
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــي حـزن يعقـوب لا ينفـك ذا لهـب
لصــرع نصـب عينـي لا الـدم الكـذب
وغلمــة مــن بنـي عـدنان أرسـلها
للجـد والـدها فـي الحـرب لا اللعب
ومعشـــر راودتهــم عــن نفوســهم
بيـض الضـبا غيـر بيض الخرد العرب
فـــانعموا بنفــس لا عــديل لهــا
حـتى أسـيلت علـى الخرصـان والعضب
فـانظر لأجسـادهم قـد قـد مـن قبـل
أعضــاؤها لا إلـى القمصـان والأهـب
كــل راي ضــر أيــوب فمــا ركضـت
رجـل لـه غيـر حـوض الكـوثر العذب
قــامت لـه رحمـة البـاري تمرضـهم
جرحـى فلـم تـدعهم للحلـف والغضـب
وآنســين مــن الهيجـاء نـار وغـى
فـي جـانب الطف ترمي الشهب بالشهب
فيمموهــا وفـي الإيمـان بيـض ضـباً
ومـا لهـم غيـر نصـر اللَـه من أرب
تهــش فيهــا علــى أســاد معركـةٍ
هــش الكليـم علـى الأغنـام للعشـب
إذا انتضــوها بجمــع مــن عـدوهم
فالهـام سـاجدةً منهـا علـى الـترب
ومــولجين نهــار المشــرفية فــي
ليـل العجاجـة يـوم الـروع والرهب
ورازقـي الطيـر مـا شـاءت قواضبهم
مــن كـل شـلو مـن الأعـداء مقتضـب
ومبتليـــن بنهـــر مــا لــوارده
مـن الشـهادة غيـر البعـد والحجـب
فلــن تبــل ولا فــي غرفــةٍ أبـداً
منــه غليــل فــؤادٍ بالظمـا عطـب
حــتى قضــوا فغــدا كــل بمصـرعه
ســكينةٌ وســط تــابوتٍ مـن الكثـب
فليبــك طـالوت حزنـاً للبقيـة مـن
قــد نـال داود فيـه أعظـم الغلـب
أضــحى وكــانت لــه الأملاك حاملـةً
مقيـــداً فـــوق مهــزول بلا قتــب
يرنـوا إلـى الناشرات الدمع طاويةً
أضــلاعهن علــى جمــر مــن النـوب
والعاديــات مــن الفسـطاط ضـابحةً
والموريـات زنـاد الحـزن فـي لهـب
والمرســـلات م الأجفـــان عبرتهــا
والنازعـات بـروداً فـي يـد السـلب
والــذاريات ترابــاً فـوق أرؤسـها
حزنــاً لكــل صــريعٍ بـالعرا تـرب
ورب مرضـــعةٍ منهـــن قــد نظــرت
رضـيعها فـاحص الرجليـن فـي الترب
تشـــوط عنـــه وتــأتيه مكابــدةٌ
مــن حــاله وظماهـا أعظـم الكـرب
فقــل بهــاجر إســماعيل أحزانهـا
مـتى تشـط عنهـا مـن حر الظما تؤب
ومــا حكتهــا ولا أم الكليـم أسـى
غـداة فـي اليـم القتـه مـن الطلب
هـذي إليهـا ابنهـا قد عاد مرتضعاً
وهــذه قــد سـقي بالبـارد العـذب
فـأين هاتـان ممـن قـد قضـى عطشـاً
رضــيعها ونــأى عنهــا ولـم يـؤب
بـــل آب مــذ آب مقتــولاً ومنتهلاً
مــن نحــره بــدم كـالغيث منسـكب
شــاركنها بعمـوم الجنـس وانفـردت
عنهـن فيمـا يخـص النـوع مـن نسـب
كــانت ترجـى عـزاءاً فيـه بعـد أب
لــه فلــم تحــظ بـابن لا ولا بـأب
فأصـــبحت بنهـــار لا ذكــاء لــه
وبــاتت الليــل فــي جـو بلا شـهب
وصــبيةٌ مــن بنـي الزهـرا مربقـة
بالحبــل بيـن بنـي حمالـة الحطـب
كأنكــــل فـــؤادٍ مـــن عـــدوهم
صـخر نـب حـرب غـدا يفريـه بالحرب
ليـت الألـى أطعمـوا المسكين قوتهم
وتــالييه وهــم فـي غايـة السـغب
حـتى أنـي هـل أتـى فـي مدح فضلهم
مــن الإلـه لهـم فـي إشـرف الكتـب
يــرون بـالطف أيتامـاً لهـم أسـرت
يستصــرخون مــن الآبــاء كـل أبـي
وأرؤس ســـائرات بالرمـــاح رمــى
مســيرها علمــاء النجــم بـالعطب
تــرى نجومــاً لـدى الأفـاق سـائرةً
غيـر الـتي عهـدت بالسـبعة الشـهب
كــواكبٌ فـي سـما الهيجـاء ثابتـةً
سـارت ولكـن بـأطراف القنـا السلب
لم أدر والسمر مذ ناءت بها اضطربت
مـن شـدة الخـوف أم مـن شدة الطرب
لا غــرو أن هزهـا تيـه غـداة غـدت
مشــارقاً لبــدور العــز والحســب
وإن تــرع فلمـا وشـكياً لـه نظـرت
مــن حطهـا بصـدور القـوم واللبـب
وكيــف لـم تظهـر والحـاملون لهـا
لـم يبـق منهـا فـؤاد غيـر مضـطرب
لعظـم مـا شـاهدوا يوم الطفوف فهم
يرونـه فـي بعيـد العهـد عـن كثـب
بعــداً لقـومٍ أبـادوا خصـب ربعهـم
فأصــبحوا بعــدم فــي مربـع جـدب
والقــاتلين لســادات لهــم حسـداً
علــى علا الشــرف الوضـاح والحسـب
والفضــل آفــة أهليـه ويوسـف فـي
غيابـة الجـب لـولا الفضـل لـم يغب
وصـفوة اللَـه لـم يسـجد لـه حسـداً
إبليـس لمـا رأى مـن أشـرف الرتـب
وحســن نصـر بـن حجـاج نفـاه وفـي
سـواه طيبـةٌ منهـا العيـش لـم يطب
يـا سـادتي يا بني الهادي ومن لهم
بثنـي وحزنـي إذا مـا ضاق دهري بي
نـــدبتكم فـــأجيبوني فلســت أرى
ســـواكم مســتجيباً صــوت منتــدب
فــأنتم كاشــفو البلــوى وعنـدكم
صـدق الأمـاني فلـم تكـذب ولـم تخب
ألســـتم جعــل البــاري بيمنكــم
رزق الخلائق مــن عجــمٍ ومــن عـرب
بــل أنتــم ســبب بــالعرش متصـلٌ
لكــل ذي ســببٍ أو غيــر ذي ســبب
صالح بن مهدي بن حمزة الكواز.شاعر، من أهل الحلة، دفن في النجف. عربي المحتد، أصله من قبيلة الخضيرات، إحدى عشائر شمر، المعروفة اليوم في نجد والعراق.كان يبيع الكيزان والأواني الخزفية، مترفعاً عن الاستجداء بشعره، جمع صاحب البابليات ما بقي من شعره في (ديوان-ط).