
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقــد حرمـت سـلمى عليـك خيالهـا
فلــم تتوقــع بعــد ذاك وصـالها
فمــن كـل عـن أمـر وحـاول فـوقه
فقـد رام مـن بيـن الأمـور محالها
ومـن لـم ينـل دانـي السحاب فضلة
إذا رام مـن شـهب السـماء هلالهـا
وهــاجرة والشــيب علــةٌ هجرهــا
وتلــك لـديها عـثره لـن تقالهـا
لقــد كــان يـدنيها إليـك مـودةٌ
فتـــأمن فيــه هجرهــا وملالهــا
سـواد قـذالٍ كـان في العين أثمدا
فسـرعان مـا ولى وأبقى القذا لها
وهـب أنها من فعلها الهجر والجفا
هـل النـوم من عينيك جاري فعالها
ليــالي طــالت بالصـدود قصـارها
وقـد قصـرت الوصـل القديم طوالها
فـي الغيد إن دام الشباب يداً وإن
أزيــل فلا تــأمن هنــاك زوالهـا
يعــذبن قلــبي والشــباب شـفيعه
فكيـف وسـاعي الشـيب فيه سعى لها
لقـد كـن فـي ليـل الشباب كواكباً
فلمـا بـدا صـبح المشـيب أزالهـا
ومـا الشـيب إلا مثـل نـار ضياؤها
بفـودك والأحشـاء تصـلي اشـتعالها
وإن سـراج العيـش حـان انطفاؤهـا
فقـد أشـعلت نـار المشـيب ذبالها
وكـــل بعيـــدٍ للحيـــاة مقــرب
إذا مـا حـدت فيه الليالي جمالها
ألا هبــةً للنفـس مـن سـنة الهـوى
إلـى رتبـة مـن حارب النوم نالها
فلـو لـم تنم أجفان عمرو بن كاهل
لمـا نـالت النمـران منـه منالها
فلمهـا علـى سوء الفعال ابتداؤها
لتختـم فـي حسـن المقـال فعالهـا
إذا النفـس لـم تختم عواقب فعلها
بمـدح بنـي الهـادي أطـالت ضلالها
ولـم يبتكـر فيـه المعـاني وإنما
تكـرر فـي القـرآن ما اللَه قالها
أعــــزاء إلا أنهـــا لضـــيوفها
تـذل فتنسـى النـازلين ارتحالهـا
أنـالت بنـي الآمـال فـوق مرامهـا
ومـا كـدرت بـالمن يومـاً نوالهـا
فلـم تكـن الـدنيا لها غير دارها
ومـا كـان خلـق اللَـه إلا عيالهـا
إذا جــاءت الوفـاد تسـأل رفـدها
كفتهــا تبعجيـل الهبـات سـؤالها
وقـد علمـت أقارنهـا ولظـى الوغى
تشــب إلـى أم السـماء اشـتعالها
إذا مـا دعـت يومـاً نـزال تبادرت
إليهــا كمــاة لا تطيــق نزالهـا
محطمــةً أرماحهــا فــي صــدورها
ومغمــدة بالهــام منهـا نصـالها
ســـرت بعميـــد لا تغــص جفــونه
على الضيم أو تلعو الصعيد جبالها
أخــي هبـوات حجـب الشـمس ليلهـا
وأبـدى مـن الـبيض الصفاح مثالها
وذي غـــزواتٍ تملأ الســمع صــيحةً
وتخــرس ذعــراً مـن أراد مقالهـا
بــــوادره مرهوبــــةٌ وحروبـــه
وتقاسـي ملـوك الأرض منهـا عضالها
ســما فاسـتغاثت فيـه ملـة جسـده
وهــل تسـتغيث النـاس إلا ثمالهـا
غــداة أحــل الظــالمون حرامهـا
كمـا حرمـوا منهـا عنـاداً حلالهـا
فســار بظــل الســمهرية فوقهــا
مـن الطيـر ما أضحى العجاج ظلالها
إلـى أن أتـى أرض العراقين هادياً
أنـاسٌ أبـت فـي الـدين إلا ضـلالها
فسـدت عليـه السـبل مـن كـف حيدرٍ
أطـاحت برغـم الأنـف منهـا سبالها
وأهــل قلــوب قـد شـجتها معاشـرٌ
عليهـا لـدى بـدر القليـب أهالها
كفاهـا افتضـاحاً حيـث قامت تسومه
دمـاءاً بسـيف اللَـه قـدماً أسالها
كــأني بـه والصـحب صـرعى كأنهـا
