
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دع ذكــر أيــام الشــباب الراحــل
وحـــديث لابســة الحلــى والعاطــل
وانبــذ بقيـة مـا بقلبـك مـن هـوى
ليلـــى ومــائس قــدّها المتماثــل
وذر الخــدور ومــا بهــا مـن خـرد
كيلا تصـــاب بســـهم طــرف بــابلي
نهنــه فـؤادك مـا بقيـت فـأنت فـي
شــغل عــن الــبيض الكـواعب شـاغل
واركـب نجيـب التـوب في المثلى إلى
ســاحات ذي الطـول المجيـب السـائل
والِ التملمــلَ تحــت أروقــة الظلا
م وكـــن إلـــى الرحمـــن أوّل آئل
واعـزم سـؤالك أن تكـون مـدى الحيا
ة وبعـــد مغمـــوراً بلطــف شــامل
واملأ ضــميرك مــن محبّــة ســيد ال
كــونين هادينــا الشــفيع الكافـل
والعلــة الغائيــة القصــوى لخــل
ق الكائنـــات ســـميها والســـافل
وبحـــب صـــهر المصـــطفى ووصــيّه
وأخيــه حيــدرة الشــجاع الباســل
ذي العـزم ساقي الحوض مولى المؤمني
ن الحـــبر علاّم القضـــاء الفاصــل
والــدرة الزهــراء فاطمــة الــتي
بعــد الرســول قضـت بحـزن الثاكـل
ذات الســـيادة مطلقــاً بــالنص لا
يأبـــاه غيـــر مكـــابر متحامــل
والســيدين اللابســي حلــل الشــها
دة مــن فريــق فـي الشـقاوة واغـل
خــانوا بقتلهمــا الأمانـة والـديا
نــة لكــن الجبّــار ليــس بغافــل
أهــل الكســاء الخمســة الأشـباح ح
جـة ذي الجلال علـى المريـب الـداجل
هــم بيّنــات اللــه هـم آيـاته ال
كـــبرى لإرغــام الجحــود الجافــل
الآخـــذي علـــم الرســـول شــريعة
وحقيقـــة مــن فاضــل عــن فاضــل
يـدلون بالحسـب الصـميم الضـخم وال
نســب الصــحيح الثــابت المتـداول
نســـب بأجنحــة الملائكــة ارتقــى
شــأواً إليــه الــوهم ليـس بواصـل
نســب لبــاذخ مجــده تعنـو الوجـو
ه فكــم هنالــك مــن مليــك ماثـل
ناهيــك مــن نسـب علـى نـافيه لـع
نــة ربــه وعلــى الــدعي الـداخل
شــرف إلــى العـرش انتهـى فأمـامه
تقــف الثــوابت وقفــة المتضــائل
شــرف النبــوة والعـروج ورؤيـة ال
بــاري تبــارك والكتــاب النــازل
مـــن لـــم يصــل عليهــم فصــلاته
بــتراء فــي إســناد أوثــق ناقـل
ســفن النجـاة أمـان أهـل الأرض مـن
غــــرقٍ مصـــابيح الظلام الحـــائل
حبـل اعتصـام المـؤمنين فحبـذا الم
تمســـــكون وخيبـــــة للناكــــل
منهــم يشــم شـذى النبـوة بـالولا
ذدة والوراثــة والســلوك العــادل
وهــم الأئمــة والأدلــة يــوم تــز
دحـــم الخلائق كـــالجراد العاظــل
فــي يـوم تـذهل كـل مرضـعة عـن ال
طفــل الرضــيع ووضـع حمـل الحامـل
وبنيهــم الــبيت المبــارك والمـق
دس والكـــثير الطيـــب المتناســل
عمــد الهــدى مـن كـل ممتطـئ سـنا
م المجـــد وضــاح الجــبين حلاحــل
الحـــافظين الســر حــتى الآن لــم
يعلـــم لحـــاف غيرهــم أو ناعــل
