
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طلـب العلا فنـال فـوق المطلـب
فــي عــزم غلاب وهمــةٍ أغلــب
وســما بمـا أوفـت لـه آبـاؤه
ولــــرب ســــام للعلاء بلا أب
لا غـرو أن طلـب العلا مـن قومه
أمــا نــبي أو وصـي عـن نـبي
هذا أبو الفضل الذي جمع النهى
عـزم الشـباب لـه ونسـك الأشيب
تـاقت إلـى نيـل العسلا حوباؤه
فـي اللَـه لـم يحتج لقول مرغب
ولكــم تعرضـت العـواذل دونـه
فانصـاع لـم يحفـل بلـوم مؤنب
سـلك البحـار وهـن جـوداً كفـه
والــبر يقطعــه بصــدر أرحـب
فجبـال هـذا مـن رصـانة حلمـه
وعبـاب هـذي مـن نـداه المخصب
وأرى المراكب في البحار محلها
وأراه بحــراً حاصـلاً فـي مركـب
فـاعجب لـه بحـراً يحـل بمركـب
إذ ليــس يغمــره بمـوج مرهـب
واعجـب لفلـك قـد طغـى وبضمنه
مــن حلمــه جبـل ولمـا يرسـب
لكنمــا فيــه اســتطار مسـرةٌ
فطفـت لـه فـي الماء خفة مطرب
ولـو أن نـاراً قد سرت فيه خبت
لمضــى يــزج بعزمـه المتلهـب
حـتى إذا اجتـاز القفار ومزقت
أيـدي المطـي بـه أديم السبسب
نشـقت بـه البطحـاء أطيب نكهةٍ
مــن طيــب ورث العلا مـن طيـب
مـا زال يـدنو وهـي تعلو رفعةٍ
حـتى اسـتقلت فـوق هام الكوكب
ورأت شــمائل هاشـمي لـم تكـن
أبــداً قرابتـه تنـاط بـأجنبي
عقـد الأزار فحـل ما بين الرجا
والخـوف عقـدة أدمـعٍ لـم تنضب
فكــأن كــل الأرض كـانت عنـده
حرمـاً وكـل الـدهر يـوم ترهـب
ووا زاده الإحــرام إلا مثلمــا
قـد زاد ضوء الشمس نور الكوكب
ولكـاد يشـرق فـي يـديه بهجـةً
حجــر أحــالته أكــف المـذنب
وبزمـزم لـو كـان يخلـط ريقـه
لأتـت مـن المـاء الفرات بأعذب
عرفـت بـه عرفـات حيـن وقـوفه
دعـوات آبـاه الـتي لـم تحجـب
وتوســمت منــه محــاني طيبـةٍ
عنــوان والـده النـبي الأطيـب
حـتى إذا مـا جـاء مرقـد جـده
ودعـاه عنـد سـلامه فـي يا أبي
أخـذ الفخـار على البرية كلها
إلا نــوادر مـن بهـذا المنسـب
قـد كـان يسـمع من جوانب قبره
صــوتاً بأهــل يلتقيـه ومرحـب
فكأنمــا هـو قـد رآه مشـافهاً
وكـأنه فـي القـبر لـم يتحجـب
ومضـى إلـى نحـو البقيع مسلماً
فــي دمــع هــام وقلـبٍ ملهـب
متــذكراً آبــاءه الغـر الألـى
فيهـم نجـاة الخـائف المـترقب
ولقــد شـجاه أن رأى أجـداثهم
عــن جـدهم بعـدت ولمـا تقـرب
يـا مـن لـه صدق النوى بايابه
ولــرب موعـد غـادر لـم يكـذب
ضـاق العرقـا وقـد مضيت بأهله
كمضـيق وجـه الفـارس المتنقـب
حـتى إذا أقبلـت أسـفر ضـاحكاً
ببكــاء غيــثٍ للبريــة معشـب
فكأنمــا بعـث الإلـه بـه لنـا
قبـل البشـير مبشـراً لـم يحجب
حــتى تيقنـت الـورى إذ سـرهم
فيـك البشـارة كنـت جـد مسـبب
عـم السـرور بـك البريـة كلها
بـل خـص قلب أبي الحسين الأنجب
علامـة العلمـاء أفضـل مـن غدا
فـي الشرق يهتف باسمه والمغرب
هـو حجـة اللَه العظيم فمن عشا
عنــه تخبــط للضــلال بغيهــب
مـن فضـله كالشمس قد ملأ الفضا
نـوراً وفضـل سـواه عنقـا مغرب
وأرى العلاء إذا ارتـداه غيـره
ثـوب الحيـر يلـف جلـد الأجـرب
انظـر إليـه تجد به من شئت من
آبــائه خلقــاً وملــقٍ مهــذب
هــو حـول هـو قلـب هـو مظهـر
للملــة الغــرا وسـر المـذهب
فيـه وفـي آبـائه عصـم الـورى
مـن كـل خطـبٍ فـي البرية أخطب
مهلاً أبـا الفضـل المحلق للعلا
فلقـد رميـت الواصـفين بمتعـب
ما إن عجبت لما أتيت من العلا
إلا ســبقت وجئتنــا فـي أعجـب
مهمـا أقـل مـا كـان إلا مثلما
قـد قلـت أن الشـمس أحسن كوكب
فإليكهــا عــن فكرتـي عربيـةً
ضـربت بهـا أعراقهـا فـي يعرب
فلكـم أبـت نشزاً على من رامها
خطـب النكـاح لها ومن لم يخطب
لكنهــا زفــت إليــك ومهرهـا
منـك اقبـول وذاك أعظـم مـأرب
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).