
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا صــبرت قَـومٌ عَلـى شـدَّة الأمـرِ
فانَّــكَ ذو صـَبرٍ علـى مَضـَض الصـَبرِ
فَمـا كُـلُّ ذي صـبرٍ يطيـقُ احتمـالُهُ
وَلا كــل ذي صــَبرٍ يُثــوَّبُ بــالاجرِ
ســواك شــفاك اللَـه مِمّـا شـكوتهُ
فانـــك ذو اجــر لانــك ذو شــكرِ
صـبرتَ علـى مـا لا يطـاق من البلا
طَـويلاً فنلـتَ الاجـر يُقـرن بـالفخرِ
وَلكـنَّ مـا قـد زالَ فـوق الَّذي بقي
وَلَـو حـلَّ فـي صـَخرٍ لاثَّـر في الصَخرِ
تجلـــدتَ حـــتىّ لاتَ حيــنَ تحلــدٍ
عَلـــى محنــةٍ لِلَّــه دَرُّك مــن درِ
بمثلـك فلتلهـج أُلـو الصبر دائماً
كـأَيوبَ فيمـا مَـرَّ مـن سالف العَصرِ
إذا انت لم تصبر عَلى الدهر طائِعاً
صــبرتَ بِــهِ كَرهـاً فشـرٌّ عَلـى شـَرِّ
وإن لـم يعزِّ المَرءُ في الخطب نفسُهُ
فتعزيـةُ الاصـحاب ضـَربٌ مـن الهـذرِ
وَقَـد يخمـد النسـيانُ جمـرَ مصـابُهُ
فتـأتي التعـازي كالمهيـج للجَمـرِ
تعــوَّد هَـذا الـدَهرُ مكـرّا بـاهلِه
وَأَعـداهمُ حـتىّ تربـوا علـى المكرِ
لَـهُ أَبَـداً بالنـاس غـدرٌ وهـم لهم
بانفسـهم مـا فـوق ذاك مـن الغَدرِ
كَــذلك كـان النـاس مـن عهـد آدمٍ
وزادوا كَما زادَت عليهم سنو الدهرِ
تــراثٌ ورثنــاهُ وكــم مــن خلائقٍ
حسـانٍ لهـم لـم تـأتِ قـطُّ على فكرِ
خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.أديب، له شعر، من مسيحيي لبنان، ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فد!رس العربية في المدرسة الأميركية. وتوفي في أحداث لبنان فحمل إلى بيروت.من مؤلفاته: (نسمات الأوراق-ط) من نظمه، و(المروءة والوفاء-ط) مسرحية شعرية، و(الوسائل إلى إنشاء الرسائل)، و(الصحيح بين العامي والفصيح).