
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دعتـك لـك البشـرى إلـى عرشها أسما
لـترقى علـى مـا فيك معراجها الأسمى
وتشـهد منهـا فـاخلع النعـل خاضـعا
بطـور تجليهـا سـنا الـذات والأسـما
وتقطــف مــن غـرس التمنـي لرفعهـا
حجـاب التجنّـي يـانع الجلوة العظمى
هنالــك مغــزى العاشــقين ومنتهـى
أمـاني أهـل الحـب والشـيمة الشـما
وثمـــة تحظـــى بالملاحظــة الــتي
تنــال بهـا أقصـى مرامـك والمرمـى
ومهمـا بـدت فاسـجد إليهـا ولا تـذر
بســرك معنــى مـن سـواها ولا رسـما
إذا أشـرقت شـمس الجمـال فهـل تـرى
بعينيـك بـدراً بـادي النور أو نجما
ويــا حبــذا إن روقـت مـن رحيقهـا
كؤوسـاً وفضـت عـن أباريقهـا الختما
فطـف واسـع وانـوِ الاعتكـاف بحانهـا
ولا تخــش عــاراً إن ثملـت ولا إثمـا
ففــي ســلبها الإدراك إيجـابه فيـا
لســـالبة جزئيـــة عكســـها تمّــا
وتلــك الـتي تـوحي بجبريـل جامهـا
إلـى الـروح آي الغيب في ذلك الإغما
وتسـري بهـا الأسـرار فـي سر من دنا
مـن الـدن أو مـن عـرف مختومها شما
ومــا الفضـل إلا فضـلة مـن عصـيرها
ومـن أجـل هـذا جـانس الكرم الكرما
ومـا الشرف السامي سوى في ارتشافها
وفي ذوقها المعنى الذي ينطق البكما
وهــل غيـر سـاقيها بأقـداح راحهـا
عـن الغي يهدي العمي أو يسمع الصمّا
نعــم إنـه الفـرد ابـن دحلان أحمـد
إمــام الـورى طـرّاً وأوسـعهم علمـا
ثريــا أمـان الـدين مـن كـل ملحـد
ونبراسـه المـاحي بـأنواره الظلمـا
ومــن كــان للإســلام شـيخاً وللهـدى
أبـــا ولســـيار العلا أمــه أمّــا
أغربنــي الزهــراء إكليــل تـاجهم
وأوفرهــم فــي إرث آبــائه قســما
وأصـبح فـي عليـاء شـيب ابـن هاشـم
يتيمـة ذاك العقـد والـدرة العصـما
تبــوّأ مــن بطحــاء مكــة منــزلاً
فأشــرق فيهــا للــورى بـدره تمّـا
بـه أصـبحت أم القـرى تحسـد القـرى
وتحبـو الضـيوف المستفيدين بالنعما
بــه غــرّة العلــم الشـريف تهلّلـت
سـروراً وثغـر الفضـل أضـحى به ألمى
خــبير بأســرار الكتــاب وسـنة ال
رســول وباسـتنباطه منهمـا الحكمـا
وعــي بيــن الآيــات مشــروح صـدره
وآتــاه فــي القـرآن منزِلُـهُ فهمـا
ومــا زال يــبرى مـن براهيـن آيـه
سـهام هـدى يرمـي فيصمي بها الخصما
وأصــبح كشــاف الحقــائق خـازن ال
معــالم تبيـان الهـدى منفقـا ممـا
بـــدعوته أحيـــى شـــريعة جـــدّه
إلـى أن نفـى عنهـا التأيم واليتما
وألقــح بالســر الــذي فـي ضـميره
قـرائح كـانت عـن تلقـي الهدى عقما
فأنهلهـــا صــفو اليقيــن وعلّهــا
وزحـزح عنهـا الشـك والظـن والوهما
مجلـى سـباق المجـد أخطـب مـن رقـى
ذرى منـبر العليـاء أشـرف مـن أمّـا
فـــأخلاقه كــالروض تزهــو وعلمــه
يجــل مقامــا أن يُشــبه بالــدأما
بخفـض الجنـاح اسـتوجب الرفع ناصبا
مـوازين وصـف العدل واستعمل الجزما
إلى أن رقى في القرب متن المنصة ال
مشــار إليهــا بالأصــابع والمـومى
لــه بلطيــف الـروح فـي كـل حضـرة
حضـــور وإن كنــا نشــاهده جســما
كرامــــاته كـــالمعجزات وإنهـــا
لمنهـا وشـبه الأصـل لا يقتضـي ظلمـا
ومــن يسـتجر فـي سـوحه مخلصـاً فلا
يخــاف مــن الأيـام ظلمـاً ولا هضـما
لــه فــي جمـال الحـق شـغل ورغبـة
عـن الخـوض فـي أوصـاف زينب أوسلمى
يقـوم إذا أرخـى الـدجى ذيلـه إلـى
مناجـاة مـن فـي حبـه حـرم النومـا
وحينئذ يفنــى الســوي فــي شـهوده
لـدى حضـرة الـذات المقدسـة الأسـما
فيــدرك مــن ســر العلـوم غرائبـا
بهـا يهتـدي مـن كـان فـي هذه أعمى
تضــج إذا مـا قـام للـوعظ بالبكـا
قلـوب وكـانت قبـل كالصـخرة الصـما
وكــان أشــد النـاس بالنـاس رأفـة
وأنفــذهم فـي ظـالمي قـومهم سـهما
إليــك ابـن زينـي مدحـة مـن مقصـر
تخـوض وتطـوي نحـوك اليـم واليهمـا
تنــوب إذا حيّتــك عــن ذي بضــاعة
مـن الشـعر مزجـاة وتنشـدك الرحمـا
غناســي أمانيهــا القبــول ونفحـة
لمنشـئها بالفتـح في الوجهة العظمى
فــإن لــه فـي السـير بعـض عـوائق
تــؤخره عــن جــد أجــداده قــدما
وقــد نــاله بعـض الأذى مـن عصـابة
ذوي حسـد فـي قومهـا تكـره النعمـا
ومـــا لصـــلاح الكـــل الاك كافــل
ولا ريــب أن المســتجير بكـم يحمـي
وبالصــلوات الطيبــات علــى الـذي
إلـى قـاب قوسين ارتقى نختم النظما
أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، باعلويّ الحسيني، من آل السقاف.قريع البلغاء، ومعجز الفصحاء، شاعر الزمن، فقيه، له علم بالفنون. من أهل حضرموت. ولد بحصن (آل فاوقة) من قرى تريم، وطاف بلاد العرب وقصد الهند فسكن حيدر آباد الدكن، واتسعت شهرته في الهند وجاوة والملايو، بمحاربته البدع، وسلوكه طريقة السلف الصالح. توفي في حيدر آباد.له نحو 30 كتاباً في الأصول والفقه والمنطق والطبيعة والكيمياء والفلك والحساب والأدب، منها (ذريعة الناهض - ط) منظومة في الفرائض، و(رشفة الصادى في مناقب بني الهادي - ط)، و(الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع - ط)، و(سلالة آل باعلوي - ط)، و(ديوان شعر - ط)، و(إقامة الحجة على ابن حجة - ط) في نقد بديعية ابن حجة الحموي، و(نزهة الألباب في رياض الأنساب).