
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعـلَّ الريـحَ إن بكَـرت هُبوباً
وإن عَبَــرت شـَمالاً أو جَنوبـا
تَسوقُ إلى العَميمِ مِنَ الغَوادي
غَمـائِمَ كَـي تَشُقَّ بِها الجُبوبا
وتَحمِـلُ مِـن شَميمِ الرّيحِ نَشرا
يَكُــونُ نَسـيمُه للطّيـب طيبـا
فَقــد تَلِفـت بِحسـرَتِها جُسـومٌ
نَضــِجنَ بُكـاً وآسـفَها قُلوبـا
وَذُبــنَ جَوامِـدَ الأكبـادِ حـتى
خَشـيتُ مـن الصَّبابَةِ أن أذوبا
طَبيــبي مُمرِضـيَّ فَهـل رَأيتـم
مَريضـاً كـان مُمرِضـُه الطبيبا
ودائي دَوايَ فـاختبِروا عِلاجـي
بِـه كَـي تَخـبرُوا عَجَباً عَجيبا
سـَلوتُ عـن السـُّلُوِّ وكان عَهدا
عَلَــيَّ وتَوبـةً مـن أن أتُوبـا
أحِـنُّ إلـى الكَثيبِ وما أراني
تَـرَى عَينـايَ ذيّـاك الكثيباط
وأعتنَِـقُ القَضـيبَ الرَّطـبَ لَمّا
حَكَـى فـي بُردِ عاتِكة القضيبا
ومـا أنا بالصَّليب قُوىً وصَبرا
لِعشـقِ جَـوانِحي ذاكَ الصـَّليبا
فَمَـن لـي مِن هَوى قَمَرٍ إذا ما
طَلَبـت طُلُـوعَهُ لبِـس الغُروبـا
ومَـن لـي أن يُـديرَ عَلَيَّ كوبا
بِكَفيــهِ ومِــن شـَفَتَيهِ كُوبـا
إذا غَفَـلَ الرَّقيـبُ وقُلتُ أخلو
بِـهِ كـانَ العفـافُ لـه رقيبا
نـأى عـن لِمَّتي البَيضا خَضيبا
وعَــرَّضَ إذ رأى شـَعري خَضـيبا
وقـالَ أَتجمـعُ الأهـواءَ فيمـا
عَمِلــتَ بكــونِه رَشـأً وذيبـا
وأفسـدُ مـا طَلَبَـتَ لـه صـَلاحا
هَـوىً جَمـعَ الشَّبيبةَ والمشيبا
ومـا يُغنـي التَـوَدّدُ عـن مُحِبٍّ
إذا حَســَناتُه كــانت ذُنوبـا
أقِـم فـي ظِل شمس الدين تَنعم
فَقَـد مَنَـع النَّوائِبَ أن تنوبا
فحســبُك يوسـفٌ حُبًّـا إذا مـا
طَلَبـتَ السـيدَ الملِكَ الحَسيبا
إذا زُرتَ المَظَفَّــرَ فـي زَبيـدٍ
فَضـَلتَ أبـا نَـواس والخصـيبا
فَتًـى قَسـَم السـَّماحُ لِكـلِّ حُـرِّ
وَعبــدٍ مِــن مَـواهِبه نصـيبا
وأروعُ لَـو طَلَبـتَ لَـه ضـَريبا
وَكُفـؤاً مـا وجـدتَ لـه ضَريبا
عَقيــدُ المـوتِ إِلاَّ فـي نُفـوسٍ
تَخـافُ بقَبضـِها إثمـاً وحُوبـا
يَظَــلُّ حُســامُه فـي كـلِّ حَـرب
أكُــولاً للمَنيَّــة أو شــَروبا
فلـو صـَدَم النُّجُومَ رَأيتَ منها
رميًّــا أو طَعينـاً أو ضـَريبا
جُمِعــنَ مَكــارمُ الأخلاقِ فيــه
فَلَيــسَ بِفاقِــدٍ إِلاَّ العُيوبـا
تَحِـنُّ يَـدي إلـى يُمنَـى يَـديه
إذا غَبَّــت فَتَحســَبُها رَقوبـا
يَثُــوبُ الوَفـدُ مِنـهُ بـأريَحي
ضــَحُوكٍ مُكــثرٍ لَهُــمُ مُطيبـا
إذا نَزَلَـت بـه الضـّيفانُ ثجَّت
نُحـورُ البـدنِ أو وَجَبَت جُنوبا
فلا يَفخــر بحــاتم طَـيّ قَـومٌ
وكَــونُ هِبــاتِه جَمَلاً ونيبــا
أواهِـبَ شـارفٍ مـن بَعـدِ شـاةٍ
كَمـن يَهـبُ الجَنيبَةَ والجَنيبا
خليفـةُ دولَـةٍ لَـو كـانَ كِسرى
مُعاصــِره لَكـان لهـا نَقيبـا
وراعــي أمَّــةٍ لَــولاه عانـا
بِشــرخِ شـُعوبِها لاقَـت شـُعوبا
يوسـُف يا ابنَ نورِ الدين إنّي
دعوتُـكَ والوسـيلةُ أن تُجيبـا
بَلَغــتَ لغايـةٍ أعيـت مَـداها
بَنـي الثَّقليـنِ شـُبّاناً وشيبا
رأى الكرمـاءُ أقرَبَهـا بعيدا
وأنـتَ رأيـتَ أبعـدَها قريبـا
بَنَيـتَ عَلى قُرى اليمنين دربا
بِحــدِّ المشــرَفيَّةِ لا دُروبــا
فلا المختــصُّ عَـمَّ بِـه زَبيـداً
ولا الشــَّعبيُّ خـصَّ بـه شـُعوبا
فأقســِمُ لاســَعت حيّــاتُ حــيٍّ
ولا دَبَّــت عَقارِبُهــا دبيبــا
فــدونَك حُـرَّة الإعـراب تَحلُـو
بِقلـبِ حَليلِهـا بِكـراً عَروبـا
تَبَــرَّجُ إن تَحجَّبَــتِ القَـوافي
ولـم تَخَـفِ الوليـدَ ولا حَبيبا
فـإن قَـدُما مَـديحاً أو نسيبا
فمـا سـَبقا مَـديحاً أو نَسيبا
وخـذ مِـن وشـيها بُرداً قَشيبا
يُـردِّد حُسـنُه الـبردَ القَشيبا
القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً.شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني، الإقليم الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر بتهامة اليمن،