
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتســعَى اليهـا حيـن بينكمـا دمٌ
أُذيـقَ ابـن الظَّـرب غـصَّ الحنَـاجرِ
أتسـعى لتلقـى المـوتَ غيرَ محاذرٍ
الــى غايــة محفوفـة بالمخـاطر
ولــو أنَّــه مــوت أفـادَ حمـدتُه
ولكنَّــه مـوتُ امرىـءٍ لـم يحـاذر
نصــحتُ فلــم تسـمع وَجـدُّك مقبـلٌ
فلا تستشـرنى فـى الجدود العواثر
ولا خيـر فـى سـعىٍ اذا هو لم تكن
مـــواردُه موصـــولةً بالمصــادر
إلـى قبـة الزبـاءِ والشـرفِ الذى
يعـزُّ علـى عـزم السيوفل البواترِ
إلـى ذلـك المُلكِ الذى بات دوننا
علـى أَمـره مستَضـعَفاً غيـرَ قـادر
سـأرفعُ رايـاتِ ابـن فهرِ بن غالبٍ
عليــه وأحميهـا بفضـلِ العشـائر
وأبــرم حكمـى فـى كنـائس تـدمرٍ
وأرفـع صـوتى فـوق تلـك المنابر
وأقضــى بخيـر الشـاطئينِ لبانـةً
مـن المُلـك لا تُقضَى بمثلِ الخناجر
ومـا فـرقُ ما بين النساءِ وبيننا
إذا نحـن فـى نيل العُلا لم نخاطر
سأشــربُها خمــراً وأعلــم أَنهـا
لآخـر شـربى فـى الحياةِ من الخمرِ
إذا نـزل المـوتُ المعجَّـل بالفتى
فمـا فـرقُ ما بين الإفاقةِ والسكر
سـلامٌ علـى مُلكـي سـلام علـى دمـى
سـلامٌ علـى أهلـى سـلامٌ علـى قصرى
لعلّـى أنـال العفوَ لو كنتُ سائلاً
ولكـن رضيتُ الموتَ فى جانب الكبر
وأكــرمُ مــن ذلّ الســؤالِ معـزَّةٌ
أتيـهُ بهـا أثناءَ سيرى الى قبرى
سأشــربها خمــراً وأعلــم أنهـا
لآخـر شـربى فـى الحياة من الخمر
سـقيتُكها مثـل الـتى قـد سُقيتَها
غـداةَ تجشـمتَ الـوغَى لأبـى عمـرو
أتطمــعُ فــى ملكـي ودونَ نـواله
نوالُـك فـوق النّطـع حشرجة الصدر
ألا فَخُـذِ الكـأس الـتى ليس بعدها
سـوى غصـَّةٍ بيـن الـترائب والنحر
أتـذكر إِذ بتنَـا يتـامى نوادبـا
ووجهُـك موفـورُ البشاشـة والبشـرِ
إذا كنـتَ ضـرغامَ العـراق بأسـره
فمـا يفعـلُ الضرغامُ فى شرَكِ الأسر
لئن ذقـتَ خمـراً أنت تدري بطمعها
فذق خمرةَ الموتالتى لم تكن تدري
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.