القـــانتين الراكعيـــن الســاجدي
ن بخشـــية وغزيـــر دمـــع ســائل
الـــذاكرين اللـــه بيــن مخــافت
بــــدعائه وثنــــائه أو زاجــــل
الســالكي السـنن القـويم النابـذي
شـــبهات كـــل مخـــالف ومخاتـــل
وعلــى محبّيهــم لــواء الحمـد يـخ
فــق بالأمــان مـن العقـاب الهـائل
ورد الحـــديث بــذا وليــس محمــد
فيمـــا يقـــول بهــازئ أو هــازل
ســَفر علــى الركبـان حمـل مشـاتهم
طــــوبى لمحمــــوليهم والحامـــل
بشــرى مــؤدي حقّهــم بالشــرب مـن
حـــوض تتــمّ بــه نجــاة الناهــل
أثنــى عليهــم ذو الجلال فكــل مـا
نثنـــي بــه تحصــيل أمــر حاصــل
فــي هــل أتـى تمجيـدهم وبآيـة ال
أحــزاب قطــع لســان كــل مجــادل
مـن سـبق تطهيـر الـذوات ومـن ذهـا
ب الرجــس عــن ماضــيهم والقابــل
قضـت الإرادة وهـي وصـف الـذات والت
بــديل فيــه مــن المحـال الباطـل
بــالعفو عــن صــوري ذنبهــم فمـا
معنــى انتقــاد الأحمــق المتعاقـل
ولئن أصــاب البعــض منهــم محنــة
وأذى عـــــدو خـــــارجي خاطــــل
فلهــم بــذلك إســوة فــي الأنــبي
اء ورفعـــة لمقــامهم فــي الآجــل
مثـل الـذي اسـتحلى أذى بيـت الرسو
ل كجــرو ســوء فـي المسـاجد بـائل
أيضــر إشــعال الــدخان لطمـس نـو
ر الشــمس بـل تعشـى عيـون الشـاعل
ولربمــا ســود الكلاب علــى البـدو
ر تهـــر إن منيـــت بــداء عاضــل
وإذا حمــار الســوء عربــد ناهقـا
أيحــط مــن قــدر الجـواد الصـاهل
عجبــاً لمــن يتلـو الكتـاب مكـرراً
وحــديث إنســان الوجــود الكامــل
فيــرى ويســمع ثــم يجحــد مجـدهم
حســـداً وتكـــذيباً لا صــدق قــائل
أغـــويه أغـــراه أم فـــي قلبــه
مـــرض ســـقاه نقيــع ســم قاتــل
يُنهــى فيــأبى النصـح ملتجئاً إلـى
مخصــــوص نــــص أو ســــقيم دلائل
والعلـم يخبـث حيـث تحسـد عـترة ال
هــادي وخيــر منــه جهــل الجاهـل
سـل شـانئي الأشـراف هـل أبقيـت بـي
ن لظــى وبينــك مــن حجــاب حـائل
أفيرحــم الجبّــار مــن يـؤذي بنـي
مختـــاره هيهـــات ليـــس بفاعــل
أتصــح دعــوى حــب أحمـد مـع قلـى
أولاده أم هـــل لهـــا مــن قابــل
هـم منقـذو غرقـى الغوايـة والضـلا
ل إلــى ذرى أرخــى وأخصــب ســاحل
نزلــوا بأقطــار البلاد نـزول مـاء
المــزن أمطــر فـي المحـل الماحـل
مـــن عــالم يهــدي ومــن متمــوّل
يســـــدي وأواه منيــــب عامــــل
فلكــــل أرض حظهــــا منهـــم فلا
يخشـى علـى الـدين اغتيـال الغـائل
وبســفح وادي حضــرموت لهــم عــدي
د معابــــد ومعاهــــد ومنــــازل
بـــوركت مــن ســفح فســيح زاهــر
زاه بغـــر بنـــي المهــاجر آهــل
ســيما تريــم الخيـر سـدرة منتهـى
مسـرى العطـاش إلـى الغزيـر الوابل
بلـــد مقدســة العــراص كــثرة ال
بركــــات والخيـــرات للمتنـــاول
فلــك تـدور بـد بـدور بنـي الرضـى
