
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَأَبَّطَ شَرّاً هُوَ ثابِتٌ بْنُ جابِرِ بْنِ سُفْيانَ الفَهْمِيّ، مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ الشُّعَراءِ الصَّعالِيكِ وَالعَدّائِينَ، وَمِنْ فُتّاكِ العَرَبِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكانَ مِنْ أَغْرِبَةِ العَرَبِ لِأَنَّ أُمَّهُ أَمَةٌ سَوْداءُ، لُقِّبَ بتَأَبَّطَ شَرّاً لِأَنَّهُ تَأَبَّطَ سَيْفاً وَخَرَجَ، فَقِيلَ لِأُمِّهِ أَيْنَ هُوَ؟ فَقالَتْ: تَأَبَّطَ شَرّاً وَخَرَجَ، لَهُ قِصَصٌ وَأَخْبارٌ كَثِيرَةٌ عَنْ مُغامَراتِهِ وَحَياةِ الصَّعْلَكَةِ الَّتِي عاشَها، ماتَ مَقْتُولاً فِي بِلادِ هُذَيْلٍ نَحْوَ سَنَةِ 80ق.ه، وَأُلْقِيَ فِي غارٍ يُقالُ لَهُ رَخْمانَ فَوُجِدَتْ جُثَّتُهُ فِيهِ بَعْدَ مَقْتَلِهِ.
عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ، مِنْ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، وهو مِنْ أَقْدَمِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، شاعِرٌ فَحْلٌ صَنَّفُهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّامِنَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، اشْتُهِرَ بِمُرافَقَتِهِ لِاِمْرِئِ القَيْسِ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، وَإِيّاهُ عَنَى امْرَؤُ القَيْسِ بِقَوْلِهِ (بَكَى صاحِبِي لَما رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ)، وَقد تُوُفِّيَ فِي رِحْلَتِهِ هذِهِ فَسُمِّيَ عَمْراً الضّائِعَ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 85هـ/ 540م.
السُّليك بن السُّلَكة هو السُّليك بنُ بنُ عمرِو بنِ سنان، من قبيلةِ سعد بنِ زيد مناة المنحدرة من قبائل تميم النّزارية العدنانيّة. والسُّلَكَة: أمُّه، ويُنسَب إليها. شاعرٌ جاهليٌّ من كبارِ الشّعراءِ الصّعاليك، عُرِفَ بغاراتِهِ على قبائلِ مراد وخثعم وبكر بن وائل، وكان معروفاً بشدّة البأس والقدرةِ الفائقةِ على العَدْو والمعرفة العظيمة بالصّحراء والمفاوز والقفار. يُعَدّ من أغربةِ العرب؛ لسوادِ بشرتِهِ ونسبتِهِ إلى أمِّه وشجاعتِهِ وشاعريّته، وقد قُتِل على يد أنس بن مدرك الخثعميّ نحو سنة 17ق.ه/606م. عدّهُ المفضّل الضبّيّ من أشدّ رجال العرب وأنكرِهم وأشعرِهم، ويدورُ شعرُه حول وصفِ صعلكتِهِ وغاراتِهِ ومشاهدِه.
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.
هو عروة بن الورد بن حابس العبسيّ، من قبيلةِ عبس المنحدرةِ من قبائلِ غطفان النزاريّة العدنانيّة، كُنيتُهُ أَبو نجد، شاعِرٌ وفارسٌ من رؤوسِ الصّعاليكِ في العصرِ الجاهليّ، وقد لُقِّبَ بأبي الصّعاليك لأنّه كان يحمي الصّعاليك ويقودُهم في الغارات، كما أنّه أحدُ المنظّرين الكبار للصّعلكة في الشّعر الجاهليّ؛ فقد نظّرَ لضرورةِ ثورةِ الصّعاليك على الأغنياء وإعادة علاقات التّوازن الاقتصاديّ في المجتمع. اشتُهِرَ بكرمِهِ وجودِهِ وحمايتِه للضّعفاء والملهوفين ودعوته إلى مكارم الأخلاق. تدورُ معظمُ قصائدُه حول الصّعلكة وضرورة الضّرب في الأرض بحثاً عن الرّزق، كما أنّ له قصائد في بعض الشؤون القبليّة في عصرِه.
