
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا ضــاق دهـرك إلا صـدرك اتسـعا
فهـل طربـت لوقـع الخطـب مـذ وقعا
تــزداد بشــراً إذا زادت نــوائبه
كالبــدر إن غشــيته ظلمــةً سـطعا
وكلمــا عــثرت رجـل الزمـان عمـى
أخــذت فـي يـده رفقـاً وقلـت لعـا
وكــم رحمـت الليـالي وهـي ظالمـةٌ
ومــا شــكوت لهــا فعلا وإن فضـعا
وكيــف تعظــم فـي الأقـدار حادثـةً
علـى فـتى ببنـي المختـار قد فضعا
أيــام أصـبح شـمل الشـرك مجتمعـاً
بعـد الشـتات وشـمل الـدين منصدعا
ســاقت عــدياً بنــو تيـم لظلمهـم
أمامهــا وثنــت حربـاً لهـا تبعـا
مـا كـان أوعـر من يوم الحسين لهم
لــولا لنهــج الغصــب قــد شــرعا
سـلا ظبـا الظلـم مـن أغماد حقدهما
وناولاهــا يزيــداً بئس مــا صـنعا
فقـــام ممتثلاً بـــالطف أمرهمـــا
بـبيض قضـب همـا قـدماً لهـا طبعـا
لا غـرو إن هـو قـد ألفـى أباه على
هــذا الظلال إذا مــا خلفـه هرعـا
وجحفــل كالـدبا جـاء الـدباب بـه
ومــن ثنيــة هرشــي نحـوكم طلعـا
يـا ثابتـاً فـي مقـام لـو حـوادثه
عصــفن فــي يـذبل لأنهـار مقتلعـا
ومفــرداً معلمــاً فـي ضـنك ملحمـةٍ
بهـا تعـادي عليهـا الشرك واجتمعا
للَــه أنــت فكــم وتـر طلبـت بـه
للجاهليــة فــي أحشــائها زرعــا
قـد كـان غرسـاً خفيـاً فـي صـدورهم
حـتى إذا أمنـوا نـار الـوغى فرعا
واطلعـت بعـد طـول الخـوف أرؤسـها
مثــل السـلاحف فيمـا أضـمرت طمعـا
واستأصـلت ثـار بـدر فـي بواطنهـا
وأظهـرت ثـار من في الدار قد صرعا
وتلكــم شــبهةٌ قــامت بهــا عصـب
علــى قلـوبهم الشـيطان قـد طبعـا
ومــذ أجـالوا بـأرض الطـف خيلهـم
والنقـع أظلـم والهنـدي قـد لمعـا
لـم يطلـب المـوت روحـاً من جسومهم
إلا وصــارمك الماضــي لــه شــفعا
حــتى إذا بهـم ضـاق الفضـا جعلـت
ســيوفكم لهــم فـي المـوت متسـعا
وغـص فيهـم فـم الغـبرا وكـان لهم
فـم الـردى بعـد مضغ الحرب مبتلعا
ضــربت بالسـيف ضـرباً لـو تسـاعده
يـد القضـاء لـزال الشـرك وانقشعا
بـل لـو تشاء القضا أن لا يكون كما
قـد كـان غيـر الذي تهواه ما صنعا
لكنكــم شــئتم مــا شـاء بـارؤكم
فحكمـــه ورضــاكم يجريــان معــا
ومـا قهرتـم بشـيءٍ غيـر مـا رغبـت
لـــه نفوســـكم شــوقاً وإن فضــا
لا تشــــمتن رزايــــاكم عـــدوكم
فمــا أمــات لكـم وحيـاً ولا قطعـا
تتبعــوكم ورامــوا محــو فضــلكم
فخيــب اللَــه فــي ذلكــم طمعــا
أنـي وفـي الصـلوات الخمـس ذكركـم
لــدى التشـهد للتوحيـد قـد شـفعا
فمــا أعابــك قتــلٌ كنــت ترقبـه
بـه لـك اللَـه جـم الفضـل قد جمعا
ومــا عليــه هـوان أن يشـال علـى
الميـاد منـك محيسـاً للـدجى صـدعا
كــأن جسـمك موسـى مـذ هـوى صـعقاً
وإن رأســك روح اللَــه مــذ رفعـا
كفــى بيومــك حزنــاً أنــه بكيـت
لـه النـبيون قـدماً قبـل أن يقعـا
بكـــاك آدم حزنــاً يــوم تــوبته
وكنـت نـوراً بسـاق العـرش قد سطعا
