
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـاديتُ شـَعباً بـوادى النيل لو سمعَا
وجئتُ مستشــفعاً بالشــعر لـو شـفعَا
يـا سـاكنى مِصـرَ حيَّـا اللـهُ جيرتكم
ردُّوا فآخــذَ فـى التّسـيار أو أدعـا
يقـول لـى النـاس قد أحسنتَ قلت أجل
أحسـنتُ لـو كـان شـعري بينكـم نفعا
لا أبتغـى المَـدحَ فـى مصـرٍ على أدبى
وإِنمـــا ابتغــى أَن نشــرئب مَعَــا
مـا الأمـرُ أن تُعجبوا بى شاعراً فاذا
طـال المـدى عـدتمو فـى أمركم شِيَعا
كــم بــتُّ آسـُو جراحـاً قلمـا بـرئت
وكـــم وصـــَفتُ دواءً قلمــا نجعــا
كــم يـائس قـالَ لا أسـعى الـى أمـلٍ
فــالمرء تُفقــده الآمـالُ مـا جَمَعَـا
فقــل لــه إِننـى نعـم الضـمين لـه
بمـــا يؤمــل إِن أرشــدتُ فاتبعــا
يـا قـومُ كـم مصـبح وسـنانَ فـى تَرَفٍ
والمــوت ممــسٍ علـى الآجـالِ مطَّلِعـا
يـا قـومُ لاَ تركبـوا مـن وهمكم أملاً
مـن يركـب الـوهم فـى آمـاله وقعَـأ
جفـوتم النيـل فـي البطحاء وهو على
جفــائكم كلمــا أستســقيتمو ترعـا
خصــبٌ ترعــرع فيـه العـودُ ذا غُـررٍ
محجَّــلَ الســاق لــو نـاديتَه لسـعى
يـا قـائمين بـأمر النيـل لا تـذروا
ســبيل مصـرَ الـى العليـاء منقطعـا
إِنَّـا انتخبنـاكمو يـا قومُ فاستبقوا
إِن الشـُّجاع اذا مـا اسـتُنِجد ادَّرعـا
مــن كـلّ غضـبان كالرئبـالِ معترِكـاً
إِن صــارعوه علــى أشــبالهِ صــَرَعا
فـــــأطلقوا قِطـــــعَ الأقلامِ واردةً
فإنهـــا تبصــرُ الميــدان متَّســِعا
وحــرروا لغــةَ القــرآن واعتصـموا
بالـدِّينِ فـى كـل أمـر يُـوجب الفَزَعا
وعلمــوا فقــراءَ الشـعبِ واغتنمـوا
أجـر اليـتيم اذا مـا لـونه امتقعا
كــم مـن فقيـر غبـارُ العسـرِ جلَّلـه
حـــتى اذا نفَضـــته يُســرةٌ بَرَعــا
يــا راقـدين أطـالَ الليـلُ غفلَتهـم
أَلاَ افيقــوا فـإنَّ الصـبحَ قـد طلعـا
واسـعَوا الـى شرفاتِ المجد أو تصلوا
إِن الهلال اذا رام التمـــام ســـعى
زقـا صـدى مـن قبـور السـالفين فهل
دوَّى فـــذكَّر منكــم ناســياً فــوعى
لــم يبــقَ إِرثٌ سـوى أخلاقهـم فـاذا
ولَّــت غــدونا علــى آثارهـا تبعـا
يســدّد الغــربُ خطَـوَ المعجـزات ولا
يقلِّــدُ الشــرقُ إِلاَّ اللهـوَ والبِـدعا
إِن قــام يشــرع فــى محمـودةٍ رجـلٌ
فحســـبه مــن تمــام أنــه شــرعا
جربتمــو أن تكونــوا قـانِعِين بمـا
رُزقتمـــوه فهــل جرَّبتــم الطمعــا
ليـتَ الرئيـسَ الـذى استرضوا رياسته
إِن شـدَّ بالنـاس رحـل المجد لن يضعا
فـأذكر لهـا الفضل داراً أبلغتك بها
أفـقَ الرياسـة واسـهر إن فـتى هجعا
واشــدد يــديك بسـعد والتفـت تـره
نعــمَ الشـِّهابُ اذا اسـتهديته سـطعا
رأيتُـــهُ فرأيـــتُ الــروضَ متَّســعاً
والــدهر مســتمِعاً والخَلـقَ مجتمِعَـا
ليــتَ الغَمـامَ الـذى أمسـى يظلّلنـا
مـن لفحـةِ الحَـرِّ إشـفاقاً بنـا همعا
ليـتَ الليـالى التى طاح الزمان بها
تلـوى ويلـتئم الشـمل الـذى انصدعا
قالوا لىَ الصمت قلتُ القولَ فارتعدوا
خوفـاً علـىَّ ومـا صـمتُ امرىـءٍ جَزِعـا
وأبلغـونى أمـوراً مـا اقتنعـتُ بهـا
حــتى اذا عــثرت بـى عـدت مقتنعـا
أأشـتكى الجـوع فـى مـائى وفى شجرى
ويشــتكى ظـالمى فـى ظلهـا الشـِّبعا
مـا أضـيعَ المرء فى دار اذا استبقت
فيهــا الغيــوث ورجـى جرعـة مُنِعَـا
وكيـــفَ أحيــا بــوادٍ جــوُّه كــدرٌ
لـو يبعـثُ اللـه فيه البرقَ ما لمعا
وكيــفَ أشــكو وأرضُ اللــه واســعَةٌ
وكــل حــيٍّ قطيــنٌ حيثمــا انتفعـا
قربـــاً وإِلا فـــإنى طـــائرٌ غَــرِدٌ
إِن يــدَّكر وكــرَه فــي بعـده سـَجَعا
يَفنَــى الوجــودُ وتبقـى كـلُّ صـالحةٍ
والمـرءُ فـى صـُحُفِ التاريـخِ ما صنعا
عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني المصري.شاعر، قارب النبوغ وحالت منيته دونه.ولد في قرية (فيشا) من دمنهور (بمصر) والتحق بالمدرسة العسكرية.ثم توظف بالسودان، واستقال، وكانت له في أواخر أيامه حظوة عند الملك أحمد فؤاد حتى دعي شاعره، وتوفى بالقاهرة.له (ديوان شعر-ط) ثلاثة أجزاء صغيرة، و(الرحلة السلطانية-ط) جزآن.