السَّمَوْأَلُ بْنُ عُرَيضِ بْنِ عادِياءَ، مِنْ قَبِيلَةِ الأَزْدِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ، جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ عَلَى رَأْسِ طَبَقَةِ الشُّعَراءِ اليَهُود، لَهُ حِصْنٌ مَشْهُورٌ بِتَيْماءَ يُسَمَّى الأَبْلَق، عُرِفَ السَّمَوْأَلُ بِالوَفاءِ وَلَهُ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ حَوْلَ حِفْظِهِ لِدُرُوعِ امْرِئِ القَيْسِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ وَأَشْهَرُ شِعْرِهِ لامِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (إِذا المَرْءُ لَمْ يَدْنُسْ مِنْ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ فَــكُـــلُّ رِداءٍ يَــرْتَـــدِيـــهِ جَــمِــيــلُ) وَقَدْ نُسِبَتْ لِغَيْرِهِ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 65ق.هـ المُوافِقُ لعامِ 560م.
أَوسُ بنُ حَجَرٍ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقَدَّمٌ، كانَ يُعَدُّ شاعِرَ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ لَم يَتَقَدَّمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى نَشَأَ النّابِغَةُ وَزُهَيْرٌ فَأَخْمَلاهُ، وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، وَكانَ زُهَيْرٌ راوِيَتَهُ، وَقَدْ عَدَّهُ ابنُ سَلَّامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، وَكانَ أَوسٌ مُعاصِراً لِعَمْرِو بنِ هِندٍ، وَنادَمَ مُلُوكَ الحِيْرَةِ. عُمِّرَ طَوِيلاً وَتُوُفِّيَ نَحْوَ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ بنِ مالكِ بنِ عَتّابٍ، مِن قَبيلَةِ تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ، وَأُمُّهُ لَيلى بِنتُ مُهلْهِلِ بنِ رَبيعةَ، شَاعِرٌ جَاهليٌّ مِن أَصحابِ المُعلَّقاتِ، وَهو مِنَ الشُّعراءِ المُقلِّينَ، سَادَ قَومَهُ وَهو فِي الخامِسةَ عشرةَ مِن عُمرهِ وكان فارِساً شُجاعاً وهو أحدُ فُتَّاكِ الجاهليّةِ، قَتلَ عَمرَو بنَ هِندٍ مَلِكِ الحِيرةِ فِي قِصّةٍ مَشْهُورَةٍ، وَماتَ وَقدْ بَلغَ مئةً وخَمسينَ عاماً، وكانت وفاتُه نحوَ سَنةِ 40ق.هـ/ 584م.