ونــوح أبكيتــه شــجواً وقـل بـأن
يبكــي بــدمع حكـى طوفـانه دفعـا
ونـار فقـدك فـي قلـب الخليـل بها
نيـران نمـرودٍ عنـه اللَـه قد دفعا
كلمــت قلـب كليـم اللَـه فانبجسـت
عينـاه دمعـاً دمـاً كـالغيث منهمعا
ولــو رآك بــأرض الطــف منفــرداً
عيسـى لمـا اختار أن ينجو ويرتفعا
ولا أحـــب حيـــاة بعـــد فقــدكم
ومــا أراد بغــي الطــف مضــطجعا
يــا راكبــاً شـدقمياً فـي قـوائمه
يطـوي أديـم الفيـافي كلمـا ذرعـا
يجتــاب متقــد الرمضــاء مسـتعراً
لـو جـازه الطيـر فـي رمضائه وقعا
فــرداً يكــذب عينيــه إذا نظــرت
فـي القفـر شخصـاً وأذنيه إذا سمعا
عـج بالمدينـة واصـرخ فـي شوارعها
بصــرخةٍ تملأ الــدنيا بهــا جزعـا
نـاد الـذين إذا نـادى الصريخ بهم
لبــوه قبـل صـدى مـن صـوته رجعـا
يكــاد ينفــذ قبـل القصـد فعلهـم
لنصــر مــن لهــم مسـتنجداً فزعـا
مــن كــل آخــذٍ للهيجـاء اهبتهـا
تلقـــاه معتقلاً بالرمـــح مــدرعا
لا خيللاه عرفـــت يومــاً مرابطهــا
ولا علـــى الأرض ليلاً جنبــه وضــعا
يصـغي إلـى كـل صـوتٍ علـى مصـطرخاً
للأخــذ فـي حقـه مـن ظـالميه دعـا
قـل يـا بني شيبة الحمد الذين بهم
قـامت دعـائم ديـن اللَـه وارتفعـا
قومــوا فقـد عصـفت بـالطف عاصـفةً
مـالت بأرجـاء طـود العـز فانصدعا
لا أنــت أنتــم إن لــم تقـم لكـم
شــعواء مرهوبــةً مــرأى ومسـتمعا
نهارهـــا أســودٌ بــالنق معتكــر
وليلهــا أبيـض بالقضـب قـد نصـعا
إن لم تسدوا الفضا نقعاً فلم تجدوا
إلــى العلا لكــم مـن منهـج شـرعا
فلتلطــم الخيــل خـد الأرض عاديـةً
فــإن خــد حســين للــثرى ضــرعا
ولتملأ الأرض نعيــاً فــي صــوارمكم
فـإن نـاعي حسـين فـي السـماء نعى
ولتــذهل اليـوم منكـم كـل مرضـعةٍ
فطفلــه مــن دمــا أوداجـه رضـعا
لئن ثــوى جســمه فـي كـربلاء لقـى
فراســه لنســاه فـي السـباء رعـى
نســـيتم أو تناســـيتم كرئمكـــم
بعـد الكـرام عليهـا الذل قل وقعا
أتهجعـــون وهـــم أســرى وجــدهم
لعمــه ليــل بــدر قـط مـا هجعـا
فليــت شــعري مــن العبـاس أرقـه
أنينــه كيــف لـو أصـواتها سـمعا
وهــادر الـدم مـن هبـار سـاعةٍ إذ
بالرمـح هـودجٌ مـن تنمـى لـه قرعا
مـا كـان يفعـل مـذ شـيلت هوادجها
قسـراً علـى كـل صعب في السرى ظلعا
مـا بيـن كـل دعـى لـم يـراع بهـا
مــن حرمــة لا ولا حـق النـبي رعـى
بنــي علــي وأنــت للنجــا سـببي
فــي يــوم لا ســبب إلا وقـد قطعـا
ويــوم لا نســب يبقــى ســوى نسـب
لجـــدكم وأبيكـــم راح مرتجعـــا
لـو مـا أنهنـه وجـدي فـي ولايتكـم
قــذفت قلــبي لمـا قاسـيته قطعـا
مـن حـاز مـن نعـم البـاري محبتكم
فلا يبــالي بشــيءٍ ضــر أو نفعــا
فإنهـا النعمـة العظـى الـتي رجحت
وزنــاً فلـو وزنـت بالـدر لارتفعـا
مـن لـي بنفـس علـى التقـوى موطنةً
لا تحفلــن بــدهرٍ ضــاق أو وســعا
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).