
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خيــالٌ ســَرى وهنــاً وزارَ وسـادي
فجـــدّد بالـــذكرِ القــديم ودادِ
سـرى والـدّجى قَـد غـابَ فيهِ صباحهُ
وَصـــارَ بَياضــاً محــدقاً بســوادِ
فَأهـدى حبيبـاً جـاءَ مِـن بعدِ فرقةٍ
بِوصــلٍ جديــدٍ فـي الخيـال معـادِ
فَلمّــا تجلّــى لــي عففـتُ وإِنّمـا
كَــذا مَــذهبي فـي يقظـتي ورقـادِ
فَأَبـــدى عتابــاً طــائلاً لمــتيّمٍ
غَــدا فــي الهــوى بغيــرِ فـؤادِ
أَقـولُ لأصـحابي قفـوا لـي وعرّجـوا
عَلــى أربُــعٍ للحــيِّ غيــرِ جـدادِ
ربـوعٌ بهـا كـم كنـت قمـتُ ملبّيـاً
لِـــداعٍ دعــاني للهــوى ومعــادِ
وَجــررت أذيــالَ الشـبيبةِ منعمـاً
بــبيضٍ كأمثــالِ الشــموس خــرادِ
دَعـوني دَعـوني يـا رفـاقي فـإنّني
أَرى كـــلّ هــادٍ لامَ ليــس بهــادِ
وَلا تَتمــادوا فــي ملامــي فَإنّمـا
ضـــَلالي أراهُ فــي طريــق رشــادِ
وَمـاذا عَليكـم مِـن فسادي لتَطلبوا
صــَلاحَ اِمــرئٍ قَــد بــاعه بفسـادِ
وَإنّــي وَإِن ضــنّت ســعاد بِوصـلِها
لَبــاذلُ نَفســي فــي رضـاء سـعادِ
خَدلّجــة تَرمــي القلــوبَ بأســهمٍ
رَواشــقَ عَــن قـوسِ اللحـاظِ حـدادِ
أَرى الناس في الدنيا كَزرع وَصرفها
لَــه كافــل فــي حكمــه بِحصــادِ
وَكــلّ اِمــرئٍ فيــه أسـيرُ حمـامهِ
وَليــسَ لــهُ فــي ذاك منـه مفـادِ
أَلا إِنّ أحـــداثَ الليـــالي روائحٌ
عَلــى ظهرِهــا مِــن نـاطقٍ وجمـادِ
وَمــا النــاسُ إِلّا ذو ودادٍ مصـادق
وَآخـــر موغــورُ الفــؤادِ معــادِ
يَسـوقُ جميـعَ النـاسِ للمجـدِ رغبـةً
وَلكــنّ دونَ المجــدِ خــرط قتــادِ
سَأَضــرب فــي شـرقِ البلادِ وَغربهـا
لصـــحبةِ عـــزٍّ أَو بلــوغِ مــرادِ
وأظهــر تَصـريحَ الـدعاوى وصـدقها
لَــدى كــلِّ دسـتٍ فـي البلادِ ونـادِ
فَـإِن تـرَ شخصـي في السكينةِ ساكناً
فَسـوداءُ قَلـبي فـي اِرتِكـاب جهـادِ
وَكَــم صـامتٍ بيـنَ المعاشـرِ مطـرقٍ
وَأَفكـــارهُ فـــي حلبــةٍ وطــرادِ
مَــتى تَــك جــاراً للمليـكِ مظفّـر
تَعــش خيـرَ عيـشٍ عنـد خيـر جـوادِ
يَجـلُّ وَيعلـو أن يشـبّه فـي النـدا
بِحـــاتم طـــيٍّ أَو بكعــب إيــادِ
تَـرى البيضَ في أعداهُ تخضب بالدما
إِذا خُضــــِبت أَقلامــــهُ بمـــدادِ
فَلمّــا هزّهــا قَضــت فـي قَضـائِها
بِمنـــحِ ذمــارٍ أو بــرزق عبــادِ
أكاســب أَربـاح الثنـا بِبـذلِ مـا
حَـــوَت كفّـــه مـــن طــارفٍ وتلادِ
إِليــكَ سـَباني حُسـن أَخلاقـكَ الّـتي
إِليهـــنّ آمــالُ العبــادِ صــوادِ
وَكـــم فَجــوة جاوَزتهــا بجلالــةٍ
مِـــنَ اليَعمُلاتِ المُنجيــات ســنادِ
وَأهــديتُ مِـن شـِعري بضـائعَ حكمـةٍ
لِســـوق نفـــاقٍ لا لســوق كســادِ
بِضــائع تُبنـى بِالفصـاحةِ والـذكا
بَـــديهتها عـــن جــرولٍ وزيــادِ
تُحـاكي عقـودَ الـدرِّ لفظـاً وإنّهـا
تَفـــوحُ إِذا فضــّت بهتــكِ زبــادِ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.