
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
باسـم الحسـين دعـا نعـاء نعاء
فنعــى الحيـاة لسـائر الأحيـاء
وقضـى الهلاك علـى النفوس وإنما
بقيـت ليبقـى الحـزن في الأحشاء
يـوم بـه الأحـزان ما زجت الحشى
مثـل امـتزاج المـاء بالصـهباء
لـم أنـس إذ ترك المدينة وراداً
لا مــاء مـدين بـل نجيـع دمـاء
قـد كـان موسـى والمنية إذ دنت
جــاءته ماشــيةً علـى اسـتحياء
ولــه تجلــى اللَــه جـل جلالـه
مــن طـور وادي الطـف لا سـيناء
فنــاك خـر وكـل عضـو قـد غـدا
منــه الكليــم مكلــم الأحشـاء
أيهـا النبـأ العظيـم إليـك في
أبنــاك منــي أعظــم الأنبــاء
إن اللـذين تسـرعا يقيانـك الأ
رمــاح فــي صــفين بالهيجــاء
فأخــذت فــي عضـديها تثنيهمـا
عمــا أمامــك مــن عظيــم بلاء
ذا قــاذفٍ كبـداً لـه قطعـاً وذا
فـــي كــربلاء مقطــع الأعضــاء
ملقـى علـى وجـه الصـعيد مجرداً
فــي فتيـةٍ بيـض الوجـوه وضـاء
تلـك الوجـوه المشـرقات كأنهـا
الأقمـار تسـبح فـي غـدير دمـاء
رقـدوا ومـا مرت بهم سنة الكرى
وغفـــت جفـــونهم بلا أغفـــاء
متوســدين مــن الصـعيد صـخوره
متمهـــدين خشـــونة الحصــباء
مــدثرين بكــربلا ســلب القنـا
مزمليــن علــى الربــى بـدماء
خضـبوا ومـا شابوا وكان خضابهم
بـــدم مــن الأوداج لا الحنــاء
أطفـالهم بلغـوا الحلوم بقربهم
شـوقاً مـن الهيجـاء لا الحسـناء
ومغســلين ولا ميــاهٍ لهـم سـوى
عــبراتٍ ثكلــى حــرة الأحشــاء
أصــواتها بحــت فهــن نوانــح
ينــــدبن قتلاهـــن بالإيمـــاء
إنى التفتن رأين ما يدمي الحشى
مــن نهــب أبيــات وسـلب رداء
تشــكو الهـوان لنـدبها وكـأنه
مغــض ومــا فيــه مـن الأغضـاء
وتقـول عاتبـةً عليـه ومـا عسـى
يجـــدي عتــاب مــوزع الأشــلاء
قــد كتـب لبعـداء أقـرب منجـد
واليــوم أبعـدهم عـن القربـاء
أدعـوك مـن كثـب فلم أجد الدعا
إلا كمـــا نـــاديت للمتنــائي
قـد كنت في الحرم المنيع خبيئة
واليــوم نقــع اليعملات خبـائي
أسـبي ومثلـك مـن يحـوط سرادقي
هــذا لعمــري أعظــم البرحـاء
مـاذا أقـول إذا التقيـت بشامتٍ
أنــي ســبيت وأخــوتي بـإزائي
حكـم الحمـام عليكـم أن تعرضوا
عنــي وأن طـرق الهـوان فنـائي
مـا كنـت أحسـب أن يهـون عليكم
ذلــي وتســييري إلـى الطلقـاء
هـذي يتامـاً كـم تلـوذ ببعضـها
ولكــم نســاء تلتجــي لنســاء
عجبـاً لقلـبي وهـو يـألف حبكـم
لـــم لا يــذوب بحرقــة الأرزاء
وعجبـت مـن عينـي وقد نظرت إلى
مـاء الفـرات فلم تسل في الماء
وألـوم نفسـي في امتداد بقائها
إذا ليـس تفنـى قبـل يـوم فناء
ماعـذر مـن ذكر الطفوف فلم يمت
حزنـاً بـذكر الطـاء قبـل الفاء
إنـي رضـيت مـن النواظر بالبكا
ومــن الحشــى يتنفـس الصـعداء
مـا قـدر دمعـي في عظيم مصابكم
إلا كشـــكر اللَـــه فـــي الآلاء
وكلاهمـــا لا ينهضـــان بــواجبٍ
أبــــداً لــــدى الآلاء والأرزاء
زعمــت أميــة أن وقعـة دارهـا
مثــل الطفـوف وذاك غيـر سـواء
أيـن القتيـل علـى الفراش بذلةً
مـن خـائض الغمـرات في الهيجاء
شـــتان مقتــولٌ عليــه عرســه
تهــوي ومقتــول علـى الورهـاء
ليس الذي اتخذ الجدار من القنا
حصــناً كمقـر يهـن فـي الأحشـاء
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).