
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انظـر إلـى الـدهرِ كيفَ ينقلبُ
وقــاهِر الــترك كيـفَ ينغلِـبُ
واعجَـب لمَـن قـاد للوَغى أُسُداً
تنقَــضّ فيهــا كَأنهــا شــُهُبُ
كيــفَ غــدَت تنثَنــي عزَائمـهُ
وَصــَارَ أمضــى ســلاحهِ الهـرَبُ
المُمتَطـي الخَيـلَ وهـيَ سـابِحَةٌ
فـي بحـر حـربٍ عُبـابهُ اللّهـب
كَــأنّهُ لــم يَطَــأ مَنَاكِبَهضـا
وحــولهُ الجيــشُ وهـوَ مختَضـِبُ
ولــم تصــُدّ المَنــون هاجمَـةً
كَتـــائِب كـــالبُحورِ تضــطَرِبُ
إنَ الألــى خَــرّتِ العـدى لهـمُ
فـي الحـربِ أمسوا ينوشهم حَرَبُ
مــا شـاعَ ذكـرٌ لهـم بمكرُمَـةٍ
حـــتى تَلاشـــى كَــأنّهُ كَــذِبُ
قــد كَرّمَتهُــم بطيّهــا كُتُــبٌ
وقَبّحَتهُـــم بطيّهـــا الكُتُــبُ
مَـن مُبلِـغُ القَوم بعدما طمعوا
بــأنّهم مثلَمـا أتـوا ذهَبُـوا
يــا يــومَ فَتـحٍ لهُـم بأرنَـةٍ
لَــهُ وَطيـسٌ ذابَـت بِـهِ القُضـُبَ
فــي وقعَــةٍ والكمـاةُ عاكِفَـةٌ
حَـولَ المَنايـا تخونهـا الرّكَبُ
لمّـا انجَلَـت فـوقَهُم بيـارقُهُم
والنصـرُ مسـتَوطِنٌ بهـا طربـوا
أمســوا سـَكارَى بخمـرِ فَتحِهِـمِ
كَــأنّهم للمُــدامِ قـد شـربوا
لـم يَنفَـعِ التركَ ما بَنَوهُ وقد
تَحَصــّنوا بــالقِلاعِ واحتَجَبـوا
ظَنّــوا حُصــُوناً لهـم تصـُونهمُ
فكـانَ ذا الفَتحُ فوق ما حَسبوا
قُـل لِلأُلـى قد صَفا الزّمانُ لهم
فـأوغلوا فـي البلاد واغتَصَبوا
بـل زَعمـوا أنهـا تَـدومُ لهُـم
فسـوقَ يـدري الوَرَى بأن كذبوا
فالرّوس في الأرض إن مشوا فِرَقاً
تميــدُ مــن بطشــهم وترتعِـبُ
وطالمـا قـد رَعـوا لهـم ذمَماً
واليــومَ يحمـونهم كمـا يَجِـبُ
يـا قـائدَ الجيـشِ تحـتَ ألوِيَة
تُعــزَى لأســد الشـرَى وتنتَسـِبُ
وطــالِب المَجـدِ يبتَغـي رُتَبـاً
لمّــا عَلاهـا هَـوَت بـهِ الرّتـبُ
هـــذا زمــانٌ وصــفوُه كَــدرٌ
وهــيَ الليـالي وصـرفُها عَجـبُ
وَرُبّ نـــاءٍ تـــرَاهُ مُبتَســِماً
يُرَاقِــبُ النجــمَ وهــوَ مُكتَئِبُ
يبكـي علـى مـوطِنٍ غَـدا أبَـداً
يُبكــي علــى حــالِهِ ويَنتَحِـبُ
وفكــرَةٍ تنظــمُ القَريـضَ وَلَـو
سـَطَت عَلَيهـا الهُمـومُ والكـرَبُ
لا شـاعَ شـعري بما احتوَى دُرَراً
ولا تبـــاهَت بنظمــيَ العــربُ
وشــلّ زنـدٌ قـد انتضـى قَلَمـاً
منــهُ يَســيلُ القريــضُ والأدبُ
إن لـم أصـغ مـن قصائدي قُضُباً
تهتَــزّ منهـا العِـدى وترتَهِـبُ
فَلَســتُ ممّــن صـبا إِلـى رُتَـبٍ
ولســتُ ممــن يغُــرّهُ الــذّهَبُ
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.