
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نفحـوا البـوقَ ونادوا بالثُّبور
وامتَطَـت فرسانُنا الخَيلَ الجياد
فَتَعـالي قبلَمـا تُرخَـى السـتور
زَوّدينــي قُبلَــةً حَتّـى المَعـاد
واسـمعي فالخَيـلُ ضـَجّت بالصّهيل
وَصــَليلُ الســيفِ إعلانُ النـزال
وَدّعينــي ربّمــا عَــزّ السـبيل
لِرُجــوعي مِـن ميَـادين القِتَـال
وإذا مـا جَنّـكِ الليـلُ الطويـل
أو تَـرَاءَى لكِ في النّومِ الخيال
فـاذكُريني عنـدَ هاتيـكَ الصّخور
حيـثُ كـان الحبّ يا نعمَ الوساد
حيثمــا كُنّــا وللـدّنيا شـُعور
نَبَعَـثُ الطـرفَ بهاتِيـكَ الوهـاد
هــوذا الجيـش تغنـى بالنشـيد
هاتفـاً هيّـا بنـا حـامي العلم
وأنـا قطـب الرجـا بيت القصيد
إن تراخـت همّـتي الجيـش انهزم
فــدعيني أقحــم الحــرب سـعي
وهــبيني نظــرة تنفـي السـأم
وإذا منّـــيَ وافتـــك ســـطور
ودواعـي الحـبِّ تسـتدعي المداد
فـاذكريني عنـد هاتيـك الصخور
إنمـا الـذكرى لقلـبي خير زاد
كفكفـي الـدمعَ فما هذا الشّحوب
فـي مُحَيّـاً كـان لا يدري السَّقام
لا تَفـولي عَجَبـاً تَلقـى الحـرُوب
بِفُــؤادٍ مـا درَى غَيـرَ الغَـرَام
هـيَ دنيـا والشـقَا فِيهـا ضروب
لَيـــسَ للــدّنيَا ودادٌ وذِمــام
لم يَفُر فيها سِوَى القلب الجسور
ذلـكَ القلـب الّـذي نَالَ المُرَاد
فـاذكريني عنـد هاتيـك الصّخور
فأنـا مـاضٍ فَقَـد نَـادَى المُنَاد
عنــدما يُســمَعُ للرّعــدِ هَـدير
وبــبرقِ المَـوتِ يَنشـَقّ الغُبَـار
حيثمـا الأبطـالُ تمشـي في سَعير
نـار حـربٍ والـدُّجى يُمسـي نهار
لــكِ ذكـرٌ فـي فُـؤادي أسـتعِير
منـه عَزمـاً قَصـرَت عنـهُ الشّفار
فابشـري لا بـد مـن يوم السرور
عنـد عـودي مرجعـاً ذاك الفؤاد
واذكرينـي عنـد هاتيـكَ الصّخُور
كلّمــا هَبّــت نُســَيماتٌ بِــوَاد
أنــا مــاضٍ مـعَ أبطـالٍ كُمـاة
كَأُسـودٍ فـي الـوَغَى نَلقَى العِدى
قَــد خُلِقنَـا لِظُهـورِ الصـّافنات
لا نهـابُ المَـوتَ أو نخشى الرّدى
فَعَلامَ العَبَــــراتُ الهــــاطِلات
خَفّفــي الـرّوعَ ومُـدّي لـي يَـدا
واصـبري فالصـبرُ مفتـاح الأمور
يُبلـغ المَـرءَ إِلـى سُبلِ الرّشاد
واذكُرينـي عنـد هاتيـكَ الصّخور
إن تمـادى فـي لياليـكِ السـّها
واحفَظـي الدَّمعَ إذا طالَ الغِيَاب
وَتَرَامَــت بــي صــُرُوفُ الزّمَــنِ
وانتَهَـى الأمـرُ وقَـد عَـزّ الإياب
فــاعلمي أنــي شــَهِيدُ الـوَطَنِ
مَــزّقَ الأعـداءُ جسـمي بـالحِرَاب
وَمَشــَت أســيَافُهُم فــي بَــدَني
فـاذكريني عنـد هاتيـكَ الصّخُور
تحــتَ ظِـلٍّ فَـوقَهُ غـرسُ الـوداد
واحسـبيني صـرتُ من أهلِ القبور
وانـدبيني والبسـي ثوبَ الحِداد
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.