
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا بـأس مـن ضـنك السقام وَبؤسِهِ
فعَسـى بسـقمِ الجسـم صـحة نَفسِهِ
لَـم تأتِنـا صـُمُّ الصـخورِ بجوهرٍ
الا علــى بـرد الزَمـان وَشمسـِهِ
وَالجسـمُ ترس النفس اذ اضحت بِهِ
تُحمـى كَمـا يُحمـى الكميّ بترسِهِ
لا تَكرَهـوا شـَيئاً لعـلَّ بِـهِ لكم
خَيـراً كيوسـفَ فـي عـواقب حبسِهِ
إن الزَمـــان مبـــارِزٌ لكنــهُ
يَبغـي مبـارزة الشـجاعِ لبأسـِهِ
لا تيأَســنَّ مـن الزَمـان فربمّـا
نـالَ الفَـتى آمـالُهُ فـي يأسـهِ
اللَـه يَفعَـل مـا يَشـاءُ فَلا تكن
مِمّــا يحاسـبُ يـومهُ عـن أَمسـِهِ
لا يَسـتَريحُ المَـرءُ مـن نَكَبـاتِهِ
حَــتىّ يُغيَّـبَ فـي جـوانب رمسـِهِ
حـالان لَـو خيَّـرتَ بينهما امرءاً
لأَقـامَ يخبِـطُ هائمـاً فـي حَدسـِهِ
لَكِـنَّ خيرهما الَّتي فيها رضى ال
بـاري فتلـك مراحـمٌ مـن قُدسـِهِ
كَـم مَـرَّ كأسُ الدهر لكن اذ جرت
كـأَسُ المنيَّـة طـابَ علقـمُ كأَسِهِ
يا من لبستَ من التفى درعاً غدا
مــن صـنعِ داوودٍ ففـزتَ بلبسـِهِ
وَغَرســتَهُ فَجَنيَيـتَ طيـبَ محامـدٍ
فَـوقَ الَّـذي سـتنالُهُ مـن غرسـِهِ
كُــلٌّ يغـارُ علـي صـيانة جسـمِهِ
يـا مَـن يغـارُ على صيانة نَفسِهِ
لمـا اِحتقـرتَ الـدهرَ مسَّكَ صَرفُهُ
لكــنَّ نفســكَ لا تُنــال بمســِّهِ
وَالجسـم مـن هَذا الزَمان وارضهِ
ولكــل شــيءٍ آفــةٌ مـن جنسـِهِ
خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.أديب، له شعر، من مسيحيي لبنان، ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فد!رس العربية في المدرسة الأميركية. وتوفي في أحداث لبنان فحمل إلى بيروت.من مؤلفاته: (نسمات الأوراق-ط) من نظمه، و(المروءة والوفاء-ط) مسرحية شعرية، و(الوسائل إلى إنشاء الرسائل)، و(الصحيح بين العامي والفصيح).