
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَنِــفٌ بَكـى آيـاتِ رَبـعٍ مُـدنَفِ
لَـولا نَسـيمُ تُرابِهـا لَـم يُعرَفِ
طــابَت لِأَقــدامٍ وَطِئنَ تُرابَهـا
فَنَفَحـنَ نَشـرَ لَطيمَـةٍ مَـعَ قَرقَفِ
أَرَجٌ أَقـامَ مِنَ الأَحِبَّةِ في الثَرى
وَصـَرىً أُريقَـت بِالـدُموعِ الذُرَّفِ
أَخَـذَ البِلـى آياتِها فَرَمى بِها
بِيَـدِ البَوارِحِ في وُجوهِ الصَفصَفِ
وَحـدي وَقَفـتُ وَلَم أَقُل مِن عَبرَةٍ
وَقَفَـت حَشـايَ بِهـا لِحادينا قِفِ
وَحَسـَدتُ ما غادَرتُ فيها مِن بِلىً
وَبَلَوتُهــا بِـوَميضِ طَـرفٍ موسـَفِ
وَظَلِلتُ أُلحِفُ في السُؤالِ رُسومَها
وَالمَنعُ مِن تُحَفِ السُؤالِ المُلحِفِ
فَلِنُؤيِهـا فـي القَلـبِ نُؤيٌ شَفَّهُ
وَلَــهٌ بِظاعِنِهــا وَبِــالمُتَخَلِّفِ
وَكَأَنَّمــا اِستَسـقى لَهُـنَّ مُحَمَّـدٌ
فَرُسـومُهُنَّ مِـنَ الحَيـا في زُخرُفِ
سـَأَلَ السـِماكَ فَجادَهـا بِحَيائِهِ
مِنــهُ بِوَبــلٍ ذي وَميـضٍ أَوطَـفِ
مُتَعـانِقُ الحَوذانِ تَنشُرُهُ الصَبا
خَضــِلاً وَتَطــويهِ كَطَـيِّ الرَفـرَفِ
وَثَـوى الرَبيـعُ بِها فَلَيسَ يُقِلُّهُ
عَنهـا نَئيـحُ سـَمومِ قَيـظٍ مُعصِفِ
حَمَلَـت رَجـايَ إِلَيـكَ بِنتُ حَديقَةٍ
غَلبـاءُ لَـم تُلقَـح لِفَحـلٍ مُقرِفِ
نُتِجَت وَقَد حَوَتِ الهُنَيدَةَ وَاِبتَنَت
فـي شـَطرِها وَتَبَـوَّعَت في النَيِّفِ
فَـأَتَت مَحَلّـي وَهـيَ حَملُ بَناتِها
تَســري بِقـائِمَتَي خَريـقٍ حرجَـفِ
فَاِعتامَهـا ذو خِـبرَةٍ بِفُحولِهـا
نَــدَسٌ بِجِبلَــةِ خَلقِهـا مُتَلَطِّـفِ
حَتّـى إِذا تَمَّـت فَلَـم يُعجِزهُ مِن
أَشــلائِها مَــذخورَةُ المُتَلَهِّــفِ
صــارَت إِلَـيَّ بِجُؤجُـؤٍ ذي مَيعَـةٍ
قَــدَمٍ تَــدِفُّ بِـهِ وَعَجـزٍ مِصـرَفِ
تَنسـَلُّ فـي لُجَـجٍ حَكَـت أَغمارُها
فِعلَ المُحَمَّدِ في الزَمانِ المُجحِفِ
ثُـمَّ اِجتَنَـت شَلوي فَصِرتُ جَنينَها
مُتَمَكِّنــاً بِقَــرارِ بَطـنٍ مُسـدِفِ
فَمَـتى تَعَثَّـرَ بِالرِفـاقِ ذَكَرتَـهُ
فَيَمُـرُّ تَحـتي قِطـعَ لَيـلٍ أَغضـَفِ
فَأَجاءَهـا بَعـدَ المَخاضِ طُلوقُها
بِمُراهِــقِ السـِنَّينِ كَهـلٍ أَهيَـفِ
عَوجـاءُ تَسـتَلِفُ الزِمامَ وَتَحتَذي
عوجـاً يُجِدنَ لَها اِستِلابَ النَفنَفِ
أَشـِرَت بِطَـيِّ الحَـيِّ في أَثباجِها
فَهَـوَت كَثُعبـانِ الصَفا المُتَخَوَّفِ
أَمَّتـكَ وَالشـَيطانُ يَرهَـبُ ظِلَّهـا
فَأَتَتـكَ وَهـيَ تَفـوقُ حِلمَ الأَحنَفِ
مَـن كـانَ يَقصِدُ في نَصيحَتِهِ لَها
فَمُحَمَّـدٌ فـي النُصحِ عَينُ المُسرِفِ
أَورَيــتَ زَنــدَي رَأفَـةٍ وَتَـأَلُّقٍ
فَتَقَصــَّدا بِالنــازِعِ المُتَعَسـِّفِ
نـالَ الرَدى وَحَوى الغِنى بِمُحَمَّدٍ
عِنـدَ الخَليفَـةِ مُـذنِبونَ وَمُعتَفِ
فـي اللَـهِ يُنجِـزُ وَعدَهُ وَوَعيدَهُ
لِلمُعتَفيــنَ وَلِلعَنـودِ المُـترَفِ
سـَكَّنتَ أَحشـاءَ الرَعِيَّـةِ في حَشا
قَلــبٍ ذَكِــيٍّ عَـن لِسـانٍ مُرهَـفِ
لَـم يَبلُغِ القَلَمَ الَّذي يُجدي بِهِ
فـي اللَـهِ أَلفـا مُرهَـفٍ وَمُثَقَّفِ
بِـأَكُفِّ أَبـدالٍ إِذا أَمّـوا بِهـا
مَلمومَـةً عَمِلوا بِما في المُصحَفِ
تَسـتَلُّ خائِنَـةَ العُيـونِ بِمُقلَـةٍ
تَحــوي ضـَمائِرَها وَلَمّـا تَطـرِفِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.