ضــراغمة غــول المنيــة غالهــا
يكافــح والهيجـاء تغلـي بخطبهـا
مراجلهـــا فرســـانها ورجالهــا
يريك إذا ما أومض السيف في الوغى
وقـد أخـذت منـه الدماء انهمالها
وميــض حســامٍ فــي سـحاب عجاجـةٍ
وقطــر دمــاءٍ لا تجــف انهطالهـا
ومـا أشـغلت منـه الحفـاظ نقيبـة
أطـالت بحفـظ الكائنـات اشتعالها
إلـى أن جـرى حكـم المشيئة بالذي
جـرى وعـروش الـدين قسـراً أمالها
وقــوض بالصـبر الجميـل فـتى بـه
فقــدن حســان المكرمـات جمالهـا
لـك اللَـه مقتـولاً بقتلى لك الهدى
أبــاح قــديماً قتلهــا وقتالهـا
فليــت رماحــاً شــجرتك صــدورها
تلقيـت فـي أحشـاء صـدري طوالهـا
وليــت قســياً قـد رمتـك سـهامها
يقاسـي فـؤادي فـي فـداك نبالهـا
وبيــض صــفاح صــافحتك فليتنــي
وقيتكهــا فــي صــفحتي صــقالها
وأعظـم مـا يرمـي القلـوب بمحـرق
وتهمـي لـه سـحب الجفـون سـحالها
عقـائلكم تسـري بهـن إلـى العـدى
نجــائب إنسـاها المسـير عقالهـا
وزينـب تـدعو والشـجى ملـؤ صدرها
بمــن ملأت صــدر الفضـاء نوالهـا
أيـا إخـوتي لا أبعـد اللَـه منكـم
وجوهـاً تـود الشـهب تمسـي مثالها
نشـــدتكم هــل ترجعــون لحيكــم
فتحـي عفـاة أتلـف الـدهر حالهـا
نشــدتكم هــل تركــزون رمــاحكم
بـدار لهـا الوفـاد شـدت رحالهـا
وهـل اسـمعن تصـهال خيلكـم الـتي
يــود بــأن يمسـي الهلال نعالهـا
وهـل أنظـر البـض المحلاة بالـدما
تقلــدتموها وانتضــيتم نصــالها
فيـا ليـت شـعري هـل ابيتـن ليلةً
ببحبوحـةٍ تحمـي وأنتـم حمـى لهـا
وتمسـي ديـاري مثـل ما قد عهدتها
ملاذ دخيــل ظــل يــأوي حجالهــا
فنيتـم ولـم تبلـغ كهـول قـبيلكم
مشـيباً ولا الشـبان تلقى اكتهالها
هبـــو أنكـــم قــاتلتم فقلتــم
فمـا ذنـب أطفـالٍ تقاسـي نبالهـا
رجــالهم صــرعى وأســرى نسـاؤهم
وأطفـالهم فـي الأسـر تشكو حبالها
فمــا لقصــى أحجمـت عـن عـداتها
مـذ استقصـت الأوتار منها فما لها
وألويـــة الأشـــراف آل لويهـــا
لوتهـا الأعادي بعد ما اللَه شالها
ووإن قنـاة الفخـر مـن فهرر قصدت
ولـم تلق من بعد الحسين اعتدالها
ومدركـــةً تــدري عشــية أدركــت
مناهـا العـدى منها ونالت منالها
بنفســي قومـاً زايلتنـي فلـم أزل
أرى كــل آنٍ نصــب عينـي خيالهـا
وكيــف انثنــت مقطوعــةً وصـلاتها
ولــم تــر إلا بــالنبي اتصـالها
تعـل القنـا منهـم وتنتهـل الضبا
وتغــدو دماهـا علهـا وانتهالهـا
مصــائب لا نســطيع يومـاً سـماعها
فواعجبــاً كيـف اسـتطعنا مقالهـا
فيـا مـن عليهم تجعل الناس في غدٍ
وفـي اليـوم من بعد الإله اتكالها
زففــت إليكـم مـن حجـال بـديهتي
عـروس نظـامٍ دان أهـل الحجـى لها
فــإن قبلـت هـانت عظـائم عـثرتي
وأيقنــت أن اللَـه فيهـا أقالهـا
فمــا ضــر ديـواني سـواد طروسـه
إذا لقيـت فـي الحشر منكم صقالها
ومــا ضـر ميزانـي ثقـال جرائمـي
إذا كنــت فيهـا مسـتخفاً ثقالهـا
ولا أختشــي هـولاً وإن كنـت طالحـاً
إذا قيـل يـوم الحشـر صالح قالها
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).