
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا يَراعـي لـولا يـدٌ لـكَ عندي
عِفـتُ نظمـي فـي وَصـفِكَ الأَشعارا
يـا يـراعَ الأديـبِ لـولاكَ ما أص
بَـح حَـظُّ الأَدِيـب يَشـكُو العِثَارا
غيـرَ أنـي أحنـو عليـكَ وإن لَم
تَـكُ عونـاً فـي النائِبات وَجَارا
أنتَ نِعمَ المُعينُ في الدهر لولا
أَنَّ للـــدّهرِ هِمَّـــةً لا تُجــارى
أنت نِعمَ الصديقُ في العيش لولا
أَنَّ للبــؤس بَيننــا أَو طَــارا
فَلَـكَ اللَـهُ مِـن شـِهَابٍ إذا مـا
أَظلمــت ليلـةُ الهمـومِ أَنَـارَا
يَتَمشـَّى فـي الطِّـرسِ مِشـيةَ شـيخ
مُطــرِقِ الـرأسِ يَجمُـع الأَفكـارا
أو حــبيبٍ ســرَى لوعــدِ حـبيبٍ
يَلبــسُ الليــلَ خِفَيـةً وَحِـذَارا
يتجلَّـى فـي النقـسِ شـمسَ نهـارٍ
فـي دُجـى اللَّيـلِ تبعثُ الأَنوارا
جمــعَ اللَـه فِيـه بيـن نقيضـَي
نِ فكــانَ الظَلامُ مِنــه نَهَــارا
فَهـوَ حِينـاً نـارٌ تلظَّـى وحينـاً
جنَّــةُ الخُلــدِ تنـثر الأَزهـارا
وتــراهُ وَرقَــاءَ تَنــدبُ شـَجواً
وَتَــراهُ رَقطــاءَ تَنفُــثُ نـارا
وتَــراهُ مُغَنِّيــاً إن شــَدَا حَـر
ركَ بيــن الجَوانــح الأَوتــارا
وتــراهُ مُصــَوِّراً يرســمُ الحُـس
نَ ويُغـــرى بِرَســمِه الأَبصــارا
فَتخــال القرطــاسَ صــفحةَ خـدٍّ
وتخــالُ المِــدادَ فيـه عِـذارا
هـو جسـر تمشـى القلـوبُ عليـه
لتلاقــي بيــنَ القلـوبِ قَـرارا
صــامتٌ تســمعُ العــوالِمُ منـه
أي صـــوتٍ يُنـــاهِضُ الأقــدارا
فهـو كالكهربـاءِ غامضـةَ الكُـن
هِ وتبــدُو بيـن الـورى آثـارا
كـم أثـارَ اليـراعُ خَطباً كَمِيناً
وأمــاتُ اليـراعُ خَطبـا مُثَـاراً
قطــراتٌ مـن بَيـنَ شـِقَيهِ سـالَت
فأســالت مــنَ الـدما أنهـارا
كـان غُصـناً فصـارَ عُـوداً ولكـن
لـم يـزَل بعـدُ يَحمُـلِ الأَثمـارا
كـان يَسـتَمطِرُ السـماءَ فحال ال
أَمـرُ فاسـتمطرَ العقولَ الغِزَارا
يَسـعَدُ النـاس بـاليراعِ ويَلقـى
ربُّـــه ذِلَّـــةً بـــهِ وصــَغَارا
واشـقاءَ الأَديـبِ هـل وَتَـرَ الده
رَ فلا زَالَ طالبــاً مِنــهُ ثَـارا
أرفيـقُ المحـراثِ يحيـا سـعيداً
ورفيـقُ اليـراعِ يَقضـى افتقارا
مــا جنـى ذلـك الشـقاء ولكـن
قـد أرادَ القضـاءُ أمـراً فَصَارا
ليـس للنسـر مـن جَنـاحٍ إذا لم
يجـد النسـرُ فـي الفضاءِ مطارا
حاسـبُوه علـى الـذكاءِ وقـالوا
حســبه صــِيتُه البعيـدُ فَخـارا
أَوهمُـــوهُ أن الــذكاءَ ثــراءٌ
فمضـى يَسـحبُ الـذيولَ اغـترارا
يحســبُ النقـد للقصـيدةِ نَقـداً
ويـرى الـبيتَ في القصيدةِ دَارا
ليـس بِـدعاً مـن هـائمٍ في خيالٍ
أن يَــرَى كــلَّ أَصــفرٍ دينـارا
إن بيـنَ المـدادِ والحـظِّ عَهـداً
وذمامـــاً لا يلتــوى وجــوارا
فـاللبيب اللـبيبُ من ودَّع الطر
س وولــى مــن اليـراعِ فِـرارا
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي.نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، ولد في منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها، من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء أشراف، تعلم في الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وسجن بسببه ستة أشهر، لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي، وقد عاد من سفر، وكان على خلاف مع محمد عبده مطلعها:قدوم ولكن لا أقول سعيد وعود ولكن لا أقول حميدوابتدأت شهرته تعلو منذ سنة 1907 بما كان ينشره في جريدة المؤيد من المقالات الأسبوعية تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف سنة 1909 ووزارة الحقانية 1910 وسكرتارية الجمعية التشريعية 1913 وأخيراً في سكرتارية مجالس النواب، واستمر إلى أن توفي.له من الكتب (النظرات - ط)، و(في سبيل التاج-ط)، و(العبرات-ط)، و(مختارات المنفلوطي-ط) الجزء الأول، وبين كتبه ما هو مترجم عن الفرنسية، ولم يكن يحسنها وإنما كان بعض العارفين بها يترجم له القصة إلى العربية، فيتولى هو وضعها بقالبه الإنشائي، وينشرها باسمه.