تَتَّفِقُ أَغْلَبُ المَصادِرِ الَّتِي تَناوَلَتْ حَياةَ تَأَبَّطَ شَرّاً عَلَى أَنَّ اسْمَهُ ثابِتُ بْنُ جابِرِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ عُمَيْثِلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَرْبِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ فَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزارٍ، وَثَمَّةَ رَأْيٌ آخَرُ أَوْرَدَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ ثابِتُ بْنُ عَمْسَلٍ، لكِنَّ الرَأْيَ الأَوَّلَ هُوَ الأَقْرَبُ لِلصَّوابِ وَهُوَ ما أَوْرَدَتْهُ أَغْلَبُ المَصادِرِ، وَيُؤَكِّدُهُ أَيْضاً وُرُودُهُ فِي قَوْلِ أُمِّ تَأَبَّطَ شَرّاً تَرْثِيهِ:
بثـابـتِ بنِ جابرِ بنِ سُفيانَ نِعـمَ الفَتى غادَرْتُهُ بِرَخْمانِ
وَقَدْ لُقِّبَ بِتَأَبَّطَ شَرّاً لِأَنَّهُ تَأَبَّطَ سَيْفاً وَخَرَجَ، فَقِيلَ لِأُمِّهِ أَيْنَ هُوَ؟ فَقالَتْ: تَأَبَّطَ شَرّاً وَخَرَجَ، وَقَدْ ذَكَرَ الأَصْفَهانِيُّ رِوايَتانِ عن هذا اللّقب، أَوْلاهُما أَنَّهُ كانَ رَأَى كَبْشاً فِي الصَحْراءِ فَاحْتَمَلَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ فَجَعَلَ يَبُولُ عَلَيْهِ طُولَ طَرِيقِهِ فَلَمّا قَرُبَ مِنْ الحَيِّ ثَقُلَ عَلَيْهِ الكَبْشُ فَرَمَى بِهِ فَإِذا هُوَ الغُولُ فَقالَ لَهُ قَوْمُهُ ما تَأَبَّطْتَ يا ثابِتُ قالَ الغُولُ، قالُوا لَقَدْ تَأَبَّطْتُ شَرّاً، فَسُمِّيَ بِذلِكَ. أَمّا الرِّوايَةُ الأُخْرَى فَتَقُولُ إِنَّ أُمَّهُ قالَتْ لَهُ كُلَّ إِخْوَتِكَ يَأْتِينِي بِشَيْءٍ إِذا راحَ غَيْرُكَ فَقالَ لَها سَآتِيكَ اللَّيْلَةَ بِشَيْءٍ وَمَضَى فَصادَ أَفاعِيَ كَثِيرَةً مِنْ أَكْبَرِ ما قَدِرَ عَلَيْهِ، فَلَمّا راحَ أَتَى بِهِنَّ فِي جِرابٍ مُتَأَبِّطاً لَهُ فَأَلْقاهُ بَيْنَ يَدَيْها، فَفَتَحَتْهُ، فَتُساعَينَ فِي بَيْتِها، فَوَثَبَتْ وَخَرَجَتْ، فَقالَ لَها نِساءُ الحَيِّ ماذا أَتاكِ بِهِ ثابِتٌ؟ فَقالَتْ: أَتانِي بِأَفاعٍ فِي جِرابٍ، قُلْنَ وَكَيْفَ حَمَلَها؟ قالَتْ تَأَبَّطَها، قُلْنَ لَقَدْ تَأَبَّطَ شَرّاً، فَلَزِمَهُ تَأَبَّطَ شَرّاً. وَقِيلَ لُقِّبَ بِذلِكَ لِقَوْلِهِ:
تَأَبَّطـَ شَرّاً ثُمَّ راحَ أَوِ اِغتَدى يُوائِمُ غُنماً أَو يُشيفُ إِلى ذَحلِ
وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةِ فَهْمٍ، وَهِيَ بَطْنٌ مِنْ قَيْسٍ عَيْلانَ، وَهُمْ بَنُو فَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلانَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنانَ. وَفَهْمٌ وَعَدْوانُ أَخَوانِ، وَيُقالُ لَهُما بَنُو جَدِيلَةٍ، سَكَنَتْ قَبِيلَةٌ فَهْمَ شَمالَ الطّائِفِ ثُمَّ نَزَلَتْ فَسَكَنَتْ جَنُوبَ مَكَّةَ فِي أَعالِي وادِي يَلَمْلَم.
