
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمــرٌ عــن العـرش مـاضٍ لا مـردَّ لـه
بــه أمرتكمُــو يــا أهــل أمصـارى
لا تبتغُــوا منــه بُـدًّا فهـو لاحقكُـم
وتلـــك أقضــيتى كــانت وأقــدارى
مـدُّوا الـى الشـمس من بنيانكم سبباً
يُفضـِى الـى الخلـد إفضاءَ ابن أدهار
وابنُوا على الشاطىء الغربيِّ لى هرماً
يقـــصُّ بعــدى أحــاديثى وأخبــارى
ان الملـــوكَ اذا دالــت ممــالكهم
لـــن يــذكروا بعــدها الاَّ بآثــار
مــولاى قومــك قـد أدلـوا بطـاعتهم
الــى أغــرَّ رهيــفِ الســيفِ مِغـوار
دانــوا عبوديــة واستصـغروا ضـَرَعاً
لمــا عرضـتَ لهـم فـى عـزَّة البـارى
إنَّـــا أطعنَـــا وإن بنَّيتنــا جَبَلاً
وليـسَ فـى طاعـةِ المعبـود مـن عـار
لــولا نخــافُ علـى ذكـراك بعـدَ غـدٍ
إن قيــل هــذا لَعمــرِى صـنع جبـار
لا تكــثروا جَــدَلاً فيمــا أمـرتُ بـه
أو تســتريحَ مــن الآمــال أوطــارى
وأيـم أيـبيس إِن لـم تنهجـوا سـبلى
لــم أبــق فـى أرضـكم داراً لـديَّار
بـل أبتنـى دونَ أحجـارِ الجبـال بكم
صــَرحا وأضــرمُ فـى أحيـائكم نـارى
وأحبــسُ النيــلَ عـن مصـرٍ وأجعلُهـا
مــن بعـدكم شـعلةً للطـارق السـارى
مــولاى قـل لميـاه النيـل تنضـب أو
تجــف فالصــَّخرُ عــن شــرقيِّها هـار
أوهــب صـخورَ الجبـال الشـمِ أجنحـةً
تنهـض الـى منـفَ فـى أشـكال أطيـار
نعـم وحسـبى اذا مـا شـئتُ قلـتُ لها
طيـرى أنضـبى تلـك أجبـالى وأنهارى
أمُّــوا نـواحى منـفٍ واجعلـوا لكمـو
جزيـــــرةً وأحيطوهــــا بزخَّــــار
ووصــّلوه بمــاء النيــل وانبعثُـوا
فـــى أيَّمـــا لجــةٍ منــه وتيَّــار
وارموا الصخور على الأخشاب والتمسوا
لهــا سـبيلاً بهـذا الطافـح الجـاري
أمرتكـم فـأقيموا فـى الصـفا حُجُـرا
تبقـــى حوائطهــا صــحفاً لأســراري
وصــوِّرُوا جــبروتَ الملـك فـى سـِمَتى
وأوزريــس إِلــه النيــل فـى جـاري
والسـبعةَ الشـهبَ تجـري فـي مسابحها
والليــل يلمــع كــالمطليِّ بالقـار
لا يبـقَ فـى العلـمِ معنـىً لا يحيطُ به
رمــزٌ ولا يخــف طِلَســمٌ علــى قـاري
يـا آل مصـر اطمئنـوا فـى منـازِلكم
إِنـــى أوجّـــهُ للأشـــرار إنــذاري
أمــا كيــوبس فحسـب الـدهر محكمـةً
تقضــِى وتأخــذُ للمظلــوم بالثــار
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.