
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـــنَ صـــوتى دوى وأيــن ييــانى
ســارَ فــى ذلــك الوجــود الفـانى
مــا عســى كـالقريضِ يخـترقُ الصـخر
ويطـــــــوِى الفلآ الــــــى الآذان
فـاجرِ يـا شـِعرُ فـى المـدائن وانشر
مــا طــواه الزمــان مــن وجـدانى
وامـضِ يـا شـعر نَـادَى النفـحِ تكسـو
بفوافيــــك عاريــــاتِ الجنــــان
وتغلغــل فــى كــل قلـبٍ كمـا شـئتَ
فـــإن القلـــوبَ غـــاىُ الأمـــانى
وأهِــب بالــذين فـى الشـرق نـامُوا
حيـــث حلَّـــوا معاقـــدَ التِّيجَــان
هُزمُــوا فــى البلاد مــن غيـر حـربٍ
واســـتغاثوا فيهــا بغيــر طعــان
ويــك يــا شــرقُ لا بـدت منـك شـمسٌ
أنـــتَ غيّـــرتَ وجههــا الاضــحيانى
مَنبَـــت الفضــل والفلاســفة الغــرِّ
مكـــــرَّ الجيـــــادِ والفرســــان
منـك مـن شـيَّدُوا القصـور علـى الما
ءِ فقلـــــت بحاجــــة الضــــيفان
منـك مـن حنَّطـوا الجسـومَ فلـم تفـنَ
وإن كــــان كــــلُّ شـــيءٍ فـــانى
منــك مــن أركـز السـماءَ علـى الأ
رضِ فأمســى مــن عُمــدِها الهَرمــان
فســــلامٌ علــــى رجـــالٍ ســـقاهم
خـــازنُ المــوت مترعــاتِ الــدِّنان
وســــلامٌ علــــى بقيــــةِ كــــأسٍ
أهرقتهــــا طــــوارىءُ الحـــدثان
وســـلامٌ علــى الليــالى اللــواتى
ذَبلــــت فـــى حـــدائق الأزمـــان
أيــن ذاكَ الــدمُ الــذى إِن تَشــمه
شــِمتَ منــه القطــبين فــى شـريان
ذهــب الــدهر بالرجــال وأمســينا
نجـــر الـــذيول جـــرَّ الغـــوانى
ولـــو أن الشـــباب كـــان حَيِيــاًّ
لـــم يقفنـــا مواقـــف الخـــذلان
فــأقيموا مجــداً عفتــه الليــالى
أيهـــــا الناشــــئون للأوطــــان
نفخـــوا فيكمـــو فِطرتــم شــرارا
واســــتحلتم فكنتمـــو كالـــدخان
فاحـــذروا صــرعةَ السياســة حــتى
تســـــتعدّوا لــــذلك الميــــدان
فـإذا مـا فرغتمـو فـاركبوا الخيـلَ
وشـــدوا القـــوى ليــوم الرِّهــان
ضــلَّ مــن يقطــف الـورود ولـم تـز
هــر ويجنــى الثِمــار قبــل الأوان
انظـروا النملـةَ الـتى نصـحت للنمل
خوفــــاً عليــــه مــــن ســـلمان
عرفـــتَّ واجـــب الإخـــاء فقـــامت
تقــرأ الغيــبَ فــى كتـاب الحنـان
انظروهـــا تـــدبُّ فـــى كنــف الأر
ض وتغشــــَى قواعــــد الجــــدران
تجمـعُ القـوتَ فـى الشتاءِ الى الصيف
وتبنـــى الـــبيوتَ فـــى الصــَّوَّان
تحمــلُ الميــتَ مــن ذويهـا وتمضـى
بيـــن شـــبهِ اليـــتيم والأســوان
وتشـــقُّ الضـــريحَ بيـــن حنايـــا
هـــا وتنـــدَى بالعــارضِ الهتَّــان
تمنــعُ الضـيمَ نفَسـها فهـى مـن كـل
مُغيــــرٍ بنفســــها فـــى أمـــان
إن تُثرهـــا أثــرت قاطعــة النــا
