
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفـدني عـن الـدنيا فـانيَ ما ادري
طِلابُ المَعــالي او معتَّقــةُ الخمــرِ
طلابُ المَعــالي فــي سـوادِ مِـدادها
او الخمـرُ فـي بيضـاء اكؤُسها تجري
همـا مـذهبا الدنيا اللَذانِ عليهما
تخــالفتِ الآراءِ مــن سـالف الـدهرِ
قَـد انقسما في الناس فالناسُ فيهما
قَـد اِنقَسـَموا ما بين زيدٍ الى عمرو
فمـن طـالبٍ بالعقـل رفعةَ ذي الحجى
ومـن راغِـبٍ بـالطَبعِ فـي لَـذَّة الغِرِّ
فَـذَلكَ يَسـتَقري الـورى مُرضـياً لهـم
وَذَلــك يُرضــي نَفســهُ غيـرَ مُسـتقرِ
وَبَينهمــا مــا بيــن عَقــلٍ مهـذَّبٍ
وَمــا بيــن طَبـعٍ بـالظواهرِ مغـترّ
وَمــا اِجتمعـا الّا عَلـى سـرج سـابحٍ
يَسـيرُ كسـيرِ الفُلـكِ في لَججِ البحرِ
يســير وَمــا تَــدري لقـدحِ نِعـالِهِ
أَفي الليلةِ الدَلماءِ ام ليلةِ البدرِ
يُسـابِق مـا يسـري مـن الريـحِ وَفقَهُ
وَيَهـزِمُ مـا مـن جيشـها ضـِدَّهُ يسـري
فَمُنقَعــطُ الرَيحيــن حاشــا عِنـانَهُ
وَراكَبَــهُ بيــنَ المــؤَخَّر وَالصــَدرِ
وَمُجتَمَــعُ الضــدَّين مُطَّلَــبِ العُلــى
وَكــأسِ الطِلامنـهُ علـى ذلـك الظَهـرِ
عليــهِ لُبانــاتُ النفــوس قضـاؤُها
نعـم وَعليـهِ مُعظَـمُ المجـد وَالفَخـر
مَجِنُّـــك مِنــهُ راســُهُ تَّتَقــي بِــهِ
وَمــن ذيلِــهِ دَرعٌ دِلاصٌ مــن الشـَعرِ
وَبيـنَ صـنوفِ الخيـل مـا انـتَ ترسُهُ
تَقيــهِ وفـي فرسـانها اعظُـم السـرِّ
فَمـا كُـلُّ مهـرٍ يـأَمَن المـرءُ فـوقُهُ
وَلَيــسَ امينـاً كُـلُّ عـالٍ علـى مهـرِ
وَمَــن كــأَمينٍ عنــدنا غيـرُ رهطِـهِ
وَمَـن مثلهـم الّا الأُسـود لـدى الكَـرِّ
رِجــالٌ لهــم بيــن الاسـود مهابَـةٌ
تَخــافُهُمُ خَـوفَ الـوَرى أُسـُدَ القفـرِ
لَقَــد أَلِفــوا حِفـظ الـذمام سـَجيَّةً
فَراعـوا حقـوقَ النَـوع كالآخذ الثأرِ
أَمـا جـدُ صـيدٌ مـن كرام الوجود من
عَشـائر لبنـانٍ أُلـي النهـي والامـرِ
عِصـــابةُ اشـــرافٍ أَعـــالٍ أَعــزَّةٍ
ذوو الامرِ بالمَعروف وَالنَهي عَن مُنكَرِ
ذوو النَسـَب المـأثور والحسـَبِ الَّذي
بِـهِ كمَلـوا كالشـطر يُقـرَن بالشـطرِ
هــمُ نكَــدُ الاعــداءِ حـتىّ تلقَّبـوا
بـه فاسـمهم يَرمـي الاعـاديَ بالذعرِ
وَهــم ســند الأَحلاف فــي كُـلِّ أَزمَـةٍ
وادنــى الـى نفـعٍ وابعـدُ عـن ضـَرِّ
وَهُــم خَيــرُ أَحلاس الخيــول فَراسـَةً
والعَـبُ منهـا فوقهـا عنـد ما تجري
فمـن ضـاربٍ سـيفاً ومـن طـاعنٍ قنـاً
اذا التقـتِ الابطـال في الكَرِّ وَالفَرِّ
ومــن ممتــطٍ ظهـرَ الحصـان تخـالهُ
عَلـى السـرج برجـاً ثبَّتتهُ يد النصرِ
وَمــن ذي يَـراعٍ كالقَنـا غيـر أَنَّـهُ
