
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا رسـولينا الـى الشـمس ألاَ
بلّغــا أهــلَ السـموات السـلاما
وصـــِفاهم لبنـــى الأرضِ فهـــم
أَكـثروا الأوهـام فيهـم والكلاما
عرفــوا اللــه وَقـاموا بالـذى
أوجـــب اللــه صــلاةً وصــياما
لــم يكونــوا مثلنـا أهـلَ أذًى
إن تعادَوا حكَّموا السيف الحساما
ربِّ إِن النــاس فــى الأرضِ طغَـوا
وأحلُّـوا فـى نواحيهـا الحرامـا
أشــبعوا الأرضَ وجــاعوا فوقهـا
هكــذا البحــر اذا روَّى تظـامى
كــم أذلُّــوا مــن ضـعيفٍ كـابرٍ
يرتضـى المـوت ويـأبى أن يُضاما
ونســـوا حكَمــك فيهــا فــاذا
ظمئوا يومــاً فــأمطرهم ضـِراما
بعضــهم يأكــل بعضــاً مثلمــا
تأكـل الأذؤبُ فـى الليل الرماما
ليتنـــى كنــتُ بــوادٍ طــائراً
يلقـطُ الحَـبَّ فـإن لـم يلقَ صاما
ويــرى النسـرَينِ فـى الأفـقِ اذا
حلَّقَـا قـال بسـاطُ الريـح قامـا
وســـليمان غـــدا فــى جنــدهِ
ينشـدُ الهدهـد اذ يشـكو الأواما
أيهــا النســرانِ قـد أحرزتمـا
فـى سـماءِ الشرقِ مجداً لن يُراما
باريــا الريـحَ فقـد ظـنَّ الأُلـى
نهضـوا بـالغربِ أنَّ الشـرقَ ناما
واكتبــا فـى صـفحةِ الأفـق لنـا
آيـة تُخلِـق فـى الأُفـق الـدواما
نحــن أهـلَ الأرض قـد كنَّـا هنـا
واتخــذنا فـى السـموات مقامـا
واتركَــا فيهــا كتابــاً قيِّمـا
يقـرؤهُ مـن بلـغَ البدرَ التماما
وأطلاَّ مـــن خلال الســـُّحبِ كـــى
تنظـرا الفسطاط والقومَ الكراما
والتماثيـــلَ الـــتى أودعَهــا
أهلُهـا العهـدَ فلـم تخفر ذِماما
وافقـــاتٍ صــمتها أبلــغُ مــن
نطقهـا لـو يملـك الصخرُ الكلاما
وقصـــوراً خاويـــاتٍ جــلَّ مــن
نــزع السـلطان منهـنَّ انتقامـا
عابســاتٍ يبســم النــاس لهــا
كـم عَبُـوس كلَّـف المـرءًَ ابتساما
وصـــروحاً ركــزَ النجــمُ علــى
هامهـا الشـمِّ فمـا طأطـأنَ هاما
تَنشــدُ البـانينَ والبـانون قـد
أيقظوهــا وغـدَوا عنهـا نِيامـا
ومقاصـــيرَ اذا الـــدهر مشــى
بينهـا لـم يرفع الرأسَ احتشاما
أســهبَ التاريــخُ فـى أوصـافِها
وتــولّى لـم يُمـط عنهـا لِثامـا
وتصـــــاويرَ تولاهـــــا البِلا
وغــدا مرتسـماً فيهـا ارتسـاما
حــارت الأَيــامُ فــى ألغازهــا
مثلمــا حيَّــرت الأُخـرى الأَنامـا
وتهاويــــلَ اذا اســــتنبأتها
شــرحت تاريخهــا عامـاً فعامـا
وعلـــى انقـــاض بـــالٍ شــُعَبٌ
مـن بقايا المُلكِ قد أمست رجاما
أتعبونـا واسـتراحوا فـى الثرى
ربَّ ميـــتٍ ورَّث الحـــيَّ ســِقاما
لا أطـالَ اللـه فـى الـدنيا إِذا
كـانت الدنيا انشقاقاً وانقساما
هـــذه مصـــرُ فــزورا أهلَهــا
كلمـــا حنّـــوا ولاءً وغرامـــا
جنـــــةٌ آفاقهــــا صــــافِيةٌ
لا تمــرُّ الســحب فيهــنَّ جهامـا
لــو تجـفُّ الخمـرُ فـى حانَاتِهـا
ملأَ النـاس مـن النيـل المـداما
فــــأظلاَّ شــــاطئيه واطلعـــا
مطلــعَ السـُّحبِ وسـوقاها رهامـا
وقِفَــا فــى كــل أفــق وقفــة
وانظــرَا الأَملاك نــوراً وظلامــا
وبلاداً تجعـــلُ القصــدَ الســُّهى
وبلاداً تجعــلُ القصــدَ الرغامـا
هـــذه يملؤهــا العلــم ســناً
وذهِ يملؤهـــا الجهــل قتامــا
واســــــتبدَّت دولٌ فـــــى دولٍ
وغــدت تقتســمُ الأرضَ اقتســاما
قســـمةٌ ضــيزى ولكــن نرتضــى
ونـرى الصبر على الظلم اعتصاما
فاصــعَدا مـا شـئتما أن تَصـعدَا
واقحمـا منطقـةَ الشـمس اقتحاما
وانــزلا مــن أرض مصــرٍ منـزلا
ترتضـيه الشـمسُ فـى الأَرضِ مقاما
أنتمَــا أدهشــتما الطيـر بمـا
أبصـرت فـى جوهـا خَلقـاً تسـامى
قـــالت الإنــسُ فقــالت زمــرةٌ
هـل تطيـرُ الإنـسُ أو تغدو حَمَاما
والـــذى حيَّرنـــا أنَّــا نــرى
بيننـا خَلقـاً يُحـاكون النعامـا
لا نَــــرى ريشـــاً أو مخلبـــا
أو جناحـاً أو ذنـابَى أو قـدامى
فاســمعى أيتهــا الطيــرُ بمـا
أنـا ملقيـهِ علـى الكـون نظاما
هـم بنـو الإنـس الألـى أبصـرتِهم
زحمُــوا الآفــاق والأرض زِحامــا
قُتِـــلَ الانســـانُ مــا أكفــرهُ
ملـك الكـونَ فلـم يُحسـن قيامـا
ينهــش الــوحشَ ويَفــرِىِ لَحمهـا
فـاذا لـم يشـفِهِ أنقَـى العِظَاما
ليـــتَ لـــى طــائرةً أركبهــا
وأرَى كيـفَ تـرى الطيـرُ الأنامـا
أرخِصــــوها وأدقُّوهـــا لنـــا
نتخــذ منهــا قِطـاراً و ترامـا
نتلاقــى فــى ذرى الأفــقِ بهــا
ونفــوتُ الأرضَ والخَلـقَ الطغامـا
نملأُ الأشـــجارَ مـــن أوكارنــا
كالماقصـــيرِ قبابــاً وخيامــا
لا يضـــيقُ الجــوُّ بالنــاس وَلاَ
يسـتبدُّ البعـضُ بـالبعضِ انتقاما
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.