
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للشـــرقِ معقـــودٌ بكــنَّ رجــاءُ
يــا مــن بهــنَّ تزينــت حــواءُ
مهــجُ الصــدورِ وإنهــا لحشاشـَةٌ
رمـــقُ الحيــاةِ وإِنــهُ لــذَماء
دلاًّ علـــى أبنـــاءِ آدمَ إِنمـــا
وجـــبَ الـــدلالُ وحقـــت الخُيلاء
منكــنَّ بلقيـسُ الـتي حُملـت علـى
متــنِ الريــاح وحبــذا الإسـراء
منكـــنَّ ربــة مصــرَ كليوبــترة
لا النيــل يجهلهــا ولا البطحـاء
منكـــنَّ إِلصــابات كــانت قــوةً
تجــرى السـفينُ بأمرهـا والمـاء
منكــنَّ واهبــة الألــوف زبيــدةٌ
منكــنَّ شــاعرةُ الحمـى الخنسـاء
منكـــنَّ أُم المـــؤمنين خديجــةٌ
منكــنَّ والــدةُ الهُـدَى العـذراء
نلــنَ الخلــودَ بــذكرهنَّ وعُطّـرت
بصـــنيعهنَّ الصـــحفُ والأنبـــاء
المجـــدُ موقـــوفٌ علــى طُلاَّبــهِ
فيـــه رجـــالٌ تســتوى ونســاء
لا تحسـب المـالَ البنـاتُ غنىً لها
فغنــى البنــاتِ طهــارةٌ وحيـاءُ
ولكَــم جلــوتَ محاسـناً عـن صـحةٍ
والــداءُ طيــاتِ الــرداء عَيـاء
مـن لـم تَـرث عن والديهما تالداً
فعفافهــا عنــد الرِّجــال ثَـراء
إن تجهلُــوا فضـلَ النسـاءِ فهـذه
آثــــارهُنَّ وهــــذهِ الهيجـــاء
الغــربُ شــمَّر للــوغَى فرجــالهُ
ونســاؤه فــى النَّــازلاتِ ســواء
نظــراً اليهــا والظــبى خفَّاقـةٌ
حــذَرَ القتــال كأنهــا جُبنَــاء
والجنــدُ مضـطَّربُ النفـوسِ كأنمـا
للمـــوتِ فـــى آذانِــه ضوضــاء
تغشــَى مطالبهــا بقلــبِ غضـنفرٍ
خبــأتهُ تحــتَ ضــلوعِها حســناء
وتنـالُ مـا أعيَـى الرجـالَ بعزمةٍ
تــذرُ الســيوفَ ومـا بهـنَّ مَضـاء
تتخلَّـــلُ الاســلاتِ فهــىَ كأنهــا
بيــنَ الغصــونِ حمامــةٌ بيضــاء
أَمحاســنُ الغربيـةِ الهمـمُ العُلا
ومحاســـنُ الشـــرقيّةِ الأزيـــاء
جعلوا الحجابَ على الجهالة عذرها
أكـذا الحجـابُ علـى الـذكاءِ بلاء
مـا ضـرها لـو عُلّمـت فـى خـدرِها
كــم فـى الخـدور مـواهبٌ وذكَـاء
نصـفُ الحيـاة علـى النساء وإِنَما
ضــلَّ الرجــالُ وأخطــأ الحكمـاء
والأمهـــات اذا تعلمــت اهتــدت
أبناؤُهـــا وارتـــاحت الآبـــاء
فــابنينَ للشـرقِ الرجـالَ فـانهم
أســــوارهُ وحصـــونهُ الشـــَّماء
أنصــفتكن حـذار أن أن تخـذلننى
حـــتى يقــال تعســَّف الشــعراء
أبنــاءَ كــولمب أطلتــم عمــرَه
مــا مـات مـن أنتـم لـه أبنـاء
لكموكمـا لأولـى النبوة في الهدى
وحــيٌ ورســلٌ فــى العُلا وســَماء
هـذى مظـاهرُ فضـلِكم يمشـي الحجا
فيهــا وتلبــس حليَهـا العليـاء
أنتـم بنـور العلـم لـم تتغرَّبوا
والجـــاهلونَ بأرضـــهم غربــاء
ثقـةً بفـوزِكَ فـى النَّـوى فأقلُ ما
ضــمنَ الغريــبُ معونــةٌ وإخــاء
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.