
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا أَنــتَ أَنـتَ وَلا الـدِيارُ دِيـارُ
خَــفَّ الهَــوى وَتَــوَلَّتِ الأَوطــارُ
كـانَت مُجـاوَرَةُ الطُلـولِ وَأَهلِهـا
زَمَنـاً عِـذابَ الـوِردِ فَهـيَ بِحـارُ
أَيّـامَ تُـدمي عَينَـهُ تِلـكَ الـدُمى
فيهــا وَتَقمُــرُ لُبَّــهُ الأَقمــارُ
إِذ لا صــَدوفُ وَلا كَنـودُ اَسـماهُما
كَـــالمَعنَيَينِ وَلا نَــوارُ نَــوارُ
بيــضٌ فَهُــنَّ إِذا رُمِقـنَ سـَوافِراً
صــُوَرٌ وَهُــنَّ إِذا رَمَقــنَ صــِوارُ
في حَيثُ يُمتَهَنُ الحَديثُ لِذي الصِبا
وَتُحَصـــَّنُ الأَســـرارُ وَالأَســـرارُ
إِذ فـي القَتـادَةِ وَهيَ أَبخَلُ أَيكَةٍ
ثَمَــرٌ وَإِذ عــودُ الزَمـانِ نُضـارُ
قَــد صـَرَّحَت عَـن مَحضـِها الأَخبـارُ
وَاِستَبشـــَرَت بِفُتوحِــكَ الأَمصــارُ
خَبَــرٌ جَلا صــَدَأَ القُلـوبِ ضـِياؤُهُ
إِذ لاحَ أَنَّ الصــِدقَ مِنــهُ نَهــارُ
لَــولا جِلادُ أَبـي سـَعيدٍ لَـم يَـزَل
لِلثَغــرِ صــَدرٌ مـا عَلَيـهِ صـِدارُ
قُــدتَ الجِيــادَ كَــأَنَّهُنَّ أَجـادِلٌ
بِقُــرى دَرَولِيَــةٍ لَهــا أَوكــارُ
حَتّـى اِلتَـوى مِن نَقعِ قَسطَلِها عَلى
حيطـــانِ قُســـطَنطينَةَ الإِعصــارُ
أَوقَـدتَ مِـن دونِ الخَليـجِ لِأَهلِهـا
نـاراً لَهـا خَلـفَ الخَليـجِ شـَرارُ
إِلّا تَكُـن حُصـِرَت فَقَـد أَضـحى لَهـا
مِـن خَـوفِ قارِعَـةِ الحِصـارِ حِصـارُ
لَـو طاوَعَتـكَ الخَيلُ لَم تَقفُل بِها
وَالقُفــلُ فيــهِ شـَباً وَلا مِسـمارُ
لَمّــا لَقـوكَ تَواكَلـوكَ وَأَعـذَروا
هَرَبــاً فَلَــم يَنفَعهُــمُ الإِعـذارُ
فَهُنـاكَ نـارُ وَغـى تُشـَبُّ وَهاهُنـا
جَيــشٌ لَــهُ لَجَــبٌ وَثَــمَّ مُغــارُ
خَشـَعوا لِصـَولَتِكَ الَّـتي هِيَ عِندَهُم
كَــالمَوتِ يَـأتي لَيـسَ فيـهِ عـارُ
لَمّـا فَصـَلتَ مِـنَ الـدُروبِ إِلَيهِـمِ
بِعَرَمـــرَمٍ لِلأَرضِ مِنـــهُ خُـــوارُ
إِن يَبتَكِــر تُرشـِدهُ أَعلامُ الصـُوى
أَو يَســرِ لَيلاً فَــالنُجومُ مَنــارُ
فَالحَمَّــةُ البَيضـاءُ ميعـادٌ لَهُـم
وَالقُفــلُ حَتــمٌ وَالخَليـجُ شـِعارُ