أمّا أُسْرَتَهُ فَيَذْكُرُ الأَصْفَهانِيُّ أَنَّ أُمَّهُ وَاسْمُها أُمِيمَةُ وَهِيَ مِنْ بَنِي القَيْنِ بطنٌ من قيسِ عيلانَ، وَكانَتْ سَوْداءَ أَنْجَبَتْ خَمْسَةَ نَفَرٍ، وَهُمْ تَأَبَّطَ شَرّاً وَرِيشُ بَلغَبٍ وَرِيشُ نَسْرٍ وَكَعْب جُدُرٍ وَلا بَواكِيَ لَهُ، وَقِيلَ إِنَّها وُلَدَتْ سادِساً اسْمُهُ عَمْرو. وَلَتَأَبَّطَ شَرّاً قَصِيدَةٌ فِي رِثاءِ أَخِيهِ عَمْرو يَقُولُ فِيها:
وَحَرَّمْـتُ السِّباءَ وَإِنْ أُحِلَّتْ بِشَـوْرٍ أَو بِمِـزْجٍ أَو لِصابِ
حَيَاتي أَو أَزُورَ بَني عُتَيْرٍ وَكاهِـلَهـا بِجَمْعٍ ذي ضَبابِ
إِذا وَقَعَـتْ بِكَعْبٍ أَو قُرَيمٍ وَسَيّـارٍ فَقَـدْ ساغَ الشَّرابُ
أَظُـنّـي مَيِّتٌ كَمَـداً وَلَمّا أُطالِعْ طَلْعَةً أَهْلَ الْكِرابِ
وَتَذْكُرُ المَصادِرُ أَنَّ أُمَّهُ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ وَفاةِ أَبِيهِ بِأَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ وكان صعلوكاً، ولهما قِصَّةٌ فِيها أَنَّ أَبا كَبِيرٍ عِنْدَما تَزَوَّجَ أَمَّ تَأَبَّطَ شَرّاً، كان تأبَّطَ شرّاً حينها غلاماً لكنّ أبا كبيرٍ ارتاب منهُ وخافَهُ وقالَ لأمِّهِ: وَيحك قد وَالله رَابَنِي أَمرُ هَذَا الْغُلَامِ وَلَا آمنهُ فَلَا أقْرَبُك قَالَت: فاحتلْ عَلَيْهِ حَتَّى تقتله، فَأَخَذَهُ مَعَهُ فِي الغَزْوِ وَحاوَلَ التَخَلُّصَ مِنْهُ فَمَنَعَهُ مِنْ ذلِكَ شِدَّةَ بَأْسِ تَأَبَّطَ شَرّاً وَشِدَّةُ يَقَظَتِهِ، وَالقِصَّةُ تَحْتَوِي عَلَى تَفاصِيلَ كَثِيرَةٍ أَوْرَدَها ابْنُ قُتَيْبَةَ في كتاب الشعر والشعراء، وَمِمّا قالَهُ فِيهِ أَبُو كَبِيرٍ الهذليّ:
وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلامِ بِمَغْشَمٍ جَلْدٍ مِنْ الفِتْيانِ غَيْرِ مُهْبَّلِ
مِمَّنْ حَمَلْنَ بِهِ وَهُنَّ عَواقِدٌ حُبُكَ النِّطاقِ فَعاشَ غَيْرَ مُثْقَّلِ
حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةٍ مَزْؤُودَةٍ كُرْهاً وَعَقْدَ نِطاقِها لَمْ يُحْلَلِ
عاشَ تَأَبَّطَ شَرّاً حَياةَ الصَّعالِيكِ وَالفُتّاكِ، فَكانَتْ حَياتُهُ قائِمَةً عَلَى السَّلْبِ وَالنَّهْبِ وَالإِغارَةِ عَلَى الآخَرِينَ، وَيَتَّضِحُ مِنْ خِلالِ ما ذَكَرَتْهُ بَعْضُ المَصادِرِ عَنْ نَشْأَتِهِ أَسْبابَ لُجُوئِهِ إِلَى حَياةِ الصَّعْلَكَةِ، فَقَدْ ماتَ أَبُوهُ وَهُوَ صَغِيرُ السِنِّ وَتَزَوَّجَتْ أُمُّهُ بِأَبِي كَبِيرٍ الهذلي وَكانَ صُعْلُوكاً، فَرافَقَهُ تأبَّطَ شرّاً مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفارِهِ، وَتَذَكُرُ المَصادِرُ أَنَّ أَبا كَبِيرٍ أَخَذَهُ مَعَهُ وَأَرادَ التَّخَلُّصَ مِنْهُ فَلَمْ يُفْلِحْ فِي ذلِكَ لِشِدَّةِ بَأْسِ تَأَبَّطَ شَرّاً وَفِطْنَتِهِ.
