
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خُلِقــتُ ولكــن كـي أمـوت بهـا حُبّـا
لِــذاكَ تَرَانــي مُسـتَهاماً بِهَـا صـَبّا
وإنــي مَشــُوقٌ كُلّمــا شــابَ رأســهُ
بحُــبِّ الــتي يشــتاقُهَا كُلّمـا شـَبّا
إِذا مَلأت دَهـــري الخُطـــوبُ فإنّهَــا
لَتَلقـى بِصـَدري الرّحـبِ مُستَودَعاً رَحبَا
يُصــــَاحِبُني صــــَبرٌ أُكَتِّمُــــهُ إِذا
لَــدى نُــوَبِ الأيّــامِ نــادَيتُهُ لَبّـى
فمـا أنـا ممّـن إِن ترَامَـت بِهِ النّوَى
تَرَوّعــهُ الــدّنيَا ولَــو مُلئَت رُعبَـا
ولكــنّ لــي فـي سـَفحِ صـِنّينَ مَوطِنـاً
إِذا مَــا ذكَــرتُ الأهـلَ فِيـهِ فَـإنّني
لَـدى ذِكرِهـم أسـتمطِرُ الـدمعَ منصـَبّا
أُعلَلّـــلُ نفســي إن ســئِمتُ بِعَــودَةٍ
وَلكِنّهــا الأيّــام تَبّــاً لهــا تَبّـا
فَلِلّـــهِ هاتِيــكَ الرّبــى وربوعهــا
فـإنيَ قَـد ضـَيّعتُ فـي تربهـا القَلبَا
وَيــا حَبّــذا ذاكَ النّســِيمُ فــإنّني
لَيُنعِشـــُني ذاكَ النّســِيمُ إِذا هَبّــا
تَنـادَوا بدسـتُورٍ وقالوا لَنَا انظُرُوا
فإنّـا طَرَدنـا الفَقـرَ عَنكُـمُ والجدبا
ولاحَ لَنَــا بَــرقٌ علـى البعـدِ ضـاحِكٌ
فَخِلنَـا بـأن قَـد صـَارَ يابِسـُنَا رَطَبَا
ومــا كــان إِلاّ خُلّبـاً أضـحَكَ الفَضـَا
وخَلّــفَ قَومـاً نـادبينَ المُنَـى نَـدبَا
وَرَاحَ المُنــادى فِيــهٍِ يومــاً كَـأنّهُ
صــِيَاحٌ بِقِيعـانٍ إِلـى أن قضـى نحبَـأ
عَلـى مَهَـلٍ يـا دولَـةَ التُّـركِ واسمعي
فـإني بقـولِ الحـقّ لـم أرتكِـب ذَنبَا
مشـى العِلـمً فـي شـرق البلادِ وَغَربِهَا
ولكــن بتركِيــا لقـد ضـَيّعَ الـدّربَا
فمــا تَنفَــعُ الأحــزَابُ وهـيَ كَـثيرَةٌ
إِذا كـانت الأحـزابُ لا تَنفَـعُ الشـّعبَا
يَقُولــونَ إِنّ التُّــركَ أُســدٌ أشــَاوِسٌ
كمــاةُ الــتركِ كـانوا لـدى الـوَغَى
ولم يدفعوا البلغارَ عنهُم ولا السّربَا
فمــا هُــوَ إِلاّ الجهــلُ مــدّ بسـاطهُ
عليهــم وأرخــى مـن غَيـاهِبِهَِ حُجبَـا
ألا لا أرانــا اللــهُ عَــوداً لِدَولَـةٍ
نكــونُ لهـا أسـرَى وأموالُنَـا نُهـبى
ألَسـنَا الأولـى عَـافوا الحَيَاةَ بِظِلّهَا
وجـابوا بلادَ الله واستَوطَنوا الغَربَا
فَكَـم مـن شـريدٍ طـافَ فـي كـلّ بقعـةٍ
مـن الأرضِ حـتى كـاد يكتشـف القطبَـا
وَرُبّ جَهُـــولٍ هـــاجَ فيـــهِ تَعَصـــّبٌ
فَأعمــاهُ واغتَـال البصـيرَةَ واللُّبَـا
يُنــادي جهـاد الـدين جَهلاً ومـا درَى
مُنَــاداتهُ للــدين مذمومـة العُقـبى
لِيَعلَـم أليـفُ الطيشِ يوماً إذا اهتدى
بــأنّ أُسـودَ الغـابِ لا تَرهَـبُ الضـّبَا
إذا كـــانَ إنســـانٌ يَغَــصّ بِريقِــهِ
فَكيــفَ بِمــوجِ البَحــرِ يشـرَبُه غَبّـا
ســَلامٌ عَلــى بـاريس والرّوضـَةِ الّـتي
ينابِيعُهـا أضـحَت لَنَـا مَـورِداً عَـذبَا
ســلامٌ لأهــلِ العِلــمِ فيهــا فـإنّهُم
لَـدى كُـرَبِ الأيّـامِ كـم فَرّجـوا كربـا
ســـَلامٌ لِنـــابوليونَ وَهــوَ بِقَــبرِهِ
فـتى الحربِ مَن قد رام يفتَتح الشُّهبا
ســـَلامٌ عَلـــى رَبّ الحُـــروبِ فَــإنّهُ
إِلـى حَـدّ هـذا اليَـومِ يدعى لها رَبّا
ســَلامٌ عَلــى الأحـرَار فـي كـلّ موقـفٍ
بِــهِ أُنشــِدُ الأشـعَارَ مُمتَـدِحاً عُربـا
إذا مــا ذوَى دوحُ القريــضِ ســَقَيتُهُ
لُعَـابَ يَـرَاعٍ تـاهَ فـي مـدحِهم عُجبَـا
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.