
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـوَّأتُ رَحلي في المَرادِ المُبقِلِ
فَرَتَعـتُ في إِثرِ الغَمامِ المُسبِلِ
مَـن مُبلِـغٌ أَفنـاءَ يَعـرُبَ كُلَّها
أَنّي اِبتَنَيتُ الجارَ قَبلَ المَنزِلِ
وَأَخَـذتُ بِالطِوَلِ الَّذي لَم يَنصَرِم
ثِنيـاهُ وَالعَقـدُ الَّذي لَم يُحلَلِ
هَتَـكَ الظَلامَ أَبـو الوَليدِ بِغُرَّةٍ
فَتَحَـت لَنا بابَ الرَجاءِ المُقفَلِ
بِـأَتَمَّ مِن قَمَرِ السَماءِ وَإِن بَدا
بَـدراً وَأَحسَنَ في العُيونِ وَأَجمَلِ
وَأَجَـلَّ مِـن قُـسٍّ إِذا اِسـتَنطَقتَهُ
رَأيـاً وَأَلطَـفَ في الأُمورِ وَأَجزَلِ
شـَرخٌ مِـنَ الشـَرَفِ المُنيفِ يَهُزُّهُ
هَـزَّ الصـَفيحَةِ شـَرخُ عُمـرٍ مُقبِلِ
فَاِســلَم لِجِـدَّةِ سـُؤدُدٍ مُسـتَقبَلٍ
أُنُــفٍ وَبُــردِ شـَبيبَةٍ مُسـتَقبَلِ
كَـم أَدَّتِ الأَيّـامُ مِـن حَـدَثٍ كَفَت
أَيّـامُهُ حَـدَثَ الزَمـانِ المُعضـِلِ
لِلمَحـلِ يَكشـِفُهُ وَلَـم يَبعَـل بِهِ
وَالثِقـلُ يَحمِلُـهُ وَلَيـسَ بِمُثقَـلِ
وَالخَطـبُ أُمَّـت مِنـكَ أُمُّ دِمـاغِهِ
بِـالقُلَّبِ الماضي الجَنانِ الحُوَّلِ
وَمَقامَــةٍ نَبــلُ الكَلامِ سـِلاحُها
لِلقَـولِ فيهـا غَمـرَةٌ لا تَنجَلـي
قَــولٌ تَظَــلُّ مُتــونُهُ مُنهَلَّــةً
ســَمَّينِ بَيــنَ مُقَشــَّبٍ وَمُثَمَّــلِ
فَرَّجــتَ ظُلمَتَهـا بِخُطبَـةِ فَيصـَلٍ
مَثَـلٌ لَها في الرَوعِ طَعنَةُ فَيصَلِ
جُمِعَـت لَنـا فِـرَقُ الأَماني مِنكُمُ
بِـأَبَرَّ مِـن روحِ الحَيـاةِ وَأَوصَلِ
فَصــَنيعَةٌ فـي يَومِهـا وَصـَنيعَةٌ
قَـد أَحـوَلَت وَصـَنيعَةٌ لَـم تُحوِلِ
كَالمُزنِ مِن ماضي الرَبابِ وَمُقبلٍ
مُتَنَظَّــــرٍ وَمُخَيِّـــمٍ مُتَهَلِّـــلِ
لـي حُرمَـةٌ والَـت عَلَـيَّ سِجالَكُم
وَالمـــاءُ رِزقُ جِمـــامِهِ لِلأَوَّلِ
إِن يَعجَـبِ الأَقـوامُ أَنّـي عِندَكُم
مِـن دونِ ذي رَحِـمٍ بِهـا مُتَوَصـِّلِ
فَبَنـو أُمَيَّـةٍ الفَـرَزدَقُ صـِنوُهُم
نَسـَباً وَكـانَ وِدادُهُم في الأَخطَلِ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.