وَتَأَبَّطَ شَرّاً مِنْ أَغْرِبَةِ العَرَبِ، فَأُمُّهُ سَوْداءُ، وَربما كان هذا سَبَباً آخِرَ جَعَلَه يَلْتَجئُ إِلَى حَياةِ الصَّعْلَكَةِ، وَقَدْ كانَ مُؤَهَّلاً لِذلِكَ بِما كانَ يَمْتَلِكُهُ مِنْ قُوَّةٍ وَسُرْعَةٍ، إِذْ كانَ مِنْ عَدّائِي العَرَبِ، وَيُذْكَرُ عَنْهُ أَنَّهُ كانَ أَعْدَى ذِي رَجْلَيْنِ وَذِي ساقَيْنِ وَذِي عَيْنَيْنِ، وَكانَ إِذا جاعَ لَمْ تَقُمْ لَهُ قائِمَةٌ فَكانَ يَنْظُرُ إِلَى الظِّباءِ فَيَنْتَقِي عَلَى نَظَرِهِ أَسْمَنَها ثُمَّ يَجْرِي خَلْفَهُ فَلا يَفُوتُهُ حَتَّى يَأْخُذَهُ فَيَذْبَحَهُ بِسَيْفِهِ ثُمَّ يَشْوِيَهُ فَيَأْكُلَهُ.
وَحَياةُ تَأَبَّطَ شَرّاً حافِلَةٌ بِالمُغامَراتِ وَالمَخاطِرِ، وَالمَرْوِيّاتُ عَنْهُ تَأْخُذُ طابَعَ القِصَصِ الشَّعْبِيِّ المَحْضِ كَما يَرَى بروكلمان، فَقَدْ كانَتْ أَشْبَهَ بِالأَساطِيرِ وَالخُرافاتِ كَقِصَّتِهِ مَعَ الغُولِ وَهَرَبِهِ مِنْ غارٍ كانَ يَشْتارُ مِنْهُ العَسَلَ بَعْدَ أَنْ حاصَرَهُ أَعْداؤُهُ وَغَيْرِها مِنَ القِصَصِ، وَقَدْ رُوِيَتْ أَخْبارُهُ وَوَقائِعُهُ مفصّلةً فِي كِتابِ الأَغانِي، إِذْ كانَ يَغْزُو وَحْدَهُ أَوْ مَعَ الصَّعالِيكِ الآخَرِينَ كالشَّنْفَرَى وَعَمْرِو بْنِ بَرّاقٍ وَغَيْرِهِما، وَفِي الغالِبِ فَإِنَّ قِصَصَهُ تَأْخُذُ طابَعَ المُغامَرَةِ وَالمُخاطَرَةِ الَّتِي تَنْتَهِي بِاِنْتِصارِهِ بِفَضْلِ دَهائِهِ وَقُوَّتِهِ وَسُرْعَةِ عَدْوِهِ، وَمِنْ خِلالِ القِصَصِ الَّتِي وَرَدَتْ عَنْهُ فَإِنْ أَكْثَرَ ما اِمْتازَ بِهِ تَأَبَّطَ شَرّاً هُوَ المَكْرُ وَسُرْعَةُ العَدْوِ وَحِدَّةُ البَصَرِ وَرَهافَةُ السَّمْعِ، وَهِيَ المُواصَفاتُ الَّتِي أكْسَبَتْهُ هذِهِ الشُّهْرَةَ وَجَعَلَتْهُ له هذه المكانةَ بَيْنَ الصَّعالِيكِ.