عَلِمـوا بِـأَنَّ الغَـزوَ كـانَ كَمِثلِهِ
غَــزواً وَأَنَّ الغَــزوَ مِنـكَ بَـوارُ
فَالمَشــيُ هَمـسٌ وَالنِـداءُ إِشـارَةٌ
خَــوفَ اِنتِقامِـكَ وَالحَـديثُ سـِرارُ
إِلّا تَنَــل مَنويـلَ أَطـرافُ القَنـا
أَو تُثـنَ عَنـهُ الـبيضُ وَهـيَ حِرارُ
فَلَقَــد تَمَنّــى أَنَّ كُــلَّ مَدينَــةٍ
جَبَــلٌ أَصــَمُّ وَكُــلَّ حِصــنٍ غــارُ
إِلّا تَفِــرَّ فَقَــد أَقَمـتَ وَقَـد رَأَت
عَينـاكَ قِـدرَ الحَـربِ كَيـفَ تُفـارُ
فـي حَيـثُ تَستَمِعُ الهَريرَ إِذا عَلا
وَتَـرى عَجـاجَ المَـوتِ حيـنَ يُثـارُ
فَــاُنظُر بِعَيـنِ شـَجاعَةٍ فَلَتَعلَمَـن
أَنَّ المُقــامَ بِحَيــثُ كُنـتَ فِـرارُ
لَمّــا أَتَتــكَ فُلـولُهُم أَمـدَدتَهُم
بِســَوابِقِ العَبَــراتِ وَهـيَ غِـزارُ
وَضـَرَبتَ أَمثـالَ الـذَليلِ وَقَد تَرى
أَن غَيــرُ ذاكَ النَقــضُ وَالإِمـرارُ
الصــَبرُ أَجمَــلُ وَالقَضـاءُ مُسـَلَّطٌ
فَاِرضـَوا بِـهِ وَالشـَرُّ فيـهِ خِيـارُ
هَيهــاتَ جاذَبَــكَ الأَعِنَّــةَ باسـِلٌ
يُعطــي الأَســِنَّةَ كُـلَّ مـا تَختـارُ
فَمَضـى لَـو اَنَّ النارَ دونَكَ خاضَها
بِالســَيفِ إِلّا أَن تَكــونَ النــارُ
حَتّـى يَـؤوبَ الحَـقُّ وَهُـوَ المُشتَفي
مِنكُــم وَمـا لِلـدينِ فيكُـم ثـارُ
لِلَّـــهِ دَرُّ أَبـــي ســَعيدٍ إِنَّــهُ
لِلضــَيفِ مَحــضٌ لَيـسَ فيـهِ سـَمارُ
لَمّـا حَلَلـتَ الثَغـرَ أَصـبَحَ عالِياً
لِلــرومِ مِـن ذاكَ الجِـوارِ جُـوارُ
وَاِسـتَيقَنوا إِذ جاشَ بَحرُكَ وَاِرتَقى
ذاكَ الزَئيــرُ وَعَــزَّ ذاكَ الـزارُ
أَن لَسـتَ نِعمَ الجارُ لِلسُنَنِ الأولى
إِلّا إِذا مــا كُنــتَ بِئسَ الجــارُ
يَقِــظٌ يَخــافُ المُشـرِكونَ شـَذاتَهُ
مُتَواضــِعٌ يَعنــو لَــهُ الجَبّــارُ
ذُلُـلٌ رَكـائِبُهُ إِذا مـا اِسـتَأخَرَت
أَســــفارُهُ فَهُمـــومُهُ أَســـفارُ
يَســري إِذا سـَرَتِ الهُمـومُ كَـأَنَّهُ
نَجـمُ الـدُجى وَيُغيـرُ حيـنَ يُغـارُ
ســَمَقَت بِــهِ أَعراقُـهُ فـي مَعشـَرٍ
قُطــبُ الــوَغى نُصـُبٌ لَهُـم وَدَوارُ
لا يَأســَفونَ إِذا هُـمُ سـَمِنَت لَهُـم
أَحســـابُهُم أَن تُهــزَلَ الأَعمــارُ