ونجــوم أكــدر والفريــط الحافــل
زهـــر ولكـــن إن تغــب أجرامهــا
فضــياؤها فــي الكــون ليـس بآفـل
حــرم الــديار الحضـرمية مطلـع ال
أقمـــار للثــاوي بهــا والقافــل
دبغـــت بأقــدام الأكــابر أرضــها
فترابهـــا طــب الســقيم الناحــل
وســماؤها امتـازت بكـثرة صـاعد ال
أنــوار مـن عمـل التقـى المتراسـل
تزهــو مســاجدها بــأنواع العبــا
دة مـــن مـــؤد فرضـــه أو نافــل
للـــه عـــزّ وجـــل لا لريـــاء أو
دعـــوى مقـــام أو لرجــوى نــائل
شـــمم العفــاف عليهــم بــادٍ فلا
يــدري الغنـي مـن الفقيـر العـائل
أنـــف فلا الأشـــراف شـــيمتهم ولا
يـــتزلفون لـــذي ثـــراء طـــائل
تلــك الــديار بهـا عقـدن تمـائمي
وبهـــا عرفــت فرائضــي ونــوافلي
لا هـــم زدهـــا رفعـــة وكرامـــة
واغمــر بنيهــا بالنـدى المتواصـل
واهد الجميع إلى الصواب وتب على ال
مغمـــور فـــي غفلاتـــه والناهــل
غـث مـن سـحاب الفضـل جـدب قلوبنـا
بمجلـــل لصـــدى البصــائر صــاقل
واســلك بنــا نجـد الكـرام الأتقـي
اء المخلصـــين شــهيرهم والخامــل
وامنــح رضــاك مقصــراً يـدعوك مـن
قلـــب بأوديـــة البطالــة جــائل
واعــده للغنــاء جــم الحــظ مــن
إرث الأصـــول وأخـــذ ســهم عــائل
وأنلــه مــا ينـوي مـن الإصـلاح وال
نفــع العميــم لأهلهـا فـي العاجـل
واجمــع وســدّد رأي قادتهــا وكــن
معهــم لــدرء المعتــدي والصــائل
وابعـــث إلــى متخطفــي أطرافهــا
مــن عاجــل التشــتيت أكـبر خـاذل
وعليـــك أقســـمنا بجـــاه محمــد
والآل أمـــن المســـتجير الواجـــل
أن تســتجيب كمــا وعــدت دعاءنــا
وبحقهــــم حقّـــق رجـــاء الآمـــل
وعلــى ثـرى أجـداثهم جـد مـن صـلا
تـــك والســـلام بمســـتهل هاطـــل
واغمـر به الصحب الأولى نصروا الهدى
بالمشــــرفي وبالأصــــم الـــذابل
مــا اهــتز روض بالحيــا وترنّمــت
أطيـــاره مـــن صـــافر أو هــادل
أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، باعلويّ الحسيني، من آل السقاف.قريع البلغاء، ومعجز الفصحاء، شاعر الزمن، فقيه، له علم بالفنون. من أهل حضرموت. ولد بحصن (آل فاوقة) من قرى تريم، وطاف بلاد العرب وقصد الهند فسكن حيدر آباد الدكن، واتسعت شهرته في الهند وجاوة والملايو، بمحاربته البدع، وسلوكه طريقة السلف الصالح. توفي في حيدر آباد.له نحو 30 كتاباً في الأصول والفقه والمنطق والطبيعة والكيمياء والفلك والحساب والأدب، منها (ذريعة الناهض - ط) منظومة في الفرائض، و(رشفة الصادى في مناقب بني الهادي - ط)، و(الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع - ط)، و(سلالة آل باعلوي - ط)، و(ديوان شعر - ط)، و(إقامة الحجة على ابن حجة - ط) في نقد بديعية ابن حجة الحموي، و(نزهة الألباب في رياض الأنساب).