
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــراءة بــر فــي بــراء المحــرم
عـن اللهـو والسـلوان مـن كـل مسلم
فهـل خـامر الإيمـان قلـب امـرء يُرى
لتلــك الليـالي لاهيـاً ضـاحك الفـم
ليـال بهـا الخطب الجسيم الذي اكتس
ى بــه أفــق الجربـاء صـبغة عنـدم
ليــالٍ بهــا أيــدي اللئام تلاعبـت
بهـــام بـــدور للمعــالي وأنجــم
ليـال بهـا في الأرض قامت وفي السما
مــآتم أعلــى النـاس قـدراً وأعظـم
ليـال بهـا نتنـي الخنازير أو لغوا
مـدى غيهـم والبغـي فـي طـاهر الدم
ليــال بهــا ذبـح ابـن بنـت محمـد
وعــترته رمــز الكمــال المــترجم
فـــأي جنــان بيــن جنــبي موحــد
بنــار الأســى والحــزن لـم يتضـرم
وأي فـــؤاد دينـــه حـــب أحمـــد
وقربــاه لــم يغضــب ولــم يتـألم
علـى دينـه فليبـك مـن لـم يكن بكى
لـرزء الحسـين السـيد الفارس الكمي
همـــام رأى رايـــات ملـــة جــده
منكســـة والشـــرع غيـــر محكـــم
وســـنة خيـــر المرســلين تجــذمت
عراهـا وديـن اللـه بالجحـد قد رمي
فأغضــبه مــن ذاك مــا ســر أسـرة
هـواهم قنـى القينـات أو شـرب حنتم
ويمّـــم ســكّان العــراق لينزعــوا
شـــجاه وهــم واللــه شــر ميمّــم
تـــوجه ذو الــوجه الأغــر مؤديــا
لـــواجبه لــم يلــوه لحــي لــوم
فــوازره ســبعون مــن أهــل بيتـه
وشـــيعته مـــن كــل طلــق مقســم
فهــاجت جمــاهير الضــلال واقبلــت
بجيــش لحــرب ابـن البتـول عرمـرم
تـــألب جمـــع مــن فــراش جهنــم
غــواة يــرون الشــرك أكـبر مغنـم
يقـــرون بـــالقرآن لكـــن لعلــه
لســــخرية إقرارهــــم أو تهكّـــم
لتعزيــز طــاغ جــاءت ابنـة بحـدل
بــه نابــذ الـدين الحنيفـي مجـرم
وخــذلان هــاد أشــرقت فــي جـبينه
أشــعة أنــوارل الحــبيب المعظــم
وحيــن اســتوى فــي كـربلاء مخيمـا
بتربتهــا أكــرم بــه مــن مخيــم
أحــاطت بـه تلـك الأخـابث مثـل مـا
يحيــط ســوار مــن حديــد بمعصــم
وصــدوه عـن مـاء الفـرات ليطـردوا
عـن الحـوض حـتى يقـذفوا فـي جهنـم
وســاموه إعطــاء الدنيــة عنــدما
رأوا منــه ســمت الخـادر المتوسـم
وهيهـات أن يرضـى ابـن حيدرة الرضا
بخطـــة خســـف أو بحـــال مـــذمم
أبـــت نفســه الشــمّاء إلا كريهــة
يمــوت بهــا مـوت العزيـز المكـرم
هـو المـوت مـر المجتنـي غيـر أنـه
ألــذ وأحلــى مــن حيــاة التهضـّم
فـأذكى شـواظ الحـرب بالعسـل الظما
وشــب لظاهــا مــن شـبا كـل مخـذم
وقــارع حــتى لـم يـدع سـيف باسـل
بمعـــترك الهيجـــاء غيــر مثلــم
وصــبحهم بالشــوس مــن صـيد قـومه
نســور الفيـافي مـن فـرادى وتـؤام
علــى ضـمر تـأتم فـي حومـة الـوغى
بيحمــومه أو ذي الجنــاح المحــوم
يــبيعون فــي الجلـى نفـائس أنفـس
لنصــر الهــدى لا نيـل جـاهٍ ودرهـم
ولمــا أراد اللــه إيقــاف روحــه
بمنظـــره الأعلــى وقــوف المســلم
أتــاح لــه نيــل الشـهادة راقيـا
معـــارج مجـــد صـــعبة المتســنم
