
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
التـاجُ والعـرشُ والسـلطانُ والعَلَمُ
قضـَى لـكَ الّلوحُ ما يقضِى به القلم
تجمَّعــت نعـمُ الـدنياً فمـا بِقيـت
فـى الأرضِ للمرتجِـى مـن بعدَها نِعَم
الـى ابن من خفقت فى الشرق رايتهُ
وجـادت الصـيفَ فـى أيـامِه الـديَم
اليـك يـا مَـن اذا مـا كدتُ أذكره
كـادت علـيَّ المعـانِى فيـه تزدَحـم
تيمنـت مصـرُ لمـا قِيـلَ أنـتَ لهـا
يـا خيرَ من ملكُوا فيها ومن حكمُوا
قـد كنـتَ سـلطانَها مـن غير توليةٍ
وإنّمـا الركـنُ أرجَـى وهـو مسـتَلم
لئن عبســتَ لمــا ودَّعـتَ مـن زمـنٍ
فـأنتَ فيهـا لمـا اسـتقبلتَ تبتسمُ
فلا يضـــيركَ إن جلـــت حوادثُهــا
فانّمـا البـدرُ تِعلِـى قـدرَه الظلم
حملـتَ عـبئاً تنـوءُ الراسـياتُ بـه
وتنحنِــى هيبـةً مـن ذكـره القِمـم
كــم قـادَ جـدُّكَ فيهـا جحفلاً لجبـاً
مثـلَ الـدجى فـى محيط الأفق يلتطم
محــرِّراً أهلَهــا مِــن جــاهليَّتهم
ودائبـاً تشـتكى اسـتمرارَه الهمـم
مـدعِّماً عرشـَها فـوق السـماكِ لكـم
هـذا هـو العـرشُ بـل هـذا الـدَّعم
ان المماليـكَ لـم نـترك بها سَبَداً
حـتى زقَـا فـى يديه الصارُم الخذم
وخـطَّ فـى القلعـةِ العلياءِ حاضرُهم
إنَّ الــذين نُرجّــى عـدلَهم ظلمـوا
بنــى محمــدَ لا أودَى بكــم حَــدَث
فـى الحـالتين ولا زلـت بكـم قَـدَم
الملـكُ يـا آل هـذا الـبيت منحصرٌ
فيكــم ومعتصـم مـن غيركـم بكمـو
ثبَّتــه بعــد مـا اهـتزت جـوانبه
وطـاح بالنـاس فـى ملقَـائِه الوَهم
فـانظر الـى مصـرَ كم ضاقت بحادثة
ذَرعـاً وكـم صـَحَّ فى أعضائِها السقم
وكـم مُنًـى أهرقتهـا النـازلات بها
فبــات يًهـرقُ فـى تيَّارهـا النـدَمُ
أرض الألــى حســدت عَلـوٌ منـازلَهم
وودَّ فيهــا السـُّها لـو أنـه قَـرم
لـم نألُ عن مدحهم جهداً اذا ذكروا
مــا دام فينـا لسـانٌ نـاطقٌ وفـم
ولَّــت ســنونَ مئاتٌ لـم يقـم مَلِـكٌ
علــى أريكتهــا الشــماءِ يحتكـم
حـتى اذا مـا أهابوا بالحسين لها
لبَّـــت عُلاه وقــالت قبلَــه نَعَــم
يـا صـاحب الملـكِ انَّ الملكَ موهبةٌ
صـيانُها الشـكرُ أمَّـا حفظُها الذّمم
وإن اولَـى امرىـءٍ بالعدل من خَضعت
لـه الرقـاب ومـن دانـت لـه الأُمم
ليســت ودائعُ هــذا الملـكِ هيّنـةً
علـى الملـوك اذا مـا ردها الحَكَم
يقســيهمُ التــاجُ إِن لاذوا بعزّتـه
الاَّ الكـرام فـان لاذوا بـه رحمِـوا
إِن كـان هـازمَهم عـدلٌ فقـد نُصروا
أو كـان ناصـرَهم ظلـمٌ فقـد هُزِموا
والناس فى العيش ذكرٌ والحياةُ مُنًى
والـذكرُ فى العمر طولٌ والمنى قِسَم
فــانهض بمصــرَ ولا تعبـأ بمنصـرفٍ
عـن العلا نـالَ منـه اليأسُ والسأم
حـقٌ علـى التـاج أن ترقـى رعيَّتُـه
ومـا عليـه اذا لـم ترتـقِ البُهُـم
إنَّ الــذينَ حمونــا بلَّغــوك يـداً
والمســلمون بمــا بُلِّغتَـه علمـوا
مـا كنـتَ تطمـعُ فيها أو تطيقُ لها
دَفعـاً ولكـن أبـى كلتيهمـا الشَّمم
إنَّ الـذين علـت فـى الغرب رايتُهم
مـا زال فـى الشرقِ خفَّاقاً لهم علم
سـيذكر النـاسُ من فى مصرٍ صنائعَهم
ويظهـر الدهرُ بعد اليوم ما كتموا
أقسـمت بـالعلم شـرع العارفين به
لـن يخضـَب السيفَ فى تلك البلادِ دم
ان كـان لا بـدَّ لـى مـن أن تكذبنى
فليــس نـافعَ قـولى عنـدكَ القسـم
أُدعــو لصـالحِه مـن ليـس يسـمعنى
ورب أذنيــن خيــرٌ منهمـا الصـمم
فلا يلــذ بــكَ صـمتٌ إِن دعتـكَ علاً
الصــمتُ سـِيَّان إِن خُـوطبتَ والبَكـمُ
وليـس أقتـلُ للنفـسِ الجريحـة مـن
صـبرِ السـليم علـى مَـن عنـده ألم
فــارعوا كرامـةَ مصـرٍ إِنَّهـا بلـدٌ
فيـه السـكينةُ شـَرعٌ والرِّضـَى ذِمَـم
أولـــى بتفريجهـــا رَبٌّ يقــدِّرها
فالعبـد مهمـا أصـاب الظـنَّ متَّهـم
يـا جـامعَ البيتِ هل جمَّعتَ شملَ فتى
اذا تعهَّـــدتَه بـــالعطف يلــتئم
صرفتُ للشِعر نفسى بعدما ما انصرفت
عنــه وطـاوعنى فـى مـدحِك القلـم
فــإِن تـذكَّرتُ أيـامى الـتي سـلفت
كـادت دمـوعَى فـى الأشـعارِ تنتظـم
فـانظر الـى زمرة ضاق الزمانُ بها
وهـل يضـيقُ بهـا فـى عهـدكَ الكرم
لا زال عـرشُ أبـى الأشـبالِ معتصـماً
مـن الليـالى ووجـهُ الملـكِ مبتسم
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.