
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إنســان فــي الحـبِّ صـبٌّ قلبُـه لهـفُ
كلّفتـه الصـبرَ وهـوَ الهـايمُ الكلـفُ
أَضــحى يُجلجــلُ بيـنَ الـبينِ عـبرتهُ
فـي الحـدّ مُـذ جدّ ذاكَ الظعن والسلفُ
فكلَّمــا كــفَّ دمعــاً مــن مــدامعهِ
فاضـَت عَلـى الخـدِّ منـه الأدمعُ الذرفُ
يــا حــبّ سـرّته يـومَ الرحيـلِ وقـد
أَغـرى بـهِ الـدمعُ والتبريـحُ والأسـفُ
يــدعو الأحبّــةَ جهــراً يـوم بينهـم
لمّـا تولّـوا لوشـكِ الـبينِ واِنصرفوا
يظــلّ يَــدعوهم مِــن خلــفِ ظعنهــم
كَيمـا يَعوجـوا فلا عـاجوا وَلا وقفـوا
ســارَت بســعدى وجــدّت كــلُّ ناجيـةٍ
لـم يلهِهـا في المسيرِ المهمهُ القذفُ
بـانَت ولَـم يحـظَ منهـا يـومَ فرقتها
بعــض الــوداعِ فـتىً هيمـان ملتهـفُ
خــود تشــفُّ بِهــا نــوراً غلائلهــا
كَمــا يشــفّ بنــورِ الــدرَّة الصـدفُ
فيـا لَهـا ظبيـة مِـن حيـثُ مـا سرحت
تَرعــى ريــاضَ الحَشـا منّـي وتقتطـفُ
غيـــداء ليّنـــةُ الأعطــافِ مائســةٌ
يَكـادُ فـي الليـنِ منها العطف ينعطفُ
فــي فَرعِهــا سـحرٌ فـي لحظهـا حـورٌ
فــي ثَغرِهــا درٌّ فــي خصــرها هيـفُ
يــا راكبــاً جســرة وَجنـاء عجلـزة
تطـوي السباسـبَ فـي المَسـرى وتعتسفُ
عــرّج بهــا وأنخهـا بِالشـريعةِ مـن
بَطحــا مقنيـات حيـث الخلـق تعتكـفُ
وَاِقصـد إِلـى ذلـك القصـر الّذي سمكت
نَحــوَ السـماءِ بـهِ الأبـراجُ والغـرفُ
وَاِخصُص أبا الطيب بالمدحِ الصريحِ فقد
يَحظــى هنالــكَ مَـن بِالمـدحِ يزدلـفُ
ذاكَ الجـوادُ الّـذي مـا قـطّ في أملي
فيــه مــدى عمــري ضــعفٌ ولا عجــفُ
وَكَيــفَ أجحــدُ فضــلاً منـهُ وهـو لـه
كـــفٌّ علــيَّ بوكّــاف الحيــا يكــفُ
كَــم كــان منهـنّ عسـري منـه متّلـدٌ
مِــن يســرهِ غيــر منــذورٍ ومطّــرفُ
زاكــي الشــمائلِ مفضــالٌ مفــاخرهُ
مِـن نورهـا كـادَ جنـحُ الليـل ينكشفُ
يصـبو إِلى المجدِ وَالفعلِ الجَميل كما
يَصـبو إِلـى البهكنـات الهائم الدلفُ
بحــرٌ مـنَ الجـودِ عنّـا غيـر محتجـبٍ
فَنحــنُ مِــن لجّــة التيّــار نغـترفُ
سـَأظهرُ الشـكرَ فـي طـولِ الزمـانِ له
لا أَنثنـــي لا ولا عَـــن ذاك أنحــرفُ
مطهّــرُ العــرضِ لا يــأوي إِلـى دنـسٍ
كالخـادر الليـث مـا مـأكوله الجيفُ
يَسـمو بـهِ المجدُ والملكُ البسيط معاً
وَالــبيضُ والســمرُ والأقلامُ والصــحفُ
فـي وجهـهِ الطلـق مِن ماءِ الحيا بللٌ
لا يَعـــتريهِ مَـــدى أيّـــامه نشــفُ
فَــالعفو وَالصـفحُ منـه عنـد قـدرتهِ
لمـــن أَتــى وهــو للأوزار مقــترفُ
ســيفٌ وَفــي كفّــه ســيفٌ يصـول بـه
كـالبرقِ يـبرقُ فـي الهيجـا ويختطـفُ
قــد أَخــبر الـدهر عنـه أنّـه صـمدٌ
قلــوبُ أعــداهُ خوفــاً منـه ترتجـفُ
يـا أيّهـا الملـكُ النـدبُ الّذي فَخُرت
بـــهِ المفـــاخرُ وَالإجلال والشـــرفُ
أَنــتَ الهمـامُ الّـذي أضـحَت بِـدَولتهِ
مــن المظــالمِ أم للعــدلِ تنتصــفُ
موسى بن حسين بن شوال.شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).له ديوان شعر مطبوع.