
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِلـى أيِّ حيـنٍ أُرسـِلُ الشّعرَ شاكِيَا
وَحـتى مَتى أرعَى النّجُومَ الدّرَارِيَا
وَتطلُـبُ نفسـي مـن زَمـاني صـَداقةً
وَهَيهــاتِ أن تَلقَــاهُ إِلاّ مُعَادِيـا
تَحُـطّ الرّزايـا رَحلَهَـا عِنـدَ خَافِقٍ
بِســَفحِ ضــُلوعٍ ســاكِنَاتٍ شـمالِيَا
وتمشي عَلى إِثرِ اللّيالي التي غَدَت
بصــَدري دَلِيلات الرّزَايـا هَوَادِيَـا
أُزَحـزِحُ قُطـبَ النّفـسِ عـن مُسـتَقَرّهِ
وأدمـي فُـؤادي إن بَعَثتُ القَوَافِيَا
أذلــك ذَنــبي يَـا زَمَـانٌ بِـأنّني
قَضـَيتُ مَشـيبي فـي الوَفا وَشَبابِيَا
ولــي حَســَنَاتٌ يـا زَمَـانُ كَـثيرَةٌ
فَمــا لَـكَ تَرويهَـا عَلَـيّ مَسـاوِيَا
خُلِقـتُ ولـي نَفـسٌ تجُولُ لَدى العُلى
وَلَـو كـانَ فَـوقَ الأرضِ جسميَ ماشِيَا
فَمَهمـا تَرَامَـت بـي يـداكَ فـإنّني
عَلى الرّغمِ لم أبرَح أشِيدُ الأمانِيَا
عَلــى أنهــا دنيَـا لكُـلِّ زَمَـانُهُ
ولا بُـدّ فـي دُنيَـايَ ألقـى زَمانِيَا
فَلا تحســبوا أنــي أُصــِبتُ بِجنّـةٍ
إِذا جَنّنــي لَيلــي وَبِـتُّ مُنَاجِيَـا
فــذلك دأبــي مُـذ دبَبـتُ وشـِيمَةٌ
شــَبَبتُ عَلَيهــا إن ذكـرتُ بِلاديـا
مغـانٍ شـَدَوتُ الأمـس حُبّـاً بـذكرِها
فأصبَحتُ أبكي اليَومَ تلكَ المَغانِيَا
أنـاخَت عَوَادي الدَّهرِ فيها رحالها
غَــداةَ تعَـدّت طَودَهَـا والرّوَابِيَـا
أُعَلّــلُ نَفســي بِــالقَوافيَ تـاَرَةً
وَطَـوراً تَرَانـي شَاخِصَ الطرف ساهِيَا
أحُـثّ مَطَايـا الفِكـرِ نحـوَ ديارِهم
غَــداةَ سـَطَا دَهـري فَقَـصّ جَنَاحِيَـا
وَأذكُــر أوطَــاني وللعيـنِ أدمُـعٌ
وفـي القَلـبِ نـارٌ إن تذكّرتُ آلِيَا
ألا لَيــتَ شـِعري هَـل غَـديرٌ أُحِبّـهُ
تعلَّمـتُ منـهُ النّوحَ ما زالَ جارِيَا
وهـل ذلـكَ الـوادي الـذي بِشمالِهِ
ترَعرَعـتُ حُـرّاً يـذكُرُ اليوم نائِيَا
وَهـل نَسـَماتٌ عِنـد صـِنّينَ لـم تَزَل
مهينمَـةً تـدري بحـالي ومـا بِيَـا
وَيــا نبعَــهُ هَلاّ لقَلــبي جرعَــةٌ
مـن المَـاءِ أحسوها فتحيي فُؤاديَا
فللـهِ عَيشـي فيـه كَـم كان مخصباً
وللـهِ عَيشـي فِيـهِ كَـم كانَ حالِيَا
أُقَلّــبُ طَرفـي فـي محِيطـي فَلا أرَى
مـنَ القَـومِ إِلاّ خـاليَ البالِ لاهِيَا
رُوَيـدكُمُ يـا قَـومُ فالجوعُ قد سَطَا
وعَـمّ فـأعمى النّائِحـاتِ البَوَاكِيَا
رُوَيـدكُمُ يـا قَـومُ فـالوَطَنُ الّـذى
تـدَفّقَ مِنـهُ الخَيـرُ قد صارَ خالِيَا
كَـأني بِسـوريا وَقَـد طَـالَ عَهـدُها
عَلـى مَضـَضِ الأَيّـامِ تخشـى التّلاشِيَا
كَـأني بِلُبنَـان وَقَـد نَطَـحَ السـُّهَى
وَعَينَـاهُ تجتـازُ البُحُورَ الطّوَامِيا
يَشــقّ عَلَيــهِ أن يَـرَى كُـلّ نـازِحٍ
ســَقاهُ زُلالاً يُنكـرُ اليـوم سـاقِيَا
هنالــكَ خلـف البَحـرِ أرضٌ بعيـدةٌ
أُديــرُ إِلَيهـا كُـلّ حيـنٍ لحاظِيَـا
أفَكّـرُ فـي مـا قد غَشاها مِنَ الأسى
فَـأثني عنـانَ الفِكـرِ جَذلانَ باكِيَا
لِعِلمــيَ أن لا بُــدّ للقَمَـرِ الّـذي
عَـرَاهُ خسـوفٌ أن يُنيـرَ الـدّياجِيَا
فَكَـم نَكبَـةٍ كانت سَبِيلاً إِلى العُلى
وكَـم يستطيبُ الماء مَن كان صَاديا
نَـذُمّ الـدواهِي إن دهتنَـا ورُبّمَـا
إذا رَحَلَـت عَنّـا مَـدَحنا الدّواهِيا
فمـا هِـيَ إِلاّ كـالغيومِ إذا انجَلَت
تُخَلّـفُ جَـوّاً مشـرِقَ الـوَجهِ صـَافِيَا
رشيد أيوب.شاعر لبناني، اشتهر في (المهجر) الأميركي، ولد في سبكتنا (من قرى لبنان) ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، واستمر إلى أن توفي، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر.له: (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و(أغاني الدرويش - ط) نشره سنة 1928، و(هي الدنيا - ط) سنة 1939.