
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُمــتُ المتـابَ ولاتَ حيـنَ متـاب
وصــبايَ بعـد الأربعيـن تصـابي
أهـوى وقـد نـضَّ السنونُ نضارتي
عَنّـي وقـد سـَلَبَ المَشـيبُ شَبابي
بُــدِّلت كــافوراً بِمســكٍ أذفـرٍ
فــي لِمَّــتي وَحَمامَــةٌ بِغُــرابِ
أفلا تُعزّينــي الرِّفــاقُ بغـائب
كــالميتِ لا يُضــَى لــه بإيـابِ
وهـو الحـبيبُ مَضَى وما ألقى له
عِوَضــاً ولـي عِـوضٌ مـن الأحبـابِ
مـا أنـتَ من كَمدي عليهِ ولَوعَتي
فَتلُـومُ فـي جَزَعي وما بِك ما بي
مَـن لـي بتَـدليس الخِضابِ فَرُبما
حَسـبته بُلـهُ الغيـدِ غَيـرَ خِضاب
وَبقيَّــةٍ للَّهــو أصــبَحَ عيشـُها
نَكَصــَت بــوادِرُه عَلَـى الأعقـاب
وَغَريــرةٍ تُعطيـكَ رَخـصُ بَنانِهـا
مـا شـِئتَ مِـن عنَـبٍ ومِـن عُنّـاب
شمســيّةٍ إن قُنِّعَــت أو جُلبِبــتَ
أبصـــَرتَها فَضـــلاً بِلا جِلبــاب
بَيضـاءَ لا يُخفي النِّقابُ بياضَ خدَّ
يهــا ولَيــسَ نِقابُهــا بِنِقـاب
ثَلَثَــت حِجـابَي صـَونِها وجَلالِهـا
مِــن بُخلِهــا وعَفافِهـا بِحجـابِ
بــاتَت تَعَـلُّ بِـدائرَينِ تَشـابَها
خَمــراً مــن الأفـواهِ والأكـوابِ
انهـض إلـى بُلغِ المعاشِ وَلا تَكُن
كَلاَّ علَــى الخُلطــاءِ والأصــحاب
واشـرِف عَـنِ الطَّمَعِ الدَّنيءِ فإنَّه
أخـزى الـرؤوس جـوايزُ الأذنـاب
وإذا الخُطوبُ طَغت فلن تَرَ موئلا
أوفَــى وأمنَـعَ مـن يَـدَي خطّـاب
رجَـلٌ إذا دَنِـسَ الرِّجـالُ فعِرضـُه
عَــفُّ الضــَّمائِرِ طـاهرُ الأثـواب
وفـتىً إذا غـاضَ السـَّماحُ وجَدَته
بَحــرَ الســَّماحِ ومَعــدِنَ الآداب
يَعلُــو ويعظُــمُ أن تُشـبِّهَه بـب
رِ التَّـم أنصـفَ أو بليـثِ الغاب
قَلمـاً يـدبّرُ سـائرَ الإقليـم من
مِصــرٍ إلــى عَـدنٍ إلـى عيـذاب
ورئاسـتان إذا انقضـا سيفاهما
مَضــَيا علـى الأمـراءِ والكُتّـاب
غَـالِب بِـه تَغلـب وسـامِ به تَطُل
بالطــــائِل المُتَطَـــوّل الغَلاَّب
ومَــتى مَضـى بالمشـرَفيّ رأيتَـه
قمـراً يصـول علـى العِدى بِشهاب
رِد حَوضــَه رِفهـاً ولا تَشـرَب بـه
غِبًّــا فليــس الرٍِّفـه كالإغبـاب
بـأبي وأُمّـي أنـتَ كم لك من يدٍ
عنــدي ومــن مِنَـنٍ علـيّ رِحـاب
ومكـــارمٌ دَرَّت كأنــك تَبتَغــي
بِـــدِراكِها أرَبــاً مــن الآراب
لـي حُرمَتـانِ فحُرمةُ الرّحمِ التي
رَســَخت وصــحبةُ سـالفِ الأحقـاب
وجِــوارُكَ الماضـي وحسـبي ذمـةً
أن تَعلَــقَ الأطنــابُ بالأَطنــابِ
وأخـافُ مِنـكَ وأتقي في الإذنِ مِن
غِلــظِ الحِجــابِ ورِدَّةِ البَــوّاب
القاسم بن علي بن هتيمل، الخزاعي نسباً، الضمدي بلداً.شاعر، كبير شعراء عصر الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي (694هـ)، أصله من بلاد المخلاف السليماني، الإقليم الذي يقع على شاطئ البحر الأحمر بتهامة اليمن،