يُعَـوَّضُ عـن حُمـر الـدِما اسودَ الحبرِ
اذا طعـــنَ الاوراقَ ســـالَ نجيعُــهُ
وَلَـم يؤذِهـا عكـسَ الرُدَينيَّـةِ السمرِ
كــأَنَّ مُطــاعينَ القنـا وَهـو مُشـبهٌ
لَهـا سـامَت القرطـاسَ يأَخـذُ بالوتر
ديـــارُهُمُ قـــامَت لإِيــواءِ طــارق
وَتــأمين ذي خَـوفٍ وإِغنـاءِ ذي فَقـرِ
اذا زرتَهُــم أَلفيــتَ حـولَ بيـوتهم
عِتـاقَ المَـذاكي في يَدِ العددِ المَجرِ
لِضــَيفهمِ البشــرُ الَّــذي لهـمُ بِـهِ
لطيــب ســجاياهم فبِشـرٌ علـى بِشـرِ
يَــرى كــلَّ أُنــسٍ عنــدهم وَطَلاقَــةٍ
مِـن الكَلِـمِ الغَـرّاءِ والأَوجـهِ الغُـرِّ
وَفخرهُــم بالفَضـلِ والجـاهِ والنَـدى
وَبيـــضٍ وَســُمرٍ لا بــبيضٍ ولا صــُفرِ
الـى مثلهـم تُزجـىَ الرِكـابُ وَفيهـمِ
يُقـال الثَنـا بالصدقِ لا مذهَبِ الشِعرِ
وَمَــن أَلِـفَ الصـدقَ الصـَريحَ لِسـانهُ
فكُــلُّ الثنـا فيـهِ ثنـا صـادقٍ حُـرِّ
وَكُـــلُّ أَميـــنٍ فالامانـــةُ حقُّـــهُ
مـن الناس يوفاها مَع الحمد والشكر
فــدىً للاميــنِ النَفــسُ منــي لانـهُ
برتبتهــا عِنــدي فـذخرٌ فـدى ذُخـرِ
أَميــنٌ عَلـى حفـظ المـودَّة وَالـوَلا
فَكـانَ رَشـيداً مـن دَعـاهُ علـى خُـبرِ
فَـتىً مـن ذَوي الإِقـدام فـي كُـلِّ همَّة
فَلَـم يتـأَخَّر فـي سوى العصر والعمرِ
حـوى مـن صـفات الفضـل افضلها وقد
حوت منهُ ما منها حوى من عُلى القدرِ
شـُجاعٌ لَـدى الهيجـا جَبانٌ لدى الاذى
كَريــمٌ لَــدى مـالٍ بَخيـلٌ لـدى سـرِّ
عَليـــمٌ بــاحوال الزَمــان محنَّــكٌ
يَـرى اوجُـهَ الاسـرار من مقلة الفِكرِ
خَــبيرٌ باســرار المعــارف شــاعِرٌ
بَصـيرٌ بسـبك النظـم في قالب النثرِ
اذا مَــسَّ عـوداً كـاد مـن عـزّةٍ بِـهِ
يـــرنُّ بِلا ضـــَربٍ عليــهِ ولا تقــرِ
تسـامى الـى حيـثُ النجومُ من العُلى
أَلسـتَ تَـرى فـي كَفّـهِ ريشـةَ النَسـرِ
حـوى الاسـمَرينِ الرمَحَ بالقَلم التقى
كَـذا الابيضـَينِ السيف مع طيّب الذِكر
نَسـيبٌ حَسـيبٌ ماجِـدٌ بـالقَلم التقـى
رَفيعـــةِ أَعــراقٍ مؤَصــلَّةِ الجــذرِ
ســَلامٌ علـى وجـه الاميـن مـن امـرىٍ
خَليـلٍ لَـهُ في السِرِّ مِنهُ ونفي الجهرِ
سـَلامٌ وَبَـردٌ نـارُ حُـبيهِ اذ انـا ال
خَليـلُ وحاشـا حبَّـهُ مـن لظـى الجمرِ
خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.أديب، له شعر، من مسيحيي لبنان، ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فد!رس العربية في المدرسة الأميركية. وتوفي في أحداث لبنان فحمل إلى بيروت.من مؤلفاته: (نسمات الأوراق-ط) من نظمه، و(المروءة والوفاء-ط) مسرحية شعرية، و(الوسائل إلى إنشاء الرسائل)، و(الصحيح بين العامي والفصيح).