
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـاذا بَعثـتَ عَلَـيَّ يـا نَفَـسَ الصَّبا
مِــن حَســرةٍ لِفَـواتِ أيـامِ الصـِّبا
حَرَّكــتَ مِـن وَلَـهِ الصـَّبابَةِ سـاكِناً
مــا كــان أبعَــدَه عَلَـيَّ وأقرَبـا
ذكَّــرتَ عهــداً نِمـتُ أغيَـدَ أمـردا
فــي ظِلّــهِ فَشــُجيتُ أشـمَطَ أشـَيبا
يــا لِمَّــةً نَصــَلَت ولَيـس خِضـابُها
عِوَضــاً وأقبِــح شــَيبَةً أَن تُخضـبا
دَلَّـــتُ بـــالتَّمويهِ حــتى بُــدِّلَت
بِنُصــُولِها مـا كـانَ أصـدقَ أكـذبا
شــَعرٌ عُشــِقتُ بِــه غُرابـاً أسـوداً
فَنَضــوتُها وفُرِكــتُ بــازاً أشـهبا
وَلئِن غَــدوتُ إِلــى المِلاحِ مُبَغَّضــاً
فيمــا غَــدوتُ إلـى المِلاحِ مُحَبَّبـا
أضـحى الـذي قـد كـان لـي مُتَصَدّيا
أنَّــى عَشــوتُ إليــهِ صــَدَّ ونَكَّبـا
ســُقيَ العــذيبَ فمـا أمُـسُّ ميـاهَهُ
مُـــزوَدَّةً وعَـــذابُه مــا أعــذبا
وبنفسـيَ الرَّشـاء الـذي لَـولا الذي
أخشــاهُ مــا وَرَّيـت عنـه بزينبـا
مُتَجَلبِـــبٌ بِغلالَـــه مـــن شــَعرِه
كُســيَ الملاحَــةَ حاســِراً ومُنقَّبــا
قَمَـــرٌ تَوشـــَّح خَصـــرُه بســُواره
فَيَجُــولُ مــن هَيَــفٍ عَليـهِ لَولَبـا
انظــر لِعقــرَبِ صــَدغِهِ فـي وجَهِـه
لِتَقـولَ هـذا البـدرُ حـلَّ العَقربـا
أمُلَــوِّمي إنّــي جَهِلــتُ فَلَــم أرُم
وَطنــي وَلَـم أذهـب لِرزقـيَ مَـذهَبا
مَهلاً فقـــد حَـــوَّلتَ مِنِّــي حُــوَّلاً
طَبَئاً وقـــد قَلَّبــتَ مِنّــي قُلَّبــا
أنـا لَسـتُ بـالطَّمِعِ الـذي إن قُدتَه
بِحَزامَــةِ الطَّبــعِ المـدنَّسِ أصـحَبا
مـا زِلـتُ أعلـمُ بِالفَراسَةِ غامِضَ ال
خــافي وأعـرِفُ بـالخبيث الطيِّيبـا
حـتى اعتَصـَمتًُ مـن المُلُـوكِ بِخَيرِها
جَــدّاً وأحســَبِها وأكرَمِهــا أبــا
بالشــَّمسِ بالملــك المظفـر يوسـف
بـأبي الهَزبـرَ مُعيـدِ ما أبدى سبا
مَلِــكٌ إذا انتســَبَ الملُـوكُ فـإنَّه
تَكفيــهِ شــُهرةُ فَضــلِه أن يُنسـبا
شــَمسٌ إذا طَلَعــت أضــاء شـُعاعُها
ظَهــرَ البسـيطةِ مَشـرِقاً أو مَغربـا
حَـرمٌ علـى الإسـلام يصفح إن جَنَى ال
جــاني ويَغفِــرُ ذَنبَــه إن أذنبـا
وفــتى إذا مــا شـَكَّ تغلـبُ رمحِـه
أســداً حسـا كـأسَ المنيـةِ تَغلبـا
ومُظَفَّــرٌ لــو صــَكَّ رُكنَــي كَبكَــبٍ
