
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن أسـماء في الورى خيرُ أُنثى
صـنعت فـي الـوداع خيـر صنيعِ
جاءَهـا ابن الزبيرِ يسحبُ دِرعاً
تحــتَ درعٍ منسـوجةٍ مـن نجيـعِ
قـال يـا أُمٍّ قـد عييـتُ بأمري
بيــن أســرٍ مُـرٍّ وقتـلٍ فظيـع
خـانني الصحبُ والزمان فما لي
صــاحبٌ غيــرَ سـَيفي المطبـوعِ
وأرى نجمـــي الــذي لاحَ قبلاً
غــابَ عنـي ولـم يَعـد لِطلـوعِ
بـذل القـومُ لي الأمانَ فما لي
غيــره إن قبلتــه مـن شـفيع
فأجـابت والجفـن قفـر كلآن لم
يـك مـن قبـل موطنـاً للـدموع
واسـتحالت تلـك الدموعُ بُخاراً
صـاعداً مـن فؤادهـا المصـدوع
لا تســـلم إلا الحيـــاة وإلا
هيكلاً شــأنه وشــأن الجــذوع
إن موتـاً فـي ساحد الحربِ خيرٌ
لــكَ مــن عيــش ذلـةٍ وخضـوع
إن يكن قد أضاعك الناس فاصبر
وتثبــت فــالله غيــر مضـيع
مـت همامـاً كمـا حييـتَ هماماً
واحـى في ذكرِكَ المجيدِ الرفيعِ
ليـس بيـن الحياةِ والموت إلا
كـرةٌ فـي سـوادِ تلـك الجمـوع
ثـــم قــامت تضــمه لــوداعٍ
هــائل ليـس بعـدَهُ مـن رُجـوع
لمســت دِرعــه فقـالت لعهـدي
بـك يـا ابن الزبيرِ غيرَ جزوع
إن بـأس القضاءِ في الناس بأسٌ
لا يُبــالي ببـأس تلـك الـدوع
فنضـاها عَنـهُ وفـرَّ إلى الموتِ
بــدرعٍ مــن الفخــارِ منيــعِ
وأتــى أمــه النعــي فجـادَت
بعــدَ لأيٍّ بــدمعِها الممنــوع
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.