
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هِـيَ فُرقَـةٌ مِـن صـاحِبٍ لَكَ ماجِدِ
فَغَـداً إِذابَـةُ كُـلِّ دَمـعٍ جامِـدِ
فَـاِفزَع إِلى ذُخرِ الشُؤونِ وَغَربِهِ
فَالـدَمعُ يُذهِبُ بَعضَ جَهدِ الجاهِدِ
وَإِذا فَقَـدتَ أَخـاً وَلَم تَفقِد لَهُ
دَمعـاً وَلا صـَبراً فَلَسـتَ بِفاقِـدِ
أَعَلِيُّ يا بنَ الجَهمِ إِنَّكَ دُفتَ لي
سـَمّاً وَخَمـراً في الزُلالِ البارِدِ
لا تَبعَـدَن أَبَـداً وَلا تَبعُـد فَما
أَخلاقُـكَ الخُضـرُ الرُبـا بِأَباعِدِ
إِن يُكـدُ مُطَّـرَفُ الإِخـاءِ فَإِنَّنـا
نَغـدو وَنَسـري فـي إِخـاءٍ تالِدِ
أَو يَختَلِـف ماءُ الوِصالِ فَماؤُنا
عَــذبٌ تَحَـدَّرَ مِـن غَمـامٍ واحِـدِ
أَو يَفتَـرِق نَسـَبٌ يُؤَلِّـفُ بَينَنـا
أَدَبٌ أَقَمنــاهُ مُقــامَ الوالِـدِ
لَـو كُنـتَ طَرفاً كُنتَ غَيرَ مُدافَعٍ
لِلأَشــقَرِ الجَعــدِيِّ أَو لِلـذائِدِ
أَو قَــدَّمَتكَ السـِنُّ خِلـتُ بِـأَنَّهُ
مِـن لَفظِـكَ اِشـتُقَّت بَلاغَـةُ خالِدِ
أَو كُنـتُ يَومـاً بِالنُجومِ مُصَدِّقاً
لَزَعَمـتُ أَنَّـكَ أَنـتَ بِكـرُ عُطارِدِ
صـَعبٌ فَـإِن سـومِحتَ كُنتَ مُسامِحاً
سَلِسـاً جَريـرُكَ في يَمينِ القائِدِ
أُلبِسـتَ فَـوقَ بَيـاضِ مَجدِكَ نِعمَةً
بَيضـاءَ حَلَّـت فـي سَوادِ الحاسِدِ
وَمَــوَدَّةً لا زَهَّــدَت فــي راغِـبٍ
يَومـاً وَلا هِـيَ رَغَّبَـت فـي زاهِدِ
غَنّـاءُ لَيـسَ بِمُنكَـرٍ أَن يَغتَـدي
في رَوضِها الراعي أَمامَ الرائِدِ
مـا أَدَّعـي لَـكَ جانِباً مِن سُؤدُدٍ
إِلّا وَأَنــتَ عَلَيـهِ أَعـدَلُ شـاهِدِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.