ب وهيَّجـــــت مـــــرَّةَ الأســـــنان
علَّمتنــا التــدبيرَ والحـزمَ والعـز
مَ وذقنــا بــاللّهوِ طعــمَ الهَــوان
فخـذوا العلـمَ فـى الحياةِ عن النمل
ولا تنفســــُوا علــــى الحيــــوان
ربَّمــا يركــبُ الجــوادَ فــتىً مــا
فيــه مــا فــى جــوادهِ مـن معـان
ربَّمــا يُلهَــمُ البيـانَ أخـو العيـىِّ
وَيعيَـــى فـــى موقــفٍ ذو البيــان
هــم ينــادُون بالحضـارة فـى الغـر
بِ ويُغرونَهـــــا بكـــــلِ مكــــان
أتُـرى غايـة الحضـارةِ حصـدُ السـهام
حصـــدَ النبـــات فـــى الوديـــان
أبــدعُوا فــى السـَفينِ إِبـداعَ نـوحٍ
قبلهـــم فـــى ســـفائنِ الطوفــان
شـــيَّدوا فوقهـــا المــدافع حــتى
شــقَّت البحــرنَ شــقَّ صــدر الجبـان
وحَشــــَوا بالصـــواعقِ الأرض حـــتى
نَـــمَّ قيــد الأُظفــور عــن بركــان
أحرقُــوا الــدور خلَّفوهــا ثكــالى
نادبــــاتِ الزمــــان والســــُّكان
رُبَّ طفـــــلٍ منيمُـــــهُ والــــداه
موقظـــاه مـــن نـــومهِ المَلَكَــان
وعجـــوزٍ بالمـــاء تبغــي وضــوءاً
تقبـــسُ الجمـــرَ دونَــه بالبنــان
وعـــروسٍ فـــي المهرجـــان تُحَلَّــى
خطـــرت وهـــى شـــعلةُ المهرجــان
إنَّ تلــك الـدنيا الجديـدة فـى الأر
ضِ ســـــماء مضـــــيئةُ الأكــــوان
زحـــمَ الأرضَ أهلُهـــا ثــم أغــروا
ثابتــــاتِ القصــــورِ بـــالطيران
وزنــوا الضـوءَ فـى الفضـاءِ وكـالو
هُ بــــذاك المكيـــالِ والميـــزان
بلغــوا ســاكنى الشــمال بلا ســير
وحيُّوهُمــــــو بغيـــــرِ لســـــان
ســخَّروا الريــحَ أنطقوهــا فمنهــا
صـــافناتٌ تجـــرى ورســـلٌ تعــانى
أعجــزوا قــدرةَ الطبيعتـةِ فـي الأر
ض وخاضـــوا الميـــاهَ بـــالنيران
بــالغُوا فــى مقســَّمات التهاويــلِ
تمـــادَوا فــى شــامخاتِ المغــانى
رصـدوا الأنجـمَ المغيـراتِ فـى الأفـقِ
وفجُّـــوا بالســـعدِ فـــى كيـــوان
أنطقـوا الميـتَ أخرجُـوا الحـيَّ منـهُ
رَتَّلــــوا بالحديـــدِ آىَ الأغـــانى
عنـــدهم هـــذه الســـماوات للــهِ
وهـــــذى الأرضـــــون للانســـــان
لا أبـــوهُم مــن الملائِكــة الطُّهــرِ
ولا أُمهــــــم مـــــن الجنَّـــــان
غيــر أن الفقيــرَ علمــه المــثرىِ
وربَّتـــــه تجربـــــاتُ الزمــــان
فاهدموا الجهلَ وارفعُوا العلم بالما
ل وكونــــوا كأُمــــة اليابــــان
غفلــــت حقبـــةً وقـــامت تحيّـــيِ
كـــل حـــيٍّ بالتـــاج والصــولجان
فســـلام عليـــك مـــن كـــل قــاصٍ
وســــلام عليــــك مـــن كـــل دان
اذكرينـــا علـــى الزمــان بخيــرٍ
إِننـــــا ذاكـــــرُوك بالإحســــان
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.