
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قفـا وانثرا دمعا على الترب أحمرا
وشـقا لعظـم الخطـب أقبيـة الكـرى
ولا تجعلا غيـــر الســـواد ولبســه
شـعاراً لتـذكار المصـاب الـذي جرى
ولا تـألوا جهـدا عـن النوح والطما
صـدوراً بهـا الايمـان أثـرى وأثمرا
ومـا النـوح مجـد في الخطوب وإنما
يخفــف مــن نيرانهــا مـا تسـعرا
ومـا كـل خطـب يخلـق الـدهر حزنـه
وينســخه كــر الجديــدين مــذعرا
ألـم تر يا ما في قلوب أولي التقى
لفقــد وصـي المصـطفى سـيد الـورى
إذا مضــت العشــرون مــن رمضـانه
تصــدّع فيهــا كــل قلــب تــذكرا
مصــاب بــه الإيمــان أضـحى مكبلا
وأمســى بـه الاسـلام منهـدم الـذرى
بضــربة أشـقى الآخريـن ابـن ملجـم
دم الــراس فـوق العارضـين تحـدرا
دم لــو مزجـت البحـر منـه بقطـرة
لأصــبح مســكاً ذلـك البحـر أذفـرا
فيــا رضــبةً أهـوت بضـاربها ومـن
يواليه في الكفر الصريح إلى الثرى
ويـا ضـربة عنهـا الأميـنُ ابـن عمه
بصــادق وحــي اللــه نبـا وخـبرا
فجــاء لهـا ليـث الكتـائب موقنـا
بهـا لـم يشـب إيقانه دونها امترا
ولــم يلتفـت إذ نـاحت الأوز دونـه
ليمضــي أمـراً فـي الكتـاب مقـدرا
هـو الحيـن لكن حكمة الله أشقت ال
مــرادي وخصــّت بالشــهادة حيـدرا
وإلا فمـا قـدر الخـبيث اللعيـن أن
يســاور بــازاً أو يصــاول قسـورا
بسـبق القضـا نـالت يد الكلب هامة
تهــاب شـبا أسـيافها أسـد الشـرى
فــآه علــى صــنو النــبي وصـهره
وثــانيه أيــام التحنـث فـي حـرا
وأعلــم أهـل الأرض بعـد ابـن عمـه
وأعظمهــم جــوداً ومجــداً ومفخـرا
وأولهــم مـن حـوض الايمـان مشـربا
وأرفعهـم فـي محفـل الزهـد منـبرا
وأضـربهم للهـام فـي حومـة الـوغى
إذا أزّ قــدر الحــرب كــر وكـبرا
إذا قــارع الأبطــال ظلـت نفوسـهم
تــردّد بيـن الأسـر والقتـل مهـدرا
ألا يــا أميـر المـؤمنين وسـيد ال
منيــبين إن جــن الــدجا وتعكـرا
عليــك سـلام اللـه يـا مـن يهـديه
تبلّجــت الأنــوار والحــق أســفرا
وتبــا لقــوم خــالفوك وزخرفــوا
لأشــياعهم زوراً مـن القـول منكـرا
وتبـــا لمــن والاهــم وارتضــاهم
أئمتـه فـي الدين يا بئس ما اشترى
لئن ظفـروا مـن هـذه الـدار بالذي
أرادوا فـإن المـرء يحصـد مـا ذرا
وبعـدك جـاءت ذات ودقيـن يـا أبـا
تــراب وجــاءت بعـد أم حبـو كـرا
دمــاء بنيــك الغــر طلـت وبـدلت
حفيظــة قربــاهم عقوقــاً مكفــرا
لقـد عـم كـرب الـدين في كربلاء إذ
بتربتهــا أمســى الحســين معفـرا
علـى حيـن قرب العهد بالوحي أصبح
ت مواثيـق طـه فيـه محلولـة العرا
ومــن دونــه العبـاس خـر مجنـدلاً
فيــا لأخ والــى فــأودى فأعــذرا
ولا بـدع إن نـالوا الشهادة بل لهم
بيحيــى وعيسـى إسـوة بالـذي جـرى
لتـذكار ذاك اليـوم فليبـك كـل ذي
فــؤاد بــه خــط الســعادة سـطرا
فكــم ماجــد مــن آل بيــت محمـد
تحكـم فيهـم نابـذو الـدين بالعرا
ومـــن ليــس إلا قينــة أو حظيــة
قصــاراه أو عـوداً وخمـراً وميسـرا
ضـــغائن فــي ســود الكلاب أميــة
أكنـت بهـا مـن بـدر الغـدر مضمرا
مواليـد سـوء حـاربوا اللـه عنـوة
وفــي الأرض عـاثوا مفسـدين تجبّـرا
علــى ظـالمي آل الرسـول وهـم هـم
لعــاين مــا لـبى الحجيـج وكـبرا
وصــبّ عليهــم ربهــم صــوت نقمـة
وجرّعهـــم طيــن الخبــال وتــبرا
ألا يــا ذوي المختـار انـا عصـابة
نمــتُّ إليكــم بـالولادة والقرابـة
نــوالي مــواليكم ونقلــي عـدوكم
ونجتـث عـرق النصـب ممـن به اجترى
ويـا ليتنـا فـي يـوم صـفين والذي
يليــه شــهدنا كـي نفـوز ونظفـرا
بنـي المصـطفى طبتـم وطـاب ثناؤكم
رثــاءً ومــدحاً بالبــديع محــبرا
فلا زلــت مهمـا عشـت أبكـي عليكـم
وأنظــم دراً مــن ثنــاكم وجـوهرا
ودونكــم عــذراء نظــم بكـم زهـت
يحــق لهــا واللــه أن تتبخــترا
أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، باعلويّ الحسيني، من آل السقاف.قريع البلغاء، ومعجز الفصحاء، شاعر الزمن، فقيه، له علم بالفنون. من أهل حضرموت. ولد بحصن (آل فاوقة) من قرى تريم، وطاف بلاد العرب وقصد الهند فسكن حيدر آباد الدكن، واتسعت شهرته في الهند وجاوة والملايو، بمحاربته البدع، وسلوكه طريقة السلف الصالح. توفي في حيدر آباد.له نحو 30 كتاباً في الأصول والفقه والمنطق والطبيعة والكيمياء والفلك والحساب والأدب، منها (ذريعة الناهض - ط) منظومة في الفرائض، و(رشفة الصادى في مناقب بني الهادي - ط)، و(الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع - ط)، و(سلالة آل باعلوي - ط)، و(ديوان شعر - ط)، و(إقامة الحجة على ابن حجة - ط) في نقد بديعية ابن حجة الحموي، و(نزهة الألباب في رياض الأنساب).