـانهم
كَــــثيرون الّا انـــهُ المتفـــرّدُ
تجــرَّدَ لِلَّــه العلــيّ فَلَـم يَـزَل
بطـــاعَتِهِ مـــن وصـــمةٍ يتجــرَّدُ
فَتَبكـي لَـهُ التقـوى باجفان أَهلها
وَباللُســن تــروي فَضــلُهُ وتعــدّدُ
عَلـى قـدم الاحسـان قـد سار سالِكاً
مـن الطـرقِ ما يُفضي الى حيث يقصدُ
وَلما رأَى الدنيا طَريقاً الى البقا
تــزوَّد منهــا خيــرَ مــا يُتَـزوَّدُ
تَلقـى البلايـا لـم تُبـد كَنزَ صبرِهِ
وَلَـو بَقيـت دَهـراً لمـا كـانَ ينفَدُ
وَقَـد أَثَّـرت في الجسمِ منهُ بُعَيدَ ما
تفلَّــل عجــزاً ســيفها المتجــرّدُ
فــوَلَّت وَفـي احشـائها منـهُ حسـرَةٌ
نعــم وَلَــهُ منهــا ثــوابٌ مؤَبَّـدُ
وحــلَّ ضــَريحاً صــارَ معـدنَ جـوهرٍ
لانَّ بِـــهِ بيــضَ الفَضــائِل تُنضــَدُ
سـَقاهُ بطـرف الحـزن من قد بكى لَهُ
دمــوعَ ســرورٍ فهـيَ انـدى وابـردُ
عَلــى جســمِهِ ميتـاً يُنـاح وإِنَّمـا
يُســـَرُّ لَــهُ حيّــاً بِنَفــسٍ تخلَّــدُ
مَضــى فـي طَريـقٍ كلنـا سـالِكٌ بِـهِ
فاِعجَلُنــا فـي ذلـك السـيرِ اسـعدُ
واجســامُنا اللآئي لنـا سـَلَكَت بِـهِ
قَــديماً فَكَيــفَ اليــوم لا تَتعـوَّدُ
نَـرى كلَّنـا يَنسـى المنيَّـة غـافِلاً
فيهتــمُّ فـي هـذي الحيـاة ويجهَـدُ
وَعنـد مجيـءِ المـوت يَنسـى حيـاتَهُ
فَمـــا عُمــرُهُ الّا دَقيقَــةُ يُفقَــدُ
خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.أديب، له شعر، من مسيحيي لبنان، ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فد!رس العربية في المدرسة الأميركية. وتوفي في أحداث لبنان فحمل إلى بيروت.من مؤلفاته: (نسمات الأوراق-ط) من نظمه، و(المروءة والوفاء-ط) مسرحية شعرية، و(الوسائل إلى إنشاء الرسائل)، و(الصحيح بين العامي والفصيح).