
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علـى سـلمى وإن نـأت الخيام
مـن المضـنى التحيـة والسلام
ســلام مــن فـؤاد منـذ ولـى
وفارقهــا تــولته الســقام
علـى سـلمى السلام ومن سواها
فاهــداء الســلام لـه حـرام
مهــاة صـانها الرحمـن عمـا
بــه العشــاق تعـذل أو تلام
كلفـت بهـا وبـي كلفـت فكـل
بصـــاحبه معنـــى مســتهام
كلانــا مغــرم ولنــا حـديث
غريــــب لا يـــترجمه الكلام
ولـم أنس الوداع وما جرى لي
غـداة السـير إذ عـز المقام
بكـت خـوف النوى وبكيت قهرا
دمـا فبهـا وبـي لعب الغرام
تبــث إلــيّ شـكواها فأشـكو
إليهـا والـدموع لها انسجام
تناشــدني أترجـع عـن قريـب
فقلـت نعـم وللـدهر احتكـام
وأزمعـت الرحيـل وفـي فؤادي
لوحــدتها لهيــب واضــطرام
رحيلاً أشــرعت نحــوي عـوالي
أســـنته وفـــوقت الســهام
يهـون علـي دون فـراق سـلمى
فـراق الـروح لو هجم الحمام
ألا يـا دارهـا مـن بطـن واد
بـه نبـت الخزامـى والبشـام
سـقاك العـارض الوسـمي سـحا
وحيــا ذلـك الشـعب الغمـام
تـرى هـل تجمـع الأيـام شملي
بهـا أو هـل لفرقتنا التئام
فــإني مــن محبتهــا قتيـل
وكـم بـالحب قـد قتل الكرام
إليهــا قبلـتي ولهـا صـلاتي
وحجّــي والتنســّك والصــيام
ويعرونــي لـذكراها اهـتزاز
عرفــت بــه ووجــد واصـطلام
لهـا مهمـا تـراءت في معاني
صـفات الحسـن بـدء واختتـام
بهـا اتّسـقت كمـا بأبي جديد
خليفــة جـده اتسـق النظـام
بنـى فـي كاهل العلياء برجا
منيعــاً لا ينــال ولا يــرام
قواعـده علـى التقـوى أقيمت
وحسـبك مـا على التقوى يقام
فريـد الدهر طود الفخر إنسا
ن عيـن العصر قدوتنا الهمام
إلى السمحا دعا حتى استجابت
لــدعوته إلـى اللـه الأنـام
أتـاه الطـالبون من النواحي
علــى أعتـابه لهـم ازدحـام
فأرشـد للهـدى مـن ليس يدري
لعمـرك ما الحلال وما الحرام
بـه افتخـر الزمان على عصور
بها انتشر الاكابر واستقاموا
إذا عـــدت أئمتهــم فهــذا
مجــدد عصــرنا لهـم الإمـام
بــه ســيؤون باسـمة سـرورا
وحــق لهــا وربـك الابتسـام
بـه ابتهجـت مـدائن حضـرموت
تريـم الخيـر والصـفر شـبام
إمـام من بني الزهراء ما ان
لـــه إلا بخــالقه اهتمــام
ضــحوك للأرامــل واليتــامى
عبــوس إذ يخــاطبه الطغـام
ينــاجي ربــه بحضــور قلـب
وذل حيــــن يعتكـــر الظلام
ويفنـى بـالحبيب عن البرايا
إذا أخـذوا مضـاجعهم وناموا
أبـا الأشـبال خـذ بيدي فقير
تــولى ســر مضـغته الحطـام
غريــب نــازح فـي أرض شـرك
علـى أرجائهـا انطبق القتام
أضـاع العمـر فـي لعـب ولهو
بمعركـة الخطـاء لـه اقتحام
عــن الخيـرات تقعـده ذنـوب
وأوزار وزلاّت عظــــــــــام
لـه نفـس عـن العليـا جمـوح
وليــس لهـا ليردعهـا زمـام
بطلعتـك اسـتجار أسـير ذنـب
وتســـويف وجــارك لا يضــام
فإنــك محســن علمـاً ونعتـاً
وذو الإحسـان يلزمـه القيـام
وأنـت العـروة الوثقى يقينا
فهـل للعـروة الوثقى انفصام
وحبــل اللـه أنـت بلا نـزاع
ولـي بـك أيها الحبل اعتصام
ودم فـي نعمـة وعليك بعد ال
رســول صــلاة ربــك والسـلام
أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، باعلويّ الحسيني، من آل السقاف.قريع البلغاء، ومعجز الفصحاء، شاعر الزمن، فقيه، له علم بالفنون. من أهل حضرموت. ولد بحصن (آل فاوقة) من قرى تريم، وطاف بلاد العرب وقصد الهند فسكن حيدر آباد الدكن، واتسعت شهرته في الهند وجاوة والملايو، بمحاربته البدع، وسلوكه طريقة السلف الصالح. توفي في حيدر آباد.له نحو 30 كتاباً في الأصول والفقه والمنطق والطبيعة والكيمياء والفلك والحساب والأدب، منها (ذريعة الناهض - ط) منظومة في الفرائض، و(رشفة الصادى في مناقب بني الهادي - ط)، و(الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع - ط)، و(سلالة آل باعلوي - ط)، و(ديوان شعر - ط)، و(إقامة الحجة على ابن حجة - ط) في نقد بديعية ابن حجة الحموي، و(نزهة الألباب في رياض الأنساب).