
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـو السيفُ حتى يعرفَ اللهَ جاهلُه
ويعذرَ جيشَ الله فى الحرب عاذلُه
سـلامٌ صـلاحَ الـدين والجيـشُ مائج
وعزمُــك مجريــه وسـيفُك سـاحله
رميـتَ بـه فـى جفـنِ كـل تنوفـةٍ
فمـا رقـدت حـتى اطمأنت رواحله
كتـائبُ هاجَتهـا الحروبُ فلم تُرح
لهـا مقربـاً حـتى تحلَّـت عواطله
بنتهـا يـدُ اللـه الذى لا بناؤه
مهدمـــةٌ أســـواره ومعـــاقله
صــدعتَ حيَـازيمَ الزمـان بحـدِّها
فــدانت لهـا أقيـالهُ وعيـاهله
كتبـتَ تواريـخ الفتوحات بالظبى
علـى كـل حصـنٍ لـم تطعك مداخله
وقـائعُ فـى أذنِ الزمـان دويُّهـا
كـم ارتعـدت مـن هـولهنَّ مفاصله
لهـا سـَمَر كالمسك ملءُ فم الدجى
يعطّـر أنفـاسَ الـذى هـو حـامله
فلـو كنـتُ فى أيامك الغُرِّ شاعراً
لنلـتُ مـن الأيـام ما أنا سائله
ولـو عَجمَـت منـى صـفُوفك فارسـاً
لـدمرتُ جيشـا كنـتَ قبلى تنازله
ولـو قيـل من يحمى اللواءَ لربه
فهـا أنـا حاميه وها أنا حامله
أمَـا إنَّ هـذا الفتـح مجـدٌ مؤثَّل
أواخـــره ميمونـــةٌ وأوائلــه
سـلوا قلب ذاك الليث كم هُدَّركنهُ
وكـم أُهرقـت عـن جانبيه وسائله
بـه زورةٌ لا يشـفعُ الـدمعُ عندَها
ولا تعصـمُ الإنسـانَ فيهـا موائله
يـزور بعينيه المنازلَ فى الضحى
بعيـداً قريبـاً مـا تُزار منازله
يصـاحُ بـه لا تخـطُ بـالجيشِ خطوةً
فجيــش صــلاح لا محالــةَ خـاذله
فلا تـأبَ تلـك الكـأسَ إن مذاقها
شـفاءٌ وكـم يشفيك ما أنتَ جاهله
سيشــفيك اخلاص الطـبيب لتنـبرى
اليـه فـإن تسـقم شـفتك ذوابله
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.