
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي ذمّـةِ اللـهِ الغَفُـورِ
زَمَـنُ الصـّبابَة والسـّرُورِ
اللــه يــا قَلَمـي وَكَـم
حَــدّثتَني عنــد الغَـديرِ
وَالمَـاءُ يُسـرِعُ في التدفّ
قِ بيــنَ هاتيـكَ الصـّخورِ
فـي الرّوضـَةِ الغَنّـاء حَي
ثُ تضـُوعُ انفـاس الزّهـورِ
وَالشــمس تنظُـرُ مـن خِلا
لِ غصـُونها نظـرَ الغَيـورِ
للـــهِ هَاتِيــكَ الغُصــُو
نُ يهُزّهــا نَغَـمُ الخريـرِ
أيّـــامَ كــانت مُشــرِقَا
تِ الـوَجهِ حاليَـةَ النحورِ
تلـكَ الليـالي المُسـبِلا
ت سـتورَها مثـل الشـعورِ
نرعـى بهـا زُهـرَ النجـو
مِ السـابحاتِ مدى الدهورِ
مُنَصــــّتَينِ لرَنّــــةَِ ال
افلاك فـــي أوجِ الأثيــرِ
كـم جـدتُ فـي نظم القري
ضِ وأنـتَ تسبحُ في البحورِ
تُصـغي الطيـورُ لمـا نقُو
لُ كــأنّه لغَــةُ الطيـورِ
حــتى إذا شــطّ المَــزَا
رُ بهـذه الـدنيا الغَرُورِ
دارت علــــيّ صـــُروفها
فرَأيــتُ مُنقَلَــبَ الأمـورِ
وصــَبرتُ حــتى قِيـلَ لـي
للــهِ دَرُّكَ مــن صــَبورش
لــو تحمــل الأيّـامُ مَـا
حُمّلــتُ نــادَت بـالثّبُورِ
إنّ الزّمـــانَ إِذا ســطَا
يسـطو علـى حُـرِّ الضـّميرِ
خُلُـقُ الزّمـانِ عـداوَة ال
أحـرَارِ مـن بـدءِ العُصُورِ
هـــل آن بعــث للــوَرَى
أم قـد دنـا وقتُ النشورِ
مــا بـال هـذي الأرض وَا
عَجَـبي تميـدُ لدى المَسيرِ
تَهتَــزّ مـن هـول الحـرُو
بِ ومـن موَاصـَلة الشـرُورِ
فَتَحجّبَــت فيهــا الهِـدا
يـةُ والضـّلالةُ فـي ظهـورِ
ســــِيّان كـــلّ مُتَـــوَّجٍ
فيهــا وصــُعلوكٍ حَقيــرِ
جَيـــشٌ قــديرٌ قَطّــعَ ال
أوصــَالَ مـن جيـشٍ قـديرِ
يتَهــافتُونَ علـى المَنَـأ
يـا كالفَراشـةِ فـوقَ نورِ
ضـَاقَت بهـم تلـك البِطّـا
حُ فحلقـوا مثـل النّسـُورِ
بَينَـا جَهَنّـم فـي البحـو
رِ إذا جَهَنّـم فـي الثغورِ
نُـح يـا يَرَاعـي كيـفَ شئ
تَ فقَـد نشَأتَ على الصريرِ
وابــكِ الــذين تركتَهـم
يتَقَلّبــون علــى ســَعيرِ
مــن كــلّ مرضــِعَةٍ تــصُ
بّ دموعهـا فـوق السـريرِ
لـم يُبـقِ فيها الحزنُ من
رَمَـقٍ سـوَى الرّمـق الأخيرِ
ومُطَــــأطِئينَ رُؤوســـَهُم
خمــص البطـونِ بلا نصـيرِ
عـافوا الحيـاة وأصبَحوا
حســّادَ ســكّان القُبــورِ
مِحَــنٌ تَشــُقّ مـن الجُسـو
مِ قلـوبَهُم قبـل الصـّدورِ
يَتَوَقّعُــــونَ مصــــِيرَهُم
اللــه أعلَــمُ بِالمَصـِيرِ
يـا أيّهـا القَـوم المُها
جــر والبلاد علـى شـَفيرِ
الظــافرُون علـى الزّمـا
نِ الراتعـون على الحريرِ
الشــــاربون كؤوســـهم
فـي ظـلِّ عيشـهِمِ النضـيرِ
لبُّـوا نـداءَ مـن اسـتعا
ن بكـم على الأمرِ العسيرِ
تلــكَ البلاد وَليــتَ شـع
ري كـم بهـا مـن مستَجيرِ
يبغي بها الأترَاكُ ويحَ ال
ظـــالمينَ ذوي الفُجُــورِ
يـا أيهـا العـرب الكرا
مُ وكــلّ ذي قلــب كـبيرِ
لقـد اسـتجارُوا مـا لهم
غيـر المهـاجرِ مـن مجيرِ
أنـا إن عجـزتُ عـن الإغا
ثـة مـا عجزتُ عن الشعورِ
لَبّيتُهُـــم لكـــنّ مِـــن
عينــيّ بِالـدّمعِ الغَزيـرِ
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.