
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طربــت فعـم الكـرام الطـرب
وضــوء ذكــاء يمــد الشـهب
وملـت فمـالت لـك المكرمـات
سـروراً لمـا نلـت ممـا تحـب
إذا اهـتز مـن دوحـةٍ سـاقها
فلا عجـــب إن تهــز العــذب
وصـال على الحزن جيش السرور
فشـــرده وانثنــى بــالغلب
وخيــم فـي القلـب لا يبتغـي
رحيلاً وجــودك كــان الســبب
ولمـا ابتهجـت بـدا الابتهاج
علىـالخق مـن عجمهـا والعرب
كــأن سـرورك فـي العـالمين
يحــاري نوالــك أنــى ذهـب
إلــى قــول قـائلهم صـادقاً
كأنــا ريــاض ومنـك السـحب
ولـولا ابتسـام وميـض الغمام
لمـا ابتسم النور فوق القضب
ولا عجـــب أن تســر الأنــام
ولـو لـم تسـر لكـان العجـب
ألسـت الـذي قد بعثت السرور
إلـى كـل قلـبٍ عظيـم الكـرب
وأنـت الـذي قـد ملأت الجفان
مدعدعــةً قــد علـون الهضـب
تـرى النـاس مـن وارد سـاغب
يعــود بطينـاً عقيـب السـغب
فلو حاول الطير منها الطعام
بـأم السـما نـال ما قد طلب
ولــو قصـد الـوحش إدراكهـا
لمـا مسـه مـن طـوىً مـا حجب
وشـدت علـى الطـرق للسائلين
قصـور علا شـيد فيهـا الحسـب
وكــم قـد تفقـدت مـن مرمـل
وأرملــــةٍ ويـــتيمٍ ســـغب
وانعشـــــت افئدةً منهــــم
تكابـد فـي الحادثـات النوب
وآخــر جــاءك يشــكو إليـك
مـن الـدهر خطبـاً عليـه خطب
فألفـــاك أســـرع مســتنجدٍ
إلــى مـا دعـوه إليـه وثـب
يـداوي بـك الفقـر حتى يزول
مــداواة ذي الطـب للمسـتطب
فمـن كان ذا شأنه في الزمان
كــان حقيقــاً علـى أن يحـب
ومــن شـاطر النـاس أمـواله
فقـد شـاطرته الرضـا والغضب
أبا المصطفى قد سبقت الكرام
لغاياتهــا واحتـويت القصـب
فللَــــه درك مـــن ماجـــد
عـن الحـق مـا مـال فيه غضب
تلــذذ فــي بعــد أحبــابه
ليـدنو مـن اللَـه أو يقـترب
ومـا لـذة البعـد فيمـا يرى
بأيســر مــن لـذةٍ المقـترب
تــوارثتم الحــج جيلاً فجيلاً
كمــا ورث الهاشــمي النسـب
فكـــاد يحـــول مولـــودكم
عـن المهـد فـوق ظهور النجب
كـــأن لكـــم مكــة مــوطن
يهزكـــم لحماهـــا الطــرب
يشــوقكم الـبرق مـن نحوهـا
ويصــبيكم الريـح أمـا يهـب
وطـــاتم ثراهــا فآثــاركم
مكــررةٌ عنــدها فـي الكتـب
كمـا أن آثـاركم فـي الزمان
علــى أهلـه واضـحات الشـهب
فصـارت إذا جاءهـا ابـن لكم
رأت فــي محيــاه عنــون اب
فتعــرف فــي شـيخكم كهلهـا
بســيماء عــز عليــه غلــب
إذا جئتـــم أرضــها رحبــت
أباطحهـــا فيكــم والهضــب
لعمــري إذا كنتــم تسـرعون
إلــى الحــج أول عـام يجـب
فكيــــف يفـــوتكم غيـــره
ومـا غيـره مثلـه فـي التعب
أرى الحــج شـاهد عـدل لكـم
بتأديــة الفـرض مهمـا وجـب
فمـن نـال فـي عزمه النيران
لــم يعيــه نيلــه للســحب
ولا غــرو أن يركبـن الـذلول
فـتى ليـس يعييـه ركب الصعب
أرى اللَـه أثنى على الأنبياء
لأمرهــم الأهــل فيمــا أحـب
وهـا أنـت تـأمر في الوجبات
أهاليــك طــراً وبالمســتحب
وفــارقت عــامين فــي حبـه
حبيبيـــك تشـــكره محتســب
كــأن الحجــاز وقــد أوطـآ
محيــا ثــراه خفـاف النجـب
غــدا بهمـا حاسـداً للعـراق
كمــا حســد الأعجمـي العـرب
ورام بقاءهمـــــا عنــــده
ليعلـو علـى غيـره في الرتب
ويخصـــب فضـــلاً بيمنيهمــا
لــه كــل ربــعٍ محيـل جـدب
فــأتحف عـامين نيـل المنـى
وزال عـن المجـد بيـن العطب
ليهـن أبـا المصـطفى والرضا
رضـا اللَـه والمصطفين النجب
عشــــية حلّاً عــــن اليعملات
نسـوعاً وشـد العقـال الركـب
وســارا وقـد لبيـا معلنيـن
بقلــب ســليم ونطــق عــذب
وطــاف بـدمع غـداة الطـواف
يضـاهي غـروب الحيا المنسكب
صــدقن أمانيهمــا فـي منـى
ورب أمـــانٍ رزقــن الكــذب
وقــد شــكر اللَـه سـعييهما
وأعطاهمــا منــه نيـل الأرب
ومـذ قضـيا مـن فـروض الإلـه
مـا اللَـه أوجـب أو مـا ندب
أثـــارا ليــثرب نضــويهما
فطــوراً ذميلاً وطــوراً خبــب
إلـى أن بـدت قبـة المصـطفى
عليهــا رواق المعـالي ضـرب
كــأن الســماوات أرض لهــا
وبـالعرض قد نيط منها الطنب
أناخـا وسـارا لهـا ماشـيين
وخــديهما عفـراً فـي الـترب
وزارا النـــبي فــزادا علا
وفخـراً علـى كـل عالي الرتب
وقامــا إزاء قبـور البقيـع
مقامــاً تصـانع فيـه الكـرب
يـرد إلـى القلب دمع العيون
حـذاراً ويرضـى بـدون الطلـب
وسـارا يريـدان ارض العـراق
وأعيـــن ســـكانه ترتقـــب
بـأنيق تطـوي فجـاج الوهـاد
كطــي الســجل بهــا للكتـب
إلـى أن أتت طور وادي الغري
ونــور التجلــي عليـه ثقـب
ببــاب مدينــةٍ عـالم الإلـه
ثنـت بعـد طول المسير الركب
وقامـا يجـران بـرد السـرور
وإن رغــم الحاســد الكـتئب
وقبلــت وجهيههــا شــاحبين
شـحوباً بـه ضـاء وجـه الحسب
ومـا النقص أن تشحبن الوجوه
والنقــص إن وجـه عـرض شـحب
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).