رُغْمَ ما امْتازَ بِهِ تَأَبَّطَ شَرّاً مِن مُواصَفاتٍ جَعَلَتْهُ يَتَغَلَّبُ عَلَى الصِّعابِ وَيَجْتازُ المَخاطِرَ فِي غاراتِهِ وَيُجابِهُ الفُرْسانُ الأَشِدّاءَ، إِلّا أَنَّ نِهايَتَهُ كانَتْ عَلَى يَدِ غُلامٍ لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ، فَقَدْ ذَكَرَ الأَصْفَهانِيُّ أَنَّ تأبّطَ شرّاً فِي أَحَدِ غاراتِهِ عَلَى هُذَيْلٍ مرَّ مع بعض الصَّعالِيكِ بِبَيْتٍ مِنْ هُذَيْلٍ فَقالَ لهم اغْنَمُوا هذا البَيْتَ أَوَّلاً، قالُوا لا وَاللهِ ما لَنا فِيهِ أَرَبٌ وَلَئِنْ كانَتْ فِيهِ غَنِيمَةٌ ما نَسْتَطِيعُ أَنْ نَسُوقَها، وَرَأَى القَوْمُ ضَبْعاً عِنْدَها فَتَشاءَمُوا مِنْ ذلِكَ وقالوا لَهُ وَيْحَكَ انْطَلَقَ فَوَاللهِ ما نَرَى أَنْ نُقِيمَ عَلَيْها قالَ لا وَاللهِ لا أَرِيمُ حَتَّى أُصْبِحَ، حَتَّى إِذا كانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ وَقَدْ رَأَى أَهْلَ البَيْتِ وَعَدَّهُمْ عَلَى النّارِ وَأَبْصَرَ سَوادَ غُلامٍ مِنْ القَوْمِ دُونَ المُحْتَلِمِ، وَغَدَوْا عَلَى القَوْمِ فَقَتَلُوا شَيْخاً وَعَجُوزاً وَحازُوا جارِيَتَيْنِ، وَتَتَبَّعَ تَأَبَّطَ شَرّاً أَثَرَ الغُلامِ، فَقالَ لَهُ أَصْحابُهُ وَيْلُكَ دَعْهُ فَإِنَّكَ لا تُرِيدُ مِنْهُ شَيْئاً، فَاتَّبَعْهُ وَاسْتَتَرَ الغُلامَ إِلَى جَنْبِ صَخْرَةٍ وَأَقْبَلْ تَأَبَّطَ شَرّاً يَقُصُّهُ، حَتَّى إِذا دَنا مِنْهُ قَفَزَ الغُلامُ قَفْزَةً فَوَثَبَ عَلَى الصَّخْرَةِ وَأَرْسَلَ السَّهْمَ فأصابَ قَلْبَهُ وَأَقْبَلَ نَحْوَهُ وَهُوَ يَقُولُ لا بَأْسَ، فَقالَ الغُلامُ لا بَأْسَ وَاللهِ لَقَدْ وَضَعَتُهُ حَيْثُ تَكْرَهُ، وَغَشِيَهُ تَأَبَّطَ بِالسَّيْفِ وَجَعَلَ الغُلامَ يَلُوذُ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ نَزَلَ إِلَى أَصْحابِهِ يَجُرُّ رِجْلَهُ فَلَمّا رَأَوْهُ وَثَبُوا وَلَمْ يَدْرُوا ما أَصابَهُ فَقالُوا مالَكَ؟ فَلَمْ يَنْطِقْ وَماتَ فِي أَيْدِيهِمْ فَانْطَلَقُوا وَتَرَكُوهُ، فَجَعَلَ لا يَأْكُلُ مِنْهُ سَبْعٌ وَلا طائِرٌ إِلّا ماتَ فَاحْتَمَلَتْهُ هُذَيلٌ فَأَلْقَتْهُ فِي غارٍ يُقالُ لَهُ غارُ رَخْمانُ، وَقَدْ كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 80ق.ه /540م.