فــديتك بــدراً برجــه ســرج سـابح
هـوى فـانطوى سـر العبـاء المطلسـم
خضــيب دمــاء كــالعروس يــزف فـي
قبـــاء بصـــبغ الأرجـــوان مرســم
معفــرة بــالترب أعضــاء جسـمه ال
كريـــم وهــذا ســِرُّ حِــلِّ الــتيمّم
ومــا ضــرّه أن أوطــؤا حــر صـدره
ســــنابك ورد ذي نعـــال وأدهـــم
ولكنهـــا شـــنعاء تــوجب لعنهــم
وتحســر عــن وجـه النفـاق المثلـم
هـي الفتنـة الصـمّاء لـم يُلفَ بعدها
منــار مــن الإيمــان غيــر مهــدم
بنيِّــرِ ديــن اللــه ســبط رســوله
وعـــترته خـــوص المنيــة ترتمــي
كليـث الشـرى العبـاس والشـبل قاسم
وعمّيـــه والفتّـــاك عــون ومســلم
عرفنـا بهـم معنـى إذا الشـمس كوّرت
ورمــز انكــدار فـي النجـوم مكتـم
بهـا اهـتز عـرش الله وارتجت السما
بأملاكهـــا مــن هولهــا المتجشــم
بهــا اسـودّت الـدنيا أسـىً وتهتكـت
بهــا حرمـة الـبيت العـتيق وزمـزم
أولاك الكــرام المبتغـو فضـل ربّهـم
ورضــوانه تحــت العجــاج المقتــم
سـقى اللـه بـالطف الشـريف قبـورهم
بوبــل مــن الجــود الإلهــي مثجـم
وزادهــــم المـــولى علا وكرامـــة
بأفضــــل تســـليم عليهـــم وأدوم
وبعــداً لقـوم لـم يقومـوا لنصـرهم
علــى قــدرة منهــم بعــزم مصــمّم
رأوا شـيعة الرجـس ابـن سـعد وشـمر
تجــاولهم وابــن الــدعي الجهنمـي
ولـــم تتحـــرّك للحفيظـــة منهــم
حفــائظ تطغــي منهــم كــل مرقــم
أيــزوى ابــن طــه عـن منصـة جـدّه
ويُرضــى لهــا تـرب الخلاعـة عبشـمي
كــأن الهـدى مـن بيـت صـخر تفجّـرت
ينــابيعه والــوحي مـن ثـم ينتمـي
فيـا أسـرة العصـيان والزيغ من بني
أميــة مــن يستخصــم اللــه يخصـم
هــدمتم ذرى أركــان بيــت نــبيكم
لتشـــييد بيــت بالمظــالم مظلــم
تـداركتم فـي البغـي ولـداً ووالـداً
وزخرفتــم إفــك الحــديث المرجــم
ولــم تمــح حـتى الآن آثـار زوركـم
وتصــديقه ممـن عـن الحـق قـد عمـي
فأصـل الشـقا أنتـم ومن يحذر حذوكم
لــه يســد جلبــاب العـذاب ويلحـم
فلا تكتمــن اللـه مـا فيـه نفوسـكم
ليخفــي ومهمــا يكتـم اللـه يعلـم
ولا بــدع إن حــاربتم اللــه إنهـا
لشنشـــنة مـــن بعــض أخلاق أخــزم
ونـــازعتم الجبّــار فــي جــبروته
ولكنــه مــن راغــم اللــه يرغــم
ولــم تحسـبوا مـن طيشـكم أن عنكـم
عيــون قصــاص الغيــب ليسـت بنـوم
ســتجزون فــي الأخـرى نكـالاً مؤبـداً
علـى مـا اقـترفتم مـن عقـوق ومأثم
غــدرتم بســادات البريـة غـدرة ال
يهــود بيحيـى والمسـيح ابـن مريـم
وإنــا وإن كنّـا مـن الضـيم والأسـى
نيــاح الغـواني خفـن سـوء التـأيم
ولكننـــا غيظـــاً نعـــض أكفّنـــا
لمــا فاتنــا مـن ثأرنـا المتقـدم
ومـا مـن بـواءٍ في بني اللؤم تشتفي
بــه النفـس مـن بلبابهـا والتـذمّم
ولكــن إغضـاء الجفـون علـى القـذى
وتمهيــد عــذر المعتـدي شـر ميسـم
ومـن شـؤم سـوء الحـظ كـان بروزنـا
مــن الغيـب بعـد المشـرب المتـوخّم
ويــا ليــت أنَّــا والأمــانيّ عذبـة
شـهدنا وطيـس الحـرب بـالطف إذ حمى
