
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَعِــزُّ علـيّ إن عَظُـمَ المُصـابُ
ولا صــَبرٌ لَــدَيّ ولا احتســابُ
فَتخســرُ صـَقَتي دُنيـا وأُخـرى
فلا ذاتُ الوِشــاحِ ولا الثَّـوابُ
عرفــتُ النائبـاتِ فكـلُّ حِيـن
أُعاتِبُهـا فمـا نَفَـعَ العِتـابُ
إذا اسـتفتَحتُها لِلخَيـرِ باباً
تعــرَّض دونَــه لِلشــَّر بــابُ
يئُوبُ الغــائبُونَ وكُــلُّ مَيـتٍ
يُشــَيَّعُ مــا لِغَيبَتِــه إيـابُ
بنفسـي عصـرَ يـومِ السبتِ نَعشٌ
تَــداولَه المنـاكبُ والرِّقـابُ
تُسـَلُّ إلـى الحَفِيـرَةِ منهُ شمسٌ
تَبلَّــجَ فــي جَوانِبهـا شـِهاب
من الخَفِراتِ يُخفي الليلُ منها
إذا مــا جَـنَّ مـا لا يُسـتراب
ففـي الوَقَـداتِ كانونٌ إذا ما
لَهـوتُ بِهـا وفـي الشَّتَواتِ آب
تُكفَّـنُ فـي الثِّيابِ فليتَ جِلدِي
لَهـا كَفَـنٌ ولَيـتَ دمـي خِضـاب
أَمُفتَتِـحَ الخطـابِ إلـيّ خوفـاً
عَلــيَّ ومــا عَلَـيَّ لـه خِطـابُ
أقلــبي مُضـغَةٌ أم طَـودُ رَعـنٍ
وأضــلاعي حَنايــا أم هِضــابُ
فــإن تَرَنـي فلا وَجـدٌ كوجـدي
فمــا كمصــابِ فاطمـةٍ مصـابُ
أأمُّ المعزبـــي أم ابتعــادٌ
عـن الوطنِ القريبِ أمِ اقترابُ
أهـابُ عليـكِ عاديـةَ الليالي
ولا أخشـــى علَــيّ ولا أهــابُ
يُجَـدِّدُ قـبرُكِ المعمـورُ حُزنـي
مُطاولَــةً ومنزِلُــكِ الخَــرابُ
وعَــزَّ علـيّ أن أمسـَيتُ بينِـي
وبَينَـكِ مـا سـِوى الدُّنا حِجابُ
أحَيِّــي بالســَّلامِ فــا أحَيّـا
وأُعلِــنُ بــالكَلامِ فلا أُجــابُ
ومـا بَينـي وبينَـك قـابُ قَوسٍ
وأقـرَبُ مـا يكـون القُربُ قابُ
ولـو أنّـي قَتلـتُ عَليـكِ نفسي
لَكـانَ خَطايَ في الفعلِ الصَّوابُ
ولـو أدَّيـتُ حَقَّـكِ مـا حَلا لِـي
لِفُرقتِـكِ الطعـامُ وال الشراب
وعَلَّمَنـا الغُـرابُ الـدَّفنَ حتى
دُفِنـتِ لَـبئسَ مـا فَعَلَ الغُراب
أُوَسـدُكِ الـترابَ وكنـتُ أحفَـى
بِخَــدَّكِ أن يباشــِرَهُ الـتراب
وأَســمَحُ لِلبِلَـى بِجَمـالِ وَجـهٍ
يُــؤَثِّرُ فـي مَحاسـنِه النِّقـابُ
فمـا فَعلَ الثرى ويَدُ اللَّيالِي
بِجِســمٍ كـان تُـؤلِمُهُ الثِّيـاب
ومـا فعلَـت مَحـاجِرُكِ السَّواجي
ومـا فعلـت ثنايـاكِ العِـذابُ
وما فَعَلَ الصِّبا الغَضُّ المُباهِي
بِزَهرَتِهـس وَمـا فعَـلَ الشـَّبابِ
تُجــاذُبني النِّسـاءُ حِبـالَ وُدٍّ
وهيهــاتَ المَــوَدَّةُ والجِـذابُ
فمـا عِـوضٌ عن البِيضِ الدَّءادي
ولا خَلـفٌ مـن المـاءِ السـَّراب
يهــوِّنُ لَوعَــتي أن لا حِســابٌ
عليــكِ مِــن الإلـه ولا عِقـاب
وأنَّ الـدهرَ لان لَـهُ المُقاسـِي
لِعزَّتِـــه وذَلَّ لَــهُ الصــِّعابُ
فَمـا خَلـدَ الفَواطِمُ فِيهِ قدماً
ولا ســَكَنَت ســُكَينَةُ والرَّبـابُ
سَتمضـي إخـوَةٌ كَثُـروا وقَلُّـوا
وتَمضـِي إخـوَةٌ خَبُثُـوا وطابوا
وينصـَدِعُ الصـِّلابُ الصـُّمُّم حـتى
تُزايِـلَ بعضـَها الصـُّمُّ الصـِّلابُ
ولا يَبقَـى عَلَـى أمَـدِ اللَّيالِي
مـن البَشَرِ القُشورُ ولا اللُّباب
سـَقاكِ الرَّفـهَ بـع الرَّفهِ حتّى
تَثِــجَّ ثـراكِ دمعـي والسـَّحابُ
القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً.شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني، الإقليم الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر بتهامة اليمن،