مُتَبَهِّـــمٌ فــي غَرســِهِ أَنصــارُهُ
عِنــدَ النِــزالِ كَــأَنَّهُم أَنصـارُ
لُفُـــظٌ لِأَخلاقِ التِجـــارِ وَإِنَّهُــم
لَغَـداً بِمـا اِدَّخَـروا لَـهُ لَتِجـارُ
وَمُجَرِّبــونَ ســَقاهُمُ مِــن بَأســِهِ
فَــإِذا لُقــوا فَكَــأَنَّهُم أَغمـارُ
عُكُــفٌ بِجِــذلٍ لِلطِعــانِ لِقــاؤُهُ
خَطَــرٌ إِذا خَطَـرَ القَنـا الخَطّـارُ
وَالـبيضُ تَعلَـمُ أَنَّ دينـاً لَم يَضِع
مُـــذ ســَلَّهُنَّ وَلا أُضــيعَ ذِمــارُ
وَإِذا القِسـِيُّ العـوجُ طارَت نَبلُها
سـَومَ الجَـرادَ يَسـيحُ حيـنَ يُطـارُ
ضــَمِنَت لَــهُ أَعجاســُها وَتَكَفَّلَـت
أَوتارُهـــا أَن تُنقَــضَ الأَوتــارُ
فَدَعوا الطَريقَ بَني الطَريقِ لِعالِمٍ
أَنّــي يُقــادُ الجَحفَــلُ الجَـرّارُ
لَــو أَنَّ أَيــدِيَكُم طِــوالٌ قَصـَّرَت
عَنــهُ فَكَيــفَ تَكـونُ وَهـيَ قِصـارُ
هُــوَ كَــوكَبُ الإِسـلامِ أَيَّـةَ ظُلمَـةٍ
يَخــرِق فَمُــخُّ الكُفـرِ فيهـا رارُ
غـادَرتَ أَرضـَهُمُ بِخَيلِـكَ في الوَغى
وَكَــأَنَّ أَمنَعَهــا لَهــا مِضــمارُ
وَأَقَمــتَ فيهــا وادِعــاً مُتَمَهِّلاً
حَتّـــى ظَنَنّــا أَنَّهــا لَــكَ دارُ
بِالمُلـكِ عَنـكَ رِضـاً وَجـابِرُ عَظمِهِ
أَرضــى وَبِالــدُنيا عَلَيـكَ قَـرارُ
وَأَرى الرِيــاضَ حَـوامِلاً وَمَطـافِلاً
مُـذ كُنـتَ فيهـا وَالسـَحابُ عِشـارُ
أَيّامُنـــا مَصـــقولَةٌ أَطرافُهــا
بِــكَ وَاللَيــالي كُلُّهــا أَسـحارُ
تَنــدى عُفاتُـكَ لِلعُفـاةِ وَتَغتَـدي
رِفقـــاً إِلـــى زُوّارِكَ الــزُوّارُ
هِمَمــي مُعَلَّقَــةٌ عَلَيــكَ رِقابُهـا
مَغلولَـــةٌ إِنَّ الوَفـــاءَ إِســارُ
وَمَــوَدَّتي لَـكَ لا تُعـارُ بَلـى إِذا
مـا كـانَ تـامورُ الفُـؤادِ يُعـارُ
وَالنـاسُ غَيـرَكَ مـا تَغَيَّـرُ حُبوَتي
لِفِراقِهِـم هَـل أَنجَـدوا أَو غاروا
وَلِـذاكَ شـِعري فيـكَ قَد سَمِعوا بِهِ
ســِحرٌ وَأَشــعاري لَهُــم أَشــعارُ
فَاِسـلَم وَلا يَنفَـكُّ يَحظـوكَ الـرَدى
فينــا وَتَســقُطُ دونَــكَ الأَقـدارُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.