لخضــنا عبـاب الهـول تشـتد تحتنـا
خمــاصُ الطــوى مـن كـل طـام مطهـم
وقائدنــا يـوم الـذمار ابـن فـاطم
كأشــبال غــاب أمهــا خيــر ضـيغم
لنــدرك إحــدى الحســنيين بنصــره
منـــال الأمــاني أو منيــة مقــدم
أجــل قـدرة المـولى تبـارك أنفـذت
إرادتـــه طبــق القضــاء المحتــم
لتــبيض يـوم الحشـر بالبشـر أوجـه
وتســـودّ أخــرى لارتكــاب المحــرّم
نـبي الـورى بعـد انتقالـك كـم جرى
ببيتـك بيـت المجـد والمنصـب السمي
دهتهــم ولمــا تمــض خمســون حجّـة
خطــوب مــتى يلممـن بالطفـل يهـرم
فكـم كابـد الكـرّار بعـدك مـن قلـى
وخلـف إلـى فتـك الشـقي ابـن ملجـم
وصـــبت علـــى ريحانتيــك مصــائبٌ
شــهيد المواضــي والشـهيد المسـمّم
ضــغائن ممّــن أعلـن الـدين مكرهـا
ولــولا العــوالي لـم يوحّـد ويسـلِم
أضــاعوا مواثيــق الوصــية فيهــم
ولــم يرقبــوا إلا ولا شــكر منعــم
فسـق غيـر مـأمورٍ إلـى النار حزبهم
إذا قيـل يـوم الفصـل ما شئت فاحكم
حبيــبي رســول اللــه انـا عصـابة
بمنصـــبك الســامي نعــزّ ونحتمــي
لنــا منــك أعلـى نسـبةٍ باتّباعنـا
لهــديك فــي أقــوى طريــق وأقـوم
ونســبة ميلادٍ فــم الطعــن دونهــا
علــى الرغــم مغتــص بصـاب وعلقـم
نعظّـــم مـــن عظّمـــت ملأ صــدورنا
ونرفــض رفـض النعـل مـن لـم تعظـم
لــدى الحـق خشـنٌ لا نـداجي طوائفـاً
لــديهم دليــل الــوحي غيـر مسـلم
سـراعاً إلـى التأويـل وفـق مرادهـم
لرفـــع ظهـــور الحــق بــالمتوهم
هـل الـدين بـالقرآن والسـنة الـتي
بهـــا جئت أم أحكـــامه بــالتحكّم
ولكــن عـن التمـويه ينكشـف الغطـا
لــدى الملـك الـديّان يـوم التنـدّم
وأزكــى صــلاة اللــه مـا ذرّ بـازغٌ
ومــا افـترّ ثغـر البـارق المتبسـّم
على روحك المعنى الذي الفيض منه في
مجـــرّد هـــذا الكــون والمتجســّم
وعترتــك المســتودعي سـر علمـك ال
مصــون عــن الأغيــار عــرب وأعجـم
وأصـحابك المرويـن فـي نصـرة الهدى
صــدى كــل مشــحوذ الغـرار ولهـذم
صــلاةً كمــا أحببــت مشــفوعة الأدا
بنشـــر ســـلامٍ بـــالعبير مختـــم
أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، باعلويّ الحسيني، من آل السقاف.قريع البلغاء، ومعجز الفصحاء، شاعر الزمن، فقيه، له علم بالفنون. من أهل حضرموت. ولد بحصن (آل فاوقة) من قرى تريم، وطاف بلاد العرب وقصد الهند فسكن حيدر آباد الدكن، واتسعت شهرته في الهند وجاوة والملايو، بمحاربته البدع، وسلوكه طريقة السلف الصالح. توفي في حيدر آباد.له نحو 30 كتاباً في الأصول والفقه والمنطق والطبيعة والكيمياء والفلك والحساب والأدب، منها (ذريعة الناهض - ط) منظومة في الفرائض، و(رشفة الصادى في مناقب بني الهادي - ط)، و(الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع - ط)، و(سلالة آل باعلوي - ط)، و(ديوان شعر - ط)، و(إقامة الحجة على ابن حجة - ط) في نقد بديعية ابن حجة الحموي، و(نزهة الألباب في رياض الأنساب).