
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رحلـوا والأسـى بقلـبي أقامـا
جيـرة جـارهم بهـم لـن يضاما
ذهبـوا والنـدى فعاد المنادي
لا يـرى من يد الصروف اعتصاما
كـم حبسـت الأنضاء بالدار حتى
خلتهــا فــي وقوفهـا آكامـا
وسـالت الرسوم عنهم فما أغنى
سـؤالي ومـا شـفى لـي سـقاما
وإذا مـــا ســألتهن أعــادت
فـي لسان الصداء منها الكلاما
فكــأني كنـت المناشـد عنهـم
وهـي كـانت مناشـداً مسـتهاما
يـا سـقى اللَه معهداً قد شقته
سـحب أجفـاني الدموع السجاما
خيـل القلـب لـي بـه وهو خالٍ
عربـاً خيلهـم تحـوط الخيامـا
من بني غالب الألى في المعالي
غلبـوا كـل غـالبٍ لـن يسـامى
هــم بعلـم وفـي نـدى ونـزال
أرشـدوا أرفـدوا أرعوا حماما
لسـت أنسـى رئيسـهم خيـر خلق
اللَه رأس الهدى ثمال اليتاما
أيقظـوا للحقـود منهـم قلوباً
هـي كـانت خـوف الحسام نياما
وأحـاطوا بـابن النـبي عناداً
لأبيــه ولــم يراعـوا ذمامـا
فرمــاهم بأســهم مـا رماهـا
يـوم حـرب إلا ونـال المرامـا
وحمــا قــد ارتضــاهم لـديه
شـيعةً مثـل مـا ارتضوه إماما
ســادة تنظـر الوفـود نـداهم
مثلمـا تنظـر العفاة الغماما
صـيد حـرب يسـتنزلون المنايا
بـالعوالي ويرهبـون الحمامـا
وثبــوا للـوغى بأسـياف عـزمٍ
حـدها أورث السـيوف الكهامـا
وأبـاحوا القنـا صدور الأعادي
والمواضــي نحورهـا والهامـا
فكــأن الــوغى خريــدة حسـن
أودعـت منهـم القلـوب غرامـا
أســفروا للقـا وللنقـع ليـل
كـان للشـمس مـن دجاها لثاما
وجلــــوه بـــأوجه تتمنـــى
نيـرات السـما لهـن التثامـا
وتعـاطوا لـدى الوغى كأس حتفٍ
كمعاطـاة مـن تعـاطى المداما
واحتسـه كـي لا يسـاموا بضـيم
وأخـو العـز ذلـةٌ لـن يسـاما
وثـووا في الرغام صرعى فأضحت
تتمنـى السـما تكـون الرغاما
وعـدا السـبط للعـدى فوق طرف
خيـل صـقراً على الحمائم حاما
فكـأن الريـاح منـه اسـتعارت
يـوم عـاد عـدواً فأضحت رماما
فلــق الهــام بالمهنـد حـتى
منـع الـدم أن يثـور القتاما
خضـب الخيـل بالـدماء إلى أن
كـان مها على اللغام اللغاما
غـادر الخيـل والرجـال رماماً
والقنـا السمر والنصال حطاما
بطــل كافــح الألــوف فريـداً
ولــديه الأملاك كــانت قيامـا
وأتـى النصـر طـالب الأذن منه
وإليـه الزمـان ألقى الزماما
فــأبى أن يمــوت إلا شــهيداً
ميتــةً فـاقت الحيـاة مقامـا
فكــأن الحمــام كــان حيـاةً
وكــأن الحيـاة كـانت حمامـا
بـأبي بـاذلاً عـن الـدين نفساً
هـي نفـس الوجود حيث استقاما
يـا أميـر القضاء كيف استحلت
جاريـات القضـاء منك الحراما
أنــت رب الــوغى ورب عبيــد
كفــرت مـن الههـا إلا نعامـا
وابـو الـبيض والقنـا رب ولد
وقـد عصـت والداً كريماً هماما
يـا قـتيلاً شـقت عليه المعالي
جيبهـا واكتسـت ضـناً وسـقاما
إن دهــراً أخنـى عليـك لـدهر
عيرتـه الـدهور عامـاً فعامـا
بـل ويومـاً قتلـت فيـه ليـوم
قـد كسـا ثـوب حزنـه الأيامـا
وســناناً أرداك فيــه ســنان
خزيــه غـادر الرمـاح تمامـا
لسـت أنسـى كرائم السبط أضحت
حـائراتٍ لمـا فقـدن الكرامـا
تشــتكي حــر ثكلهـا وحشـاها
قـد راى في السباء حراً ضراما
أي خطـبٍ مـن الرزايـا تقاسـي
فـي قلـوب أذكـت بهـن أوامـا
نهــب رحـلٍ أم فقـدهن حسـيناً
وبنــي هاشــم همامـاً همامـا
وإذا حـن فـي السـبايا يـتيم
جـــاوبته أرامـــل ويتــامى
وأميـن الإلـه فـي الأرض بعـداً
لسـبط أضـحى مقيـداً مستضـاما
تــارةً ينظـر النسـاء وطـوراً
أرؤسـاً بالرمـاح تجلو الظلاما
كيـف يسـري بين الأعادي أسيراً
مــن يغـادر وجودهـا إعـداما
قيــدوه مــن حلمــه بقيــودٍ
رب حلـــمٍ يقيــد الضــرغاما
يـا بنـي خيـر والد ليت عيناً
مـا بكتكـم تسـهدت لـن تناما
وفـؤاداً مـا ذاب شـجواً عليكم
بــات للوجــد منـزلاً ومقامـاً
كــل بــاكٍ علــى سـواكم ملام
كــل بــاكٍ عليكـم لـن يلامـا
وإليــك منــي خريــدة حســنٍ
قلـدت مـن جمـان فكيـر نظاما
أبتغـي المنكـم القبول وأرجو
جــائزات تنيلنــي الإكرامــا
فاقبلوهـا يا ساتدتي وأنيلوا
فسـوى نيـل فضـلكم لـن يراما
كـان فيهـا عون الإله ابتداءاً
فاجعلوا منكم القبول اختتاما
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).