وقال مُرةُ بنُ خُليفٍ الفَهْميّ يَرثيهِ:
إنَّ العَزِيمَة والعَزَّى ثَويُّهُمَا أكفانُ مَيْتِ ثَوَى في غَارٍ رَخْمَانِ
إلاَّ يَكُن كُرْسُفٌ كُفّنْتَ جَيِّدَهُ وَلاَ يَكُنْ كَفَنٌ مِنْ ثَوْبِ كَتَّانِ
فَإنَّ حُرًّا مِنَ الأنْسَابِ ألْبَسَهُ رِيشَ النَّدَى والسَّدَى من خَيْرِا كَفَانِ
وَلَيْلَةٍ رَأْسُ أفْعَاهَا عَلَى حَجَرٍ وَيَومِ أوْدٍ مِنَ الجَوْزَاءِ أرْنَانِ
أمْضَيْتَ أَوَّلَ هَذَا عِنْدَ آخِر ذَا فِي إثْرِ عَادِيةٍ أَوْ إثْرِ فِتْيَانٍ
وقالتْ أُميمةُ أمُّ تأبَّطَ شرّاً تَرثيهِ:
بِثـابـتِ بنِ جابرِ بنِ سُفيانَ نِعـمَ الفَتى غادَرْتُهُ بِرَخْمانِ
يَحْـدُو ويَروي ظَمأَ النُّدمانِ رواءَ مَنْ يَحمِي حِمى الإِخوانِ
لِشِعْرِ تَأَبَّطَ شَرّاً مَكانَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ عِنْدَ القُدَماءِ، وَشاهِدُ ذلِكَ أَنَّ لَهُ عَدَداً مِنَ المُخْتاراتِ فِي أَشْهَرِ كُتُبِ المُخْتاراتِ الشِّعْرِيَّةِ العَرَبِيَّةِ، فَقَدْ ابْتَدَأَ بِهِ المُفَضَّلُ اخْتِياراتِهِ، وَاخْتارَ لَهُ أَبُو تَمّام أَرْبَعَ مُخْتاراتٍ شِعْرِيَّةٍ فِي الحَماسَةِ وَهُوَ ما لم يَفْعَلْهُ إِلّا نادِراً فِي حَماسَتِهِ، وَلَهُ أَيْضاً مُخْتارَةٌ واحِدَةٌ فِي الأَصْمَعِيّاتِ وَفِي كِتابِ الوَحْشِيّاتِ أَوْ الحَماسَةِ الصُغْرَى، إِضافةً إلى قَصائِدَ وَمُخْتاراتٍ أُخْرَى مُتَفَرِّقَةٍ فِي كُتُبِ التُراثِ العَرَبِيِّ.
اعْتَمَدَ اللُّغَوِيُّونَ وَالنُّحاةُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الشَّواهِدِ الشِّعْرِيَّةِ مِنْ شِعْرٍ تَأَبَّطَ شَرّاً، فَفِي لِسانِ العَرَبِ هُناكَ نَحْوَ واحِدٍ وَسِتِّينَ شاهِداً شِعْرِيّاً مِنْ شِعْرٍ تَأَبَّطَ شَرّاً، وَأَفْرَدَ لَهُ ابْنُ جِنِّي باباً تَناوَلَ فِيهِ بَعْضَ النّكاتِ النَّحْوِيَّةِ وَاللُّغَوِيَّةِ فِي شِعْرِهِ.
لَقِيَ شِعْرُ تَأَبَّطَ شَرّاً اهْتِماماً مِنْ عَدَدٍ مِنَ المُسْتَشْرِقِينَ فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ، فَقَدْ تَرْجَمَ بَعْضَ شِعْرِهِ المُسْتَشْرِقُ (فريتاج) عامَ 1814، وَحَقَّقَ وَتَرْجَمَ بَعْضَ شِعْرِهِ كَذلِكَ المُسْتَشْرِقُ (جوستاف بور) عامَ 1856، وَكَتَبَ المُسْتَشْرِقُ (جيمس تشارلز لَيال) بَحْثاً بِعنوانِ "أَرْبَعُ قَصائِدَ لِتَأَبَّطَ شَرّاً الشّاعِرِ الصُّعْلُوكِ" ذَكَرَ فِيهِ طَرَفاً مِنْ حَياةِ تَأَبَّطَ شَرّاً وَتَرْجَمَ أَرْبَعَ قَصائِدَ لَهُ، وَقَدْ رَأَى فِي شِعْرِ تَأَبَّطَ شَرّاً مُسْتَوىً عالِياً قَرِيباً مِنْ الكَمالِ فِي الفَنِّ الشِعْرِيِّ.
يَرَى مُحَقِّقَ دِيوانِ تَأَبَّطَ شَرّاً أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ دِيوانٌ مُفْرَدٌ وَتَمَّ جَمْعُ شِعْرِهِ مِنْ أَشْعارِ بَنِي فَهْمٍ الَّتِي جَمَعَها السُّكَّرِيُّ، وَهُوَ ما اعْتَمَدَ عَلَيْهِ ابْنُ جِنِّيّ بَعْدَ ذلِكَ، وَيَرَى أَنْ اغْلَبَ شِعْرِهِ قَدْ ضاعَ وَلَمْ يَصِلْ إِلَيْنا بِسَبَبِ حَياةِ الصَّعْلَكَةِ الَّتِي عاشَها.
يَرَى مُطاع الصَّفدِي وَإِيلْيا حاوِي فِي كِتابِ (المَوْسُوعَة الشِعْرِيَّة) أنّ شِعْرَ تَأَبَّطَ شَرّاً امْتازَ بِنَبْرَةِ الواقِعِيَّةِ وَالنَزْعَةِ التَّصْوِيرِيَّةِ الطَّبِيعِيَّةِ مَعَ رُؤْيا حَيَوِيَّةٍ لِلوُجُودِ، فائِرَةٍ بِنَزَعاتِ الإِنْسانِ القَوِيِّ المُقْبِلِ عَلَى المَجْهُولِ إِقْبالَ فَنّانٍ وَطِفْلٍ وَفارِسٍ مِقْدامٍ.
"لا بُدَّ مِنْ مُلاحَظَةٍ أن مَنْ كانَ مِثْلَ تَأَبَّطَ شَرّاً مِنْ الصَّعالِيكِ وَجُوّابِ الآفاقِ يَقِلُّ – بَلْ يَنْدُرُ – احْتِمالُ وُجُودِ مَنْ يَعْتَنِي بِجَمْعِ شِعْرِهِمْ وَتَدْوِينِهِ، فَلا رَيْبَ أَنَّ كَثِيراً مِنْهُ قَدْ ضاعَ هَباءً رَدَّدَتْهُ الجِبالُ وَالوِدْيانُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلّا صَدىً بَعِيدٌ يَصْعُبُ أَنْ تُدْرِكَهُ الآذانُ، فَضْلاً عَنْ أَنْ تُدَوِّنَهُ الأَقْلامُ"
(عَلي ذُو الفِقار شاكِر / مُقدِّمةُ تَحْقِيقِ دِيوانٍ تَأَبَّطَ شَرّاً)
(بروكلمان/ تارِيخُ الأَدَبِ العَرَبِيِّ)
(مَطاعِ صِفْدِي وَإيليا حاوِي/ مَوْسُوعَةُ الشِعْرِ العَرَبِيِّ)
(غازِي ظَلِيمات وَعِرْفانُ الأَشْقَرِ/ الأَدَبُ الجاهِلِيُّ قَضاياهُ وَأَغْراضُهُ أَعْلامُهُ وَفُنُونُهُ)
(عَبدُ الرَحْمن المصْطاوِي/ مُقَدِّمَةُ تَحْقِيقِ دِيوانٍ تَأَبَّطَ شَرّاً)