
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَيْلانُ بن سَلَمةَ الثَّقَفيّ، شاعرٌ مخضرمٌ، صحابيٌّ جليلٌ، أسلَمَ في السَّنةِ الثامنةِ مِنَ الهِجرةِ وشَهِدَ حِجَّةَ الوَداعِ، وكانَ أحَدَ وُجوهِ ثَقيفٍ وُمَقدَّمِيهِمْ، ويُعَدُّ في أشرافِ المُعلِّمينَ، وذكرَهُ حُكَّامُ العَربِ ضِمْنَ أربعةِ أشرافٍ مِنْ قَيْسٍ، وقيلَ كانَ يَجْلِسُ في أيَّامِ المواسمِ فيَحْكُمُ بينَ النَّاسِ، وهو ممّنْ وَفَد على كِسرى وقد أُعْجِبَ بكلامِه.
عَمْرُو بْنُ الحارِثِ بْنِ مُنَبِّهٍ النِهْمِيّ، اشْتُهِرَ بِاِبْنِ بَرّاقَةَ نِسْبَةً إِلَى أُمِّهِ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةِ نِهْمِ الهَمْدانِيَّةِ، مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ عُرفَ بِالشَّجاعَةِ وَالفَتْكِ وَكانَ مِنْ عَدّائِي العَرَبِ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ، أَشْهَرُ شِعْرِهِ مِيمِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (تَـقُـولُ سُلَيْـمَـى لا تَعَـرَّض لِتَلْفَـةٍ وَلَيْلُكَ عَنْ لَيْلِ الصَّعالِيـكِ نائِمُ)، تُوفِّيَ بعدَ السَّنةِ الحادية عشرةَ للهِجرةِ.
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.
قُطْبَةُ بْنُ أَوْسٍ، وَيُلَقَّبُ بِالحادِرَةِ أَوْ الحُوَيْدِرَةِ وَمَعْناهُ الضَّخْمِ، مِنْ قَبِيلَةِ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ، وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقِلٌّ، أَشْهَرُ قَصائِدِهِ قصيدتُهُ العَيْنِيَّةُ ومَطْلَعُها (بَـكَــرَتْ سُـمَــيَّةُ غُدْوَةً فَتَـمَـتَّعِ / وَغَـدَتْ غُـدُوَّ مُـفــارِقٍ لَمْ يَرْجِـعِ) وَقَدْ اخْتارَها المُفَضَّلُ الضَّبِيَّ ضِمْنَ المُفَضَّلِيّاتِ، عُرِفَ بِمُهاجاتِهِ مَعَ زَبّانَ بْنِ سَيّار الفَزارِيّ، وَلا يُعْرِفُ تارِيخُ وَفاتِهِ إِلّا أَنَّ أَخْبارَهُ تُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ عاشَ فِي أَواخِرِ العَصْرِ الجاهِلِيِّ.
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.
حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م.
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.
قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ، مِن قَبِيلَةِ الأَوْسِ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، نَشَأَ يَتِيماً إِذْ قُتِلَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَلَمّا بَلَغَ أَخَذَ بِثَأْرَيْهِما، وَكانَ فارِساً شُجاعاً شَهِدَ عَدَداً مِنْ الوَقائِعِ بَيْنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وَأَكْثَرَ شِعْرِهِ فِي يَوْمِ البُعاثِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقَدَّمِينَ فِي الجاهِلِيَّةِ قَدَّمَهُ بَعْضُ الرُّواةِ وَعُلَماءُ الشِّعْرِ عَلَى حَسّانَ بنِ ثابِتٍ، وَهُوَ مِن طَبَقَةِ شُعَراءِ القُرَى فِي طَبَقاتِ ابنِ سَلامٍ. وقد قَتَلَهُ قَوْمٌ مِنْ الخَزْرَجِ بَعْدَ يَوْمِ البُعاثِ فِي حَوالَيْ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
خِداشُ بنُ زُهيرٍ، مِن قَبيلَةِ عامِرِ بنِ صَعصعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِن أشرافِ قومِهِ وفُرسانِهم، شَهدَ حربَ الفِجارِ ولهُ فِيها أخبارٌ، وهو شاعِرٌ مُجيدٌ مُتقدِّمٌ، عَدّهُ أَبو عَمرِو بنُ العلاءِ أَشْعرَ مِن لَبيدٍ، وَهوَ مِن شُعراءِ الطَّبقةِ الخامِسَةِ عندَ ابنِ سَلَّامٍ فِي طَبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ.
هُوَ غَيْلانُ بن سلمةَ بن معتبِ بن مالكِ بن كعبِ بن عمروِ بن سعدِ بن عَوفِ بن ثَقيفِ بن مُنبهِ بن بَكرِ بن هَوازنَ، الثقفي. وثقيفٌ قبيلةٌ عربيَّةٌ تُقيمُ منذ ما قبلَ الإسلامِ وإلى اليومِ في مدينةِ الطَّائفِ وما حولَها غَربِ شِبْهِ الجزيرةِ العربيَّةِ وهي إحدى قبائلِ قَيسِ عَيلانِ المعروفةِ بِالقبائلِ القيسيَّةِ، حاربتْ ضدَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوةِ حُنَين، ثمَّ هُزِمَتْ وأسلمَتْ بعدئذٍ وشاركتْ في الفتوحاتِ.
أمُّهُ سبيعةُ بنتُ عبدِ شمسِ بن عبدِ منافِ، القُرَشيَّة.
كانَ غيلانُ شريفاً مقدَّماً في قومهِ، وهو فيما يُقالُ أَحَدُ مَنْ قالَ مِنْ قُريشٍ للنَّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (لولا أُنْزِلَ هذا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيْنِ عظيمِ). وكانَ مِن حُكَّامِ العَرَبِ في الجاهليَّةِ، وعدَّهُ ابْنُ حَبيبٍ في أشرافِ المُعلِّمينَ وذكرَهُ حُكَّامُ العَربِ ضِمْنَ أربعةِ أشرافٍ مِنْ قَيسٍ، وقال كانَ يجلِسُ في أيَّامِ المواسمِ فيَحْكُمُ بين النَّاسِ يوماً، ويُنْشِدُ شِعْرَهُ يوماً، وينظرونُ إلى وجهِهِ يوماً.
وقيلَ إنَّ أبا سُفيانَ بن حَرْبٍ خرجَ في جماعةٍ مِنْ قُرَيشٍ وثقيفٍ يريدون العراقَ بتجارةٍ، فلمَّا سارُوا ثلاثاً جَمَعَهُم أبو سفيانَ فقالَ لَهُمْ: أنا مِنْ مَسِيرِنا هذا لعَلَى خَطَرٍ، ما قُدُومُنا على مَلِكٍ جبَّارٍ لَمْ يَأْذَنْ لَنا في القُدُومِ عليهِ وليسَتْ بلادَهُ لَنا بِمَتْجَرٍ، ولكنْ أيُّكُمْ يَذْهَبُ بالعِيرِ فإنْ أُصِيبَ فنحنُ بُرآءُ مِنَ دَمِهِ وإنْ غَنِم فَلَهُ نِصْفُ الرِّبحِ فقالَ غيلانُ بن سلَمةَ: دَعوُني إِذَنْ فَأنا لَها فدَخَلَ الوادي فجَعَلَ يطوفُه ويَضْرِبُ فُروعَ الشَّجَرِ ويقولُ:
وَلَوْ رآنِي أَبُو غَيْلانَ إِذْ حَسَرَتْ عَنِّي الْأُمُورُ إلَى أَمْرٍ لهُ طَبَقُ
لقالَ رُغْبٌ ورُهْبٌ يُجْمَعانِ مَعاً حُبُّ الْحَياةِ وَهَوْلُ النَّفْسِ والشَّفَقُ
وجَلَسَ ببابِ كِسْرى حتَّى أُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، ودارَ بينها حديثٌ طويلٌ مذكور في كتبِ التاريخِ، وقد أُعْجِبَ كِسرى بكلامِه، ثُمَّ اشترَى مِنْهُ التِّجارةَ بأضعافِ ثَمَنِها وكَسَاهُ وبعَثَ معَهُ مِنَ الفُرْسِ مَنْ بَنى لَهُ أُطُماً بالطَّائِفِ فكانَ أَوَّلَ أُطُمٍ بُنِيَ بِها.
وكانَ فارساً شُجاعاً؛ إذ جَمَعَتْ قبيلةُ خَثْعَم جُمُوعاً منَ اليَمَنِ وغَزَتْ ثَقيفاً بالطَّائفِ فخَرَجَ إليهِم غيلان في ثَقيفٍ فقاتَلَهُم قِتالاً شَديداً فهزَمَهُم وقَتَلَ مِنْهُم مَقتلةً عظيمةً، وأَسَرَ عِدَّةً مِنهم ثُمَّ مَنَّ عَلَيْهِم، وقالَ في ذلك شعراً.
أدركَ الإسلامَ فأسلَمَ بعدَ فَتْحِ الطائفِ ولَمْ يُهاجِرْ، وأسْلَمَ ابْنُهُ عامرٌ قَبْلَهُ وهاجرَ وماتَ بالشَّامِ في طاعونِ عُمواسٍ وأُبوه حَيٌّ.
توفِّي في آخر خلافةِ عُمرَ بن الخطَّاب سنة 23هـ/644م.