بِــدخانش عزمَتــهِ لطحطــح كبكبـا
عـالي الرُّقَـى يَبنـي بأبكارِ العُلا
عِــزاًّ فَمـا نَكَـحَ العَـوانَ الثَّيِّبـا
مُتَبعِّـــقٌ لـــو أمطــرَت نَفَحــاتُه
بِغَمــامِهِنَّ صــَفا المشــقَّر أعشـبا
دارٌ تَهِــشُّ إلــى الضـُّيوفِ عِراصـُها
لــو أنهــا نَطقَـت لقـالت مرحبـا
وَســيادةٌ مــا سـادَ فـارِسَ قبلَهـا
كســرى الملــوك ولا كليـبٌ تغلبـا
يـا ابن الشهيد الأَغلَبِ المَلكِ الذي
لـو غـالبَ الثقليـن كـان الأغلبـا
أنســَيتَنا هــرَم الجـوادِ وحاتمـا
والمنـــذرينَ وذا الكِلاعِ وحوشــبا
فضربتَ في الأرضِ العريضة ضربَ ذي ال
قرنيـن حـتى لـم تجـد لـك مَضـرِبا
أمّــا مُحــاولُ مـا مَلَكـتَ ف أشـعبٌ
طمَعـاً وحاشـا فـي المطـامعِ أشعبا
طلـبَ المَنـاقِبَ بالمثـالِبِ فـانثنى
حـــرّان ملتهبــاً يســِفُّ الأثلِبــا
أُمنيَّـــةٌ جَلبـــت لِفاســِدِ عقلِــه
خبلا فقعقـــعَ بالشــَّنانِ وأجلبــا
ومـن المحـالِ مَخافَة الشَّمسش السُّها
ومَخافَــةُ الأسـَدش الغِضـَنفَرِ أرنبـا
فــانهض لدجلــةَ والفـراتِ وواسـطٍ
دع عنــك حَليـاً والحِجـازَ ويثربـا
ف بِمصـــرَ والاَســـكندَريَّةش لَوعــةٌ
إن لــم يكونـا وادِعـاً والقرتبـا
قِسـتُ الملـوكَ الـذاهبين فلـم أجد
فَرعــاً كفــرعِ عُلاكَ أعلــى منصـِبا
وبَلــوتُ فضـلَهمُ فكنـتَ الشـَّمسَ فـي
أعلـى منازِلِهِـا وكـانوا الكَوكَبـا
أحســنتَ فــيَّ فصـرتُ أطيـبَ مطعمـا
مــن كــل ذي أدبٍ وأعــذب مشـربا
وأنلتَنــي ديَــةَ القَتيـلِ وضـِعفها
ذَهبــاً ومَــرويَّ الثّيـابِ المـذهبا
مــا راثَ لـي بشـرٌ لـديكَ ولا غَـدا
طَمَعــي بسِلســِلَةِ الإيــاسِ مُذبـذبا
والمــاءُ لــذّتُه غَريضــاً ســائلاً
فـإذا أقـام المـاءُ غـاضَ وطحلبـا
لـو قـدَّمتني السـنُّ كَـي تَروي الَّذي
حَبَّــرتُ فيـكَ مـن المديـحِ ويُكتبـا
لـــم يُطـــرِ غيلانٌ بلالَ ولا قفـــا
قيــسُ الرّقَيّــاتِ المفــوّهُ مصـعبا
فــالبس مــن السـِّحرِ الحَلالِ خُلاصـَة
أبهــى مـن السـِّحر الحَلالِ وأعجبـا
مَرقُومَــةَ الطَّرفيــن نَمنـمَ وشـيَها
صــَنِعٌ إذا مَــدَح المظفــرَ أسـهبا
القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً.شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني، الإقليم الